معرض فرانكفورت يحتفي بالربيع العربي

معرض فرانكفورت سيسشهد هذا العام فعاليات وإصدارات حول الثورة السورية . الجزيرة نت
undefined

خالد شمت – برلين

يفرد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب حيزا مهما لثورات الربيع العربي ضمن فعاليات دورته السنوية الرابعة والستين, التي ستقام هذا العام بين العاشر والرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتحل فيها نيوزيلاند ضيف شرف.

وقال مدير معرض فرانكفورت يورغن بوس إن المعرض سيتعرض للتغيرات السياسية الهائلة في دول العالم العربي, ومن بينها ثورات مصر وتونس وليبيا واليمن والأحداث الدائرة في سوريا, إضافة إلى النقاشات الساخنة حول الأزمة مع إيران، من خلال عدد كبير من الإصدارات الجديدة بلغات مختلفة، وسلسلة مماثلة من الندوات والحلقات النقاشية ستقام داخل قاعات المعرض أو في برنامجه الموازي بمدينة فرانكفورت.

وذكر بوس -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- أن معرض فرانكفورت الذي استقبل العالم العربي عام 2004 ضيف شرف، فكر مرات عديدة في السنوات الأخيرة في استضافة منطقة المغرب العربي وأجرى لهذا الغرض محادثات مع تونس قبل عامين ومحادثات مماثلة مع مصر قبل ثلاثة أعوام لذات الهدف.

وأشار إلى أن تغير الأوضاع السياسية بالعالم العربي وتحوله مؤخرا إلى آخر مختلف عما كان عليه عام 2004 صعب مهمة معرض فرانكفورت في العثور على شريك محاور في مصر وتونس، وأكد على تطلع المعرض لتجديد هذه المحادثات مع البلدين وتطوير علاقة التعاون الثقافي مع معرضي القاهرة وبيروت الدوليين للكتاب المتأثرين بالأوضاع السياسية في بلديهما.

نحو 7300 دار نشر من أكثر من 100 دولة (الجزيرة نت)
نحو 7300 دار نشر من أكثر من 100 دولة (الجزيرة نت)

التعاون الإسلامي
وردا على سؤال حول إمكانية قبول منظمة التعاون الإسلامي المشكلة من الدول الإسلامية ضيف شرف بمعرض فرانكفورت، على غرار ما جرى عام 2004 مع جامعة الدول العربية، قال بوس إن هذا ممكن التصور خاصة أن المعرض يترك للدول أو المناطق الجغرافية الراغبة في الترشح للضيافة التعبير عن هذه الرغبة في طلب رسمي، وأوضح أن معرض الكتاب مستعد لمناقشة أي طلب يصله في هذا الصدد مع منظمة التعاون الإسلامي.

وأشار مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب إلى أن إندونيسيا التي تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، رشحت نفسها لاستضافتها بالمعرض عام 2015، بعد تأكيد استضافة نيوزيلاند هذا العام والبرازيل وفنلندا في العامين القادمين على التوالي.

ولفت بوس إلى أن اقتصار معلومات الألمانيين حول نيوزيلاند على الخراف والمياه والسياحة وعدم وجود معلومات كافية لديهم عن أدبائها ومفكريها وسكانها الأصليين، رجح استضافة هذا البلد بمعرض الكتاب هذا العام، وأوضح أن هذه الاستضافة تهدف لزيادة الاطلاع في ألمانيا والعالم على الثقافة والأدب وصناعة النشر في نيوزيلاند.

ونبه يورغن بوس إلى أن الإطار العام لمعرض فرانكفورت ممثلا في إصدارات الكتب والعارضين ثابت سنويا في حين أن المتغير هو المحاور الرئيسية كل عام، وقال إن محاور المعرض هذه السنة تشمل قضيتين هامتين هما إعلام الأطفال والشبيبة وفصول ومدارس المستقبل، إضافة إلى أفريقيا عنوان المناقشات السياسية بالمنتدى العالمي بالمعرض.

وأعلن بوس أن معرض الكتاب سيشهد هذا العام نقاشات ساخنة ومثيرة مماثلة لنقاشات شهدها بنفسه خلال مشاركته في المنتدى السنوي للجزيرة نت عام 2011 حول الصناع الحقيقيين للإعلام، ولفت إلى أن مناقشات المعرض ستتطرق إلى تغير عالم الإعلام من خلال الكتابة والحكاية والتعليم إلى جانب قضايا سياسية ومجتمعية واقتصادية أخرى.

يورغن بوس: معرض فرانكفورت يسعى لتجديد مفاوضاته مع مصر وتونس حول قدومهما ضيفي شرف(الجزيرة نت)
يورغن بوس: معرض فرانكفورت يسعى لتجديد مفاوضاته مع مصر وتونس حول قدومهما ضيفي شرف(الجزيرة نت)

النشر والأزمة
وأكد مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أن المناقشات مع دور النشر العالمية أظهر تضرر سوق النشر بتأثير أزمة اليورو والديون السيادية الأوروبية، وأوضح أن هذا الضرر عائد إلى أن مشتري الكتب يتعدون القراء التقليديين إلى وزارات التربية والمكتبات العامة والحكومات التي تتراجع معدلات شرائها للكتب إذا لم تتوافر لها أموال الإنفاق الكافية.

وأشار إلى أن الزيادة الهائلة في أعداد العاطلين في إسبانيا لعبت دورا كبيرا في تراجع سوق النشر هناك، وإلى أن الإسبان الذين تقلصت مساحة جناحهم بمعرض فرانكفورت حريصون رغم هذا على المشاركة في المعرض رغبة في بيع وشراء حقوق النشر والملكية الفكرية.

وأوضح بوس أن معرض فرانكفورت سيشهد هذا العام صدور إصدارات كثيرة وتنظيم فعاليات عديدة حول أزمة اليورو والديون السيادية الأوروبية.

ويشار إلى أن معرض فرانكفورت هو أكبر معرض دولي للكتاب في العالم ويعد مسؤولا عن تنظيم مشاركة ألمانيا في عشرين معرضا للكتاب في العالم، ويشارك في معرض فرانكفورت هذا العام 7300 دار نشر من أكثر من 100 دولة.

المصدر : الجزيرة