مثقفون أردنيون يدعون لجبهة ثقافية ضد "التطرف"
وتلا رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور موفق محادين -خلال الوقفة- بيان الهيئات الثقافية الذي دعا لإطلاق أوسع جبهة مدنية ثقافية "دفاعا عن العقلانية وثقافة التنوير والهوية الوطنية الجامع".
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال محادين إنه "لا بديل عن تأسيس وإطلاق جبهة ثقافية ضد جميع أشكال التطرف والإقصاء والطائفية والتأكيد على القيم الديمقراطية وإعادة الاعتبار للعلمانية وفصل الدين عن السياسة والدولة".
من جانبه، يرى أحمد راشد مساعد أمين عام وزارة الثقافة الأردنية أن مشكلة "التطرف" تتعلق بالمجتمع وحلولها تنبثق بالارتكاز لثلاثة أمور، أولها تربوي ينطلق من الأسرة والمدرسة وحتى الجامعة، بالتركيز على التسامح الذي هو بالأساس شرعة سماوية وعرف اجتماعي، كما يقول.
وأما الأمران الآخران -وفق راشد- فيتعلقان بقيام المؤسسات عامة بنشر ما سماه الفكر الصحيح الذي يدعو للمحبة وقبول الآخر، وتحقيق العدالة الاجتماعية وسيادة القانون، والابتعاد عن التطرف، والتركيز على تنمية المجتمع، والحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي، والاحتكام للقانون والشرائع السماوية والإنسانية التي تحارب ظاهرة التطرف.
وقال راشد للجزيرة نت "إن بعض المثقفين في تيارات فكرية يحملون نوعا من التطرف، لذا على المثقف أن يحمل راية التنوير، فهو أشبه بالمنارة التي تنير الطريق للآخرين بالفكر المستنير الداعم للتنمية ونشر الوعي والتأكيد على السلوكيات الإيجابية والتمسك بالقيم التي تحث على المحبة والمساواة والتواصل مع الآخر".
بدوره، يرى الناقد الدكتور زياد أبو لبن أن ما يشهده الوطن العربي جراء حركات التغيير يدفع المثقفين "لإعادة النظر في الخطاب التنويري في مواجهة التطرف بكل أشكاله والخطاب الرجعي المتمثل بعباءة الإرهاب المستند للقتل والانحياز إلى اللاوعي".
النهج الديمقراطي
من جهته، يرى القاص هاني أبو نعيم أن مقاومة "الفكر المتطرف" تتطلب ترسيخ العدالة والقضاء على الفساد وتحقيق المساواة وتداول السلطة من خلال تبني النهج الديمقراطي في إدارة شؤون البلاد والعباد.
وقال للجزيرة نت إنه "علينا كمثقفين تقوية الفكر العقلاني وترسيخه وخلق ظروف مناسبة تشعر الفرد بالأمان يحيي الأمل في وجدانه ويكشف له المستقبل الذي يوفر البيئة الصالحة التي تضمن أمنه واستقراره".
واعتبر أبو نعيم أن توسع الهوة بين فئات المجتمع العربي يقف في مقدمة الأسباب التي تدفع الشباب للبحث عن التغيير بأساليب وطرق غير مألوفة "فوجدوا ضالتهم في المنظمات المتطرفة التي لا تقيم وزنا للمبادئ والأخلاق والعادات والأديان والثقافات" على حد قوله.
أما عضو الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب محمد المشايخ، فيرى أنه "بالكلمة المقاتلة يستطيع المثقفون الانتصار على العنف والإرهاب وما يجرانه من توتر في المنطقة" مطالبا الأدباء والكتاب ومؤسساتهم الثقافية بتشكيل "جبهة ثقافية موحدة لمواجهة التطرف".
وأشار إلى أن "هناك حاجة لثقافة تنويرية تنحاز للعقل والعلم والقانون والنظام والقيم الإنسانية الرفيعة في مقدمتها احترام الآخر، توحد ولا تفرق وتعظم المشترك في الكون باعتباره السبيل للحفاظ على وحدة الإنسانية وتماسكها".
من جانبه، يرى الناقد حسين نشوان أنه "بعيدا عن جرح إعدام الكساسبة حرقا، ثمة حالة من الانفلات في المعايير والأخلاق الإنسانية سببها غياب الفكر التنويري والعقل" فالإرهاب الآن "يقوم على أساسين الأيديولوجي الماضوي والسياسي اللحظي".
وقال للجزيرة نت إن على المثقف أن يعيد قراءة تاريخه والعلاقات المجتمعية، مشيرا إلى أن المشكلة تتمثل في غياب المشروع النهضوي الذي يستطيع الموازنة بين الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.