حكايات نفرتيتي في باريس

معرض نفرتيتي ان حكت في معهد العالم العربي بباريس
undefined
فائزة مصطفى-باريس

عرض فني رائع اجتمعت فيه الآثار الفرعونية بأهم الإبداعات التشكيلية المصرية التي أنتجت في حقبات زمنية متباينة، ووثقت التغيرات السياسية والاجتماعية التي عرفتها مصر حتى عصرنا الحالي.

إنه موضوع المعرض الذي يحتضنه معهد العالم العربي بباريس إلى غاية 8 سبتمبر/أيلول 2013 واختير له عنوان "نفرتيتي إن حكت" نظرا لشهرة الملكة الفرعونية في الغرب.

والاستثناء في المعرض هو عدم ترتيب التحف واللوحات والقطع الأثرية ضمن تسلسل زمني مألوف في المعارض الفنية التاريخية، بل حرص المنظمون على توزيعها ضمن محاور ثلاثة: الفنان، المتحف والمجتمع، حيث تعرض الوثائق والأعمال الفنية تاريخية وحداثية معاصرة من زاوية إظهار العمل الإبداعي حسبما يثيره من جدلية اجتماعية معقدة من النحت الفرعوني إلى الفن المعاصر.

25 فنانا
المعرض يضم تجارب فنية لـ25 فنانا مصريا وأجنبيا، استحضرت القطع الأثرية الفرعونية، والقبطية، والإسلامية، والتجارب الفنية المصرية الحداثية، ولوحات فنية لفنانين غربيين تأثروا بالفن المصري، جلبت من مختلف المتاحف والمعارض: الإسكندرية، القاهرة، لندن، نيويورك، والدوحة.

 تتوسط المعرض الأعمال الإبداعية للفنان الشهير محمود مختار (1891-1934) كرائعته "على ضفاف النيل" 1928، و"رياح الخماسين" 1929 و"حاملة الجرار" 1931 التي تعرض للمرة الثانية في باريس ثم الدوحة بعد مرور قرابة قرن على عرضها الأخير في العاصمة الفرنسية.

ومن أقدم القطع الفرعونية الموجودة تمثال "الكاهن ناتجو" الذي نحت سنة 1740 ق.م، وضريح قبطي يعود للقرن الثامن ميلادي، ولوحة بول كيلي "درجات وسلالم" التي رسمها عام 1928 موظفا لأول مرة الرموز الهيروغليفية، فاسحا المجال لولوج عالم الفن التجريدي وتبعه الفنانون المصريون والأجانب.

تحضر أيضا أعمال الفنان جورج حنا الصباغ (1887-1951) وهو أول مصري يدرس في متحف اللوفر الشهير بباريس، وصاحب الأسلوب الرمزي المتجسد في لوحاته: "جلجثة" 1919 و"الأمومة العربية" 1921، وتجارب الفنان رمسيس يونان السريالية مثل "بدون عنوان" 1942، ولوحات الفنانة إيمي نمر التي تعد أول من قامت بتجسيد ماضي مصر الفرعوني في أعمالها التشكيلية.

ما يجلب الانتباه في المعرض هو الاحتفاء بجماعات فنية مصرية مثل مجموعة "الفن والحرية" التي أرّخت لتقاطع المدارس الفنية في الثلاثينيات والنهضة الفنية التي عرفها الفن التشكيلي المصري

تشكيل مصري
وما يجلب الانتباه في المعرض هو الاحتفاء بجماعات فنية مصرية مثل مجموعة "الفن والحرية" التي أرّخت لتقاطع المدارس الفنية في الثلاثينيات والنهضة الفنية التي عرفها الفن التشكيلي المصري.

أما فن التصوير فتجسده الصور الفوتوغرافية للمناطق الأثرية التي التقطتها الأميركية "لي ليمر" عام 1934، والفنون المعاصرة المصرية التي يمثلها الهيكل الفني للفنان باسم يسري، ولوحة لجان شافرو بعنوان "حوريس وأنوبيس في القاهرة الإسلامية" 2006.

ولعل أكثر ما التف حوله الزائرون للمعرض هو عروض الفيديو كفيلم "الشظايا درس الرسم 43" للفنان كنتريدج الذي يصور لصق قطع من مخطوطات وقطع فنية على وقع موسيقى عربية، وفيلم دافيد ج. تريتياكوف "إله عابر"، الذي يصور مرور تمثال "رمسيس" في شوارع القاهرة عام 2008.

 في الأعمال التركيبية يحضر العمل الإبداعي لغادة عامر "صالون كوربيه" وتتناول فيه ظاهرة الإرهاب، إضافة إلى عرض للمخطوطات والصحف وكلاسيكيات السينما المصرية، وهكذا وفق معرض "نفرتيتي إن حكت" في إبراز حضارة مصر وإنتاجها الإبداعي ولاسيما أنه ينظم بموازاة ما تعرفه من حراك سياسي قوي.

المصدر : الجزيرة