"المطلوبون الـ18" بافتتاح مهرجان الجزائر للفيلم الملتزم
أميمة أحمد-الجزائر
وكرم المهرجان في حفل الافتتاح المخرج الجزائري الراحل مالك آيت عودية، وعضو لجنة تنظيم المهرجان معمر مقران الذي توفي مؤخرا، إلى جانب صديق الثورة الجزائرية السينمائي البلغاري كريستو غانيف (91 عاما) صاحب فيلم "عرس الأمل" الذي تناول الأيام الثلاثة الأولى لاستقلال الجزائر.
وسيتم خلال المهرجان عرض تسعة أفلام طويلة وعشرة أفلام وثائقية تمثل عدة بلدان، بينها الجزائر، وسويسرا، وبلجيكا، ومدغشقر، والولايات المتحدة، وتشيلي، وفلسطين، وإثيوبيا، وكولومبيا، والهند، وبوركينا فاسو، وآيسلندا، وبلغاريا.
وتتناول تلك الأفلام -حسب مديرة المهرجان زهيرة ياحي- "موضوعات إنسانية واجتماعية، كقضايا البيئة والمرأة والطفل، إلى جانب قضايا التحرر كالقضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، وهما قضيتان ثابتتان في كل دورات المهرجان".
وخصص المهرجان ثلاث جوائز، هي جائزة الجمهور، وجائزة لجنة التحكيم، والجائزة الكبرى، ويرأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية المخرج الجزائري مهدي العلوي، بينما يرأس لجنة التحكيم للأفلام الطويلة المخرج الجزائري قاسم حجاج.
وستنظم ندوات على هامش المهرجان، إحداها بعنوان "لماذا يعد تدريس السينما مهما؟"، وأخرى عن "الشباب في قلب السينما الملتزمة"، وتناقش ثلاث أخرى جوانب مختلف عن صناعة الأفلام الوثائقية.
وافتتح المهرجان بالوثائقي "المطلوبون الـ18" للمخرجين عامر شوملي وبول كوان، تحدث عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987، وكيف بحث الفلسطينيون عن بدائل لمنتجات الاحتلال الإسرائيلي بتربية 18 بقرة يوزع حليبها على سكان بيت ساحور، فتضررت شركة الحليب والألبان الإسرائيلية، وأصبحت البقرات مطلوبات وملاحقات لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فرفعوا الضرائب على العلف مما دفع صاحبها لبيعها.
وردا على سؤال للجزيرة عن معنى الالتزام في الشعر والسينما، قال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي "طالما الإنسان موجود فهناك شعر وهناك قضية وهناك أسئلة كثيرة تطرح عن المصير والحق والحياة، لهذا مثل هذه الأعمال الفنية تحمل فكرة ورؤية، وتحمل أيضا أسئلة كبيرة، لكنها تحمل أجوبة أن الإنسان يبقى منتصرا دائما، والقضية دائما تنتصر".
وتعليقا على فيلم الافتتاح قال وزير الثقافة الجزائري السابق حمراوي حبيب شوقي إن اللافت فيه هو "التلاحم بين المسيحيين والمسلمين في القضية، وفي ظل الظروف التي تعيشها حاليا الجاليات الإسلامية في أوروبا نحتاج لأناس يقولون إن الديانات عندما تلتقي فيها قضية عادلة مثل قضية فلسطين هي ديانات تخدم الإنسانية، والفيلم مرشح للأوسكار نتمنى فوزه ليكون سفيرا للحضارة العربية الإسلامية النيرة التي تلتقي مع كل القضايا الإنسانية في العالم".
وحضر الحفل سفير دولة فلسطين لؤي عيسى الذي علق على مشاركة بلاده قائلا "فلسطين هي والالتزام عنوان واحد، فكيف يكون فيلم ملتزم ولا تكون فلسطين به؟ نحن سعيدون بتخصيص حيز لفلسطين في مهرجان الفيلم الملتزم وكل نشاط جزائري آخر"، وأضاف "أصبحت للسينما أهمية إستراتيجية في التأثير على الرأي العام، ونقل قضايانا في ظل الهيمنة الدولية".