تكريم صبحي والتل بيوم المسرح العالمي

تكريم الفنان المصري محمد صبحي
undefined

توفيق عابد-عمّان

احتفالا بيوم المسرح العالمي كرمت فرقة "رؤى" المسرحية الفنانين المصري محمد صبحي والأردنية لينا التل في احتفال أقامته مساء الجمعة بمسرح هاني صنوبر وسط العاصمة الأردنية عمّان، بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين، وبالشراكة مع المركز الثقافي الملكي.

وقال صبحي عقب التكريم إنه يعيش نصف حياته بلا أوكسجين، وإن المسرح هنا ينتشله من غرفة العناية المركزة، لأنه يشم فنا معطرا، ووصف من لا يحتفل بيوم المسرح العالمي بأنه خارج منظومة العالم سياسيا وفكريا واجتماعيا.

ورأى صبحي أن المجتمع يهتم بالمسرح لأنه متنفس المتلقي، معتبرا أن المسرح "لن يموت، ولن ينتهي مهما وصلت اختراعات التكنولوجيا، لأنه يوفر اللقاء الحي بين الفنان وجمهوره".

أما الفنانة لينا التل فرأت أن المسرح يغير الإنسان للأفضل، وقالت "آن الأوان لتعترف مؤسسات الدولة الأردنية بدور المسرح الذي يهذب النفس، ويدل على الرقي والحضارة". وأضافت "الفن جزء من حياتنا".

مسرح الثامنة
أما مدير المركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة فقال "نحتفي بأبي الفنون في زمن مضطرب وفوضوي، لنؤكد انتصارنا للحياة والفن والجمال في مواجهة الموت والعنف والدمار. واحتفاؤنا يهدف لخلق ثقافة جديدة تساهم في جعل العالم أقل فوضى، وأكثر جمالا وأمنا وسلاما".

كما رأى أن المسرح كان ولا يزال المؤشر الحقيقي لثقافة وحضارة الأمم، وعنوانا لتمدنها ورقيها، معتبرا أن تطور الشعوب والحضارات يقاس دائما بمقدار ما تبنيه من مسارح وصروح ثقافية وعلمية، وما تنتجه من فنون وإبداعات.

‪لينا التل قالت بعد تكريمها إن المسرح يغير الإنسان للأفضل‬ (الجزيرة نت)
‪لينا التل قالت بعد تكريمها إن المسرح يغير الإنسان للأفضل‬ (الجزيرة نت)
كما أعلن أبو سماقة في كلمته عن تأسيس مسرح الثامنة بالمركز الثقافي الملكي بتقديم ثلاثين عرضا حتى نهاية أيار "مايو" المقبل، وصولا لمسرح يومي، وتخصيص 320 ألف دولار لتحسين العمليات الفنية بمناسبة يوم المسرح العالمي، لكنه استدرك أن المال ليس وحده المحفز، بل الإرادة والتصميم، لافتا إلى أن المسرح الأردني يتقدم خطوة ويتراجع خطوتين.

الحياد
وقد تحدث الفنان زهير النوباني عن "خروج الملايين الذين ينشدون المساواة والحياة الحرة الكريمة لهم وللأجيال المقبلة، مخلفين بركانا من الغضب والأوجاع، ورغبة لا تصد للتغيير نحو حياة فضلى". واعتبر أن "المفارقة الكبيرة هي أن الملايين هم الذين قادوا وعي المثقف والمبدع العربي وليس العكس، حيث يفترض أن الوعي الثقافي والإبداعي كان دائما القائد والموجه لحركة الجماهير".

وقال "نحن كمسرحيين لسنا حياديين، أو وسطيين، نحن منحازون لإنساننا في البقاع العربية.. وسائلنا كل أشكال الإبداع الثقافي والفني، من التحاور القائم على احترام الاختلاف في الرؤى والأفكار إلى فضاءات الفن التشكيلي والموسيقى والدراما متوجة بالمسرح".

واعتبر النوباني أن فرقة "رؤى" المسرحية ستبرز التيار المخالف وتحترمه، مستنيرة بقدرات الشباب وعدم إقصاء أي أحد، فكما كانت غضبة الجماهير العربية عابرة للحدود لن تتوقف "رؤى" عند الحدود المحلية، مستعينة بالمثقفين والمبدعين العرب لتعزيز رسالتها في مجتمع يموج بالتغيير. 

‪‬ لقطة من 
‪‬ لقطة من "حلم ليلة ربيع عربي"(الجزيرة نت)

بدوره، هاجم نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب من أسماهم السياسيين الذين قال إنهم آثروا انتفاخ جيوبهم، فيما  لا يزال الفنان يمتلك أملا ويحبو ويصبو نحو آفاق غير اعتيادية. وقال إن "رؤى" ستكون متصالحة مع المؤسسات الرسمية، كما أخبرته عضو الفرقة الفنانة نادرة عمران.

مسرحيتان
وقد تضمن الحفل فيلما قصيرا "شهادات إبداعية" لمبدعين عرب، واستذكارات راحلين هم هاني صنوبر من الأردن وفرانسوا أبو سالم من فلسطين، وأحمد الطيب من المغرب، وممدوح عدوان من سورية، وعبد القادر علولة من المغرب، وسناء جميل من مصر، وصالح سعد من مصر بأغنية قدمتها ابنته مريم.

وتخللت الاحتفال الذي أداره الفنان محمد الإبراهيمي مسرحيتان، الأولى مونودراما "ضرر التبغ" المقتبسة عن رواية الروسي أنطوان تشيخوف، قدمها الفنان أحمد العمري بإشراف علي شبو، وهي رمزية إسقاطية، تدين التسلط والاستبداد من خلال زوجة متسلطة "السلطة" حتى على فكر زوجها الذي حولته كمثقف -حسب النص- إلى تافه وسخيف.

وحسب المشاهد، يخاف الزوج زوجته الممثلة للسلطة، ويحاول الهروب من واقعه وحتى من دروس الموسيقى والطبخ، كتعبير عن تمرده، لكنها تلازمه كظله "لا تحب أحدا ولا أحد يحبها" ويتمنى أن يكون عمود كهرباء أو أرجوحة، معتبرا أن رقم 13 سبب فشله في الحياة.

أما الثانية "حلم ليلة ربيع عربي" تأليف الفنانة نادرة عمران، وبطولة زهيرالنوباني ونادرة، ومشاركة الشابة ركين سعد، وعمر عرفة، وإشراف علي شبو وموسيقى عبد الرحيم دخان، وتدور أحداثها داخل مستشفى للأمراض النفسية، حيث يتسلط مديره والممرضات على نزلائه، ويحرمونهم من كل حقوقهم حتى من الاستماع للراديو، "لماذا قصصتم شعري.. حتى لا أضع الوردة؟".

والمسرحية مشحونة بالإسقاطات السياسية، فالمستشفى كناية عن دولة عربية و"كل من يعبث بأمن المستشفى سيضرب بيد من حديد".. النزلاء يفرحون بالتغيير "لا وجع ولا ضرب ولا خوف ولا مسكنات" ويحلمون بالتطهير، لكنهم يصدمون عندما يكتشفون بأن القادمين لا يختلفون عن الذين أطاحت بهم الثورات العربية.

المصدر : الجزيرة