إقبال كبير على فيلم "فتح 1453″بتركيا
ويكتسب "فتح 1453″ دلالة خاصة ومهمة في تركيا اليوم حيث غالبا ما توصف دبلوماسية الرئيس أردوغان بـ"العثمانية الجديدة" خصوصا مع الهدف القاضي بتجديد نفوذ السلطنة على أراضيها السابقة. وهذا تعبير ترفضه حكومة أنقرة.
ويشرح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولتور بإسطنبول منصور أكغون بقوله "مع اقتصادها المزدهر ونفوذها السياسي، تعتبر تركيا نموذجا في الشرق الأدنى.. وليس مستغربا أن نلاحظ أنه كلما ازدادت تركيا قوة ازداد اعتبارها في العالم".
وفي إطار عملية استعادة النفوذ هذه، تلعب السينما دورها وخصوصا المسلسلات التلفزيونية التركية التي تحظى بشعبية كبيرة في البلدان العربية. ويرى أكيف كيريسي من جامعة بيلكنت بأنقرة أنه "يمكننا من دون شك الحديث عن مساع تهدف إلى ممارسة نفوذ ثقافي بالمنطقة، لكن في الوقت نفسه، يكتشف الأتراك من جديد تاريخهم الخاص".
ويبدأ هذا الإنتاج الضخم الذي يمتد إلى 160 دقيقة، بمشهد ارتجاعي إلى المدينة المنورة، حيث قال رسول الإسلام الخاتم محمد (صلى الله عليه وسلم) "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش". وقد أتى ذلك الفتح على يدي السلطان محمد الثاني الذي عرف بمحمد الفاتح.
يتهم نقاد الفيلم بأنه يستلهم من معايير هوليود، مع مشاهد من طراز تلك التي نجدها في فيلمي غلادييتور ومتريكس |
اعتبارات تجارية
وفي حين أشادت التعليقات بالفيلم وقد اعتبرته "حدثا" إلا أنها لاحظت ما وصفته بعدم احترامه للحقائق التاريخية. ويرى مدير كلية التاريخ بجامعة أنقرة يلماظ كورت أن الفيلم "حدث على مستوى كبير من النوعية والتقنية، لكن التضحية بالواقع التاريخي تمت من أجل اعتبارات تجارية".
إلى ذلك، ينتقد مؤرخون المشهد حيث يأمر الإمبراطور البيزنطي بإخراج قواته العسكرية من حصون المدينة لمواجهة العثمانيين. فيقول كورت "إن إخراج الجيش للمواجهة لهو أمر سخيف بمدينة كانت في موقع الدفاع. هي لم تكن تملك القوة لتقوم بذلك…".
لكن فيليز أوكال يرد مدافعا "هو فيلم يعكس خيارات المخرج. هو عمل درامي حيث نجد الحب أيضا". من جهة أخرى، يتهم نقاد آخرون الفيلم بأنه يستلهم من معايير هوليود، مع مشاهد من طراز تلك التي نجدها في فيلمي "غلادييتور" و"متريكس".
لكن المخرج يرد على الانتقادات التي تحركها وفق ما يقول "عقد نقص". ويقول متهكما "لم نسرق الأفكار فقط خمسة أو ستة أفلام.. سرقنا من المئات". يضيف "لكل فيلم مخرجه. ونحن أيضا. لديها (تلك الأفلام) كتاب سيناريو ولدينا أيضا (كتاب سيناريو). لديها موسيقى خاصة، ونحن أيضا".