السينما وحقوق الإنسان بمهرجان الجزيرة
حسن محمد آل ثاني-الدوحة
ويرى أبو دبة أن الثورة أحدثت نقلة نوعية في إطار الحريات التي انعكست على المشهد الإنساني بأكمله.
وأكد وجود علاقة جدلية بين السينما وحقوق الإنسان باعتبارها حقوقا كونية ومكتسبات إنسانية، وقال "تبدو قيمة الأعمال الوثائقية فى حالة كحالة الثورة التونسية التي فاجأت الجميع وكنا أمام أعمال وثائقية بدون سيناريو مسبق في لحظات تاريخية لا تستطيع الذاكرة الإنسانية أن تحفظها بتفاصيلها الكاملة".
ورفض أبو دبة أن يكون الوقت الحالي غير مناسب لإنتاج أعمال وثائقية، وتساءل: إن لم تشهد هذه الأوقات إنتاج أفلام تسجيلية فمتى يكون ذلك؟ مؤكدا أن الوقت ربما يكون لإنتاج أعمال درامية "لأن بطل الدراما يختلف عن بطل الأفلام الوثائقية الذي هو الإنسان العادي، ولذا فإن الفيلم الوثائقي أكثر قدرة على عكس المشاهد الواقعية".
ويرى بورغن أن هدف المهرجان عرض الحقائق التي لم تعرض من قبل، وهى المهمة الأهم للصحفيين الذين يتوجب عليهم أن يمثلوا الصوت الغائب، هم وكل من يناضلون من أجل الحريات.
جدلية الانتقاد
سامي الحاج: الفن بأشكاله المختلفة يدعم نشر ثقافة حقوق الإنسان، والسينما بالصورة والنص الجيد تمثل دعما حقيقيا لنشر ثقافة الحقوق الإنسانية |
وقال بورغن "جئت من النرويج وهي بلد غني ولا يقتل الصحفيين عندنا بسبب آرائهم كما يحدث فى بعض الدول مثل سوريا.. بإمكاني أن أنتقد حكومتي وأنا أعلم أنها لن تقتلني، فالأعمال الوثائقية تقوم على جدلية الانتقاد وتقديم الأشكال المختلفة لحقوق الإنسان، فالأفلام الوثائقية لها دور كبير في تغيير واقع الإنسان لفترة من الزمن".
وتابع "لا بد من استعمال المواهب في أشياء ذات أهمية لإحداث تغيير في العالم، ورأيت الكثير من الأعمال المشاركة في المهرجان وشاهدت أعمالا أخرى تحدثت عن استغلال الأطفال ومشاكل الإنسان".
ويذكر سامي الحاج أن شبكة الجزيرة اهتمت بالأفلام الوثائقية وخصصت لها قناة متخصصة واستحدثت قسم الحريات العامة وحقوق الإنسان، وأقرت ثلاث جوائز خاصة بالحقوق والحريات.
ويرى أن "الفن بأشكاله المختلفة يدعم نشر ثقافة حقوق الإنسان، وأن السينما بالصورة والنص الجيد تمثل دعما حقيقيا لنشر ثقافة الحقوق الإنسانية بالتوعية والتثقيف وفضح الانتهاكات وتوثيق أعمال للمستقبل، ليعيش الواقع أمام أجيالنا القادمة التي لم تشاهد الربيع العربي على سبيل المثال".
وأضاف أن الفيلم سيجد طريقه إلى الشاشات وسيشاهده الكثير من الناس، فهناك أناس لا يعرفون الحقيقة وآخرون معنيون بتوثيق ما فيها من انتهاكات ورفعها إلى المؤسسات القانونية الدولية.