مارسيل يغني للثورة والصمود ببروكسل
"سقوط القمر" كان اسم الألبوم الجديد للفنان اللبناني، وهو كذلك اسم الحفل الموسيقي الذي خُصص لتكريم الشاعر محمود درويش والربيع العربي.
وجدان أمة
وقدم خليفة عددا من الأغاني الجديدة من قصائد درويش من ألبومه "سقوط القمر"، كما قدّم مجموعة من الأغاني القديمة التي شكّلت ذاكرة ووجدان جماهير الأمة العربية وهي "بغيبتك نزل الشتي" و"منتصب القامة" التي هبت القاعة بكل من فيها مرددة كلمات الأغنية بمجرد سماع اللحن.
كما غنى "ريتا" و"جواز السفر" وختم حفله بالأغنية الأشهر "يا بحرية" التي جعلت الكثير من الشباب يرقصون الدبكة الفلسطينية على إيقاعاتها، في حين أخذت أميمة الخليل قلوب الحاضرين معها حينما غنت قصيدة "محمد" التي أهداها خليفة لأطفال غزة وباقي البلدان العربية، كما غنت "عصفور طل من الشباك" بعد أن ترك خليفة الجمهور يغنيها أولا.
وسيطر مشهد الكوفية الفلسطينية على المكان بجوار علم فلسطين الذي رفرف في أكثر من مكان في القاعة حيث ارتدى عدد من الشباب شالات معاصرة تمثل الكوفية الفلسطينية مع ألوان علم فلسطين. وفي حديث الجزيرة نت مع بعضهم أكدوا أن حضورهم الحفل كان لاستعادة فلسطين من خلال أغاني خليفة الذي يسكن وجدانهم كما أنه مناسبة مهمة للتواصل مع الجالية الفلسطينية خاصة في هذا الوقت الذي تعيش فيه غزة تحت القصف.
واختتم خليفة الحفل بتصريح للصحفيين أكد فيه أن "كل هذا التاريخ وكل هذه الأغنيات تمثل هذا الواقع الأليم الذي نعيشه وتعيشه غزة حيث نتقدم بالنص والشعر والموسيقى، وأتمنى أن تسمعوا هذا العمل كي تروا كيف يواكب ما يحدث وكيف يعبر عن صوت الشعب وهو يصرخ".
وأوضح أنه في ظل العدوان على غزة "ليس الفن والشعر والموسيقى وحدهم من سيعطون الأمل وإنما يحتاج الأمر لمواكبة من كل القطاعات والناس، وليست الأغنية وحدها ستواكب هذا المشروع وإنما هي جزء من كل".
مارسيل ودرويش
بدوره عبر عازف البيانو رامي خليفة ابن الفنان مارسيل خليفة في تصريحه للجزيرة نت عن سعادته بهذا الحفل حيث قال "كانت سهرة جميلة جدا حيث كان الجمهور متفاعلا جدا ومتحمسا وكانت القاعة ممتلئة كما أحسسنا بالحب الكامل من الناس تجاه الوالد وتجاهنا كمجموعة"، وأكد رامي على تضامنه مع غزة وأهلها تجاه ما يحدث من عدوان، مشيرا إلى أنه يتضامن مع أي شخص يتعذب في العالم.
وأضاف خليفة الابن أن "فلسطين لا تعاني الآن فقط وإنما هي تعاني منذ عقود من الزمن، والمنطقة كلها تعيش لحظات صعبة جدا، وأنا كلبناني أعرف جيدا ما يعنيه ذلك، وهذا يجعلنا نحس أكثر بالناس".
وعن عزفه المنفرد في آخر السهرة، قال "كانت فقرة ارتجالية أحببت أن أضيف فيها عبر لحظة من الجنون خاصة وأن الوالد أعطاني الثقة والمساحة التي أستطيع التعبير من خلالها".
ولم تخفِ مقدمة الحفل البلجيكية لورا باتل فرحها بتقديم هذين المبدعين للجمهور البلجيكي على وجه الخصوص على الرغم من أن غالبية الجمهور كانت من العرب وكانت في شوق لسماع مارسيل، موضحة أنها أرادت تقديم صورة عن تاريخ تجربتهما، وحاولت -كما تقول- إظهار مدى تشابه تجربتهما في الحياة والفن وكيف كان درويش يقول دوما عن خليفة إنه "توأمي الفني".
أما بخصوص تزامن الحفل مع العدوان على غزة، تقول لورا إنه "حتى لو لم تكن هذه الكوارث تحدث في غزة إلا أن الحفل كان سينجح، حيث إن شعر درويش هو شعر عالمي يتحدث عن آلام الإنسان بشكل خاص".