فدوى سليمان.. من التمثيل للاحتجاج

الممثلة فدوى سليمان في تدريبات تسبق العرض.

لم تشارك الممثلة السورية فدوى سليمان في المظاهرات من بدايتها في مارس/آذار، لكن روح التمرد الكامنة بداخلها التي أذكاها انضمامها للمعهد العالي للفنون المسرحية دفعتها للمشاركة في الاحتجاجات، حيث قصت شعرها مثل الرجال وباتت تتنقل من منزل إلى آخر لتفادي اعتقالها، وأضحت من أكثر وجوه الانتفاضة المستمرة منذ عشرة أشهر شهرة.

وقبل بداية التحركات الاحتجاجية، اشتهرت فدوى بأدوارها في التلفزيون والإذاعة والسينما والمسرح. ومثلت دور مدرسة تربية فنية في دار أيتام في مسلسل "قلوب صغيرة"، وهو مسلسل ساهم في زيادة التوعية بالاتجار في الأعضاء البشرية وعرض في عدة قنوات تلفزيونية عربية.

كما شاركت في عرض بمسرح القباني في دمشق مأخوذ عن مسرحية الكاتب النرويجي هنريك إبسن "بيت الدمية"، وحين اندلعت الانتفاضة أضحت فدوى -وهي في الثلاثينيات من عمرها- أكثر نشاطا مع احتشاد جانب من النخبة المثقفة لدعم الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.

اعتراض
وتقول فدوى إنها دخلت المسرح على أساس أنه يقود للتغيير، "فالثقافة هي حرية التعبير والتفكير"، وعن فترة دراستها في المعهد، تشير إلى أنها "اكتشفت عدم وجود حرية تفكير ولا تغيير، ولا مسرح، هذا البلد يريد أن يفرغنا من محتوانا وكل المؤسسات تحت يد الأمن".

وتضيف "كنت معترضة على أسلوب العمل والاذلال الثقافي والسرقة والإقصاء الإنساني والفكري، فكل مكان تذهب له تخشى على نفسك، وكأنك داخل في فرع أمن، حتى وأنت ذاهب إلى شركة فنية".

وبعد التحاقها بالتحركات الاحتجاجية، شاركت فدوى في احتجاجات تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد، في مدينة حمص ووقفت على منصة إلى جانب لاعب كرة القدم المعروف عبد الباسط ساروت، الذي ساند الانتفاضة أيضا.

وألقت فدوى مونولوغات تلهب الحماسة أمام عدسات الكاميرا تدعو لاستمرار المظاهرات السلمية في أرجاء سوريا حتى يرحل الأسد. وفي إحدى الرسائل المصورة في نوفمبر/تشرين الثاني ذكرت أن قوات الأمن السورية تمشط أحياء حمص بحثا عنها، وتضرب المواطنين لإرغامهم على الكشف عن مخبئها.
   
ومن مؤيدي الانتفاضة من المشاهير الممثلتان المخضرمتان منى واصف ومي سكاف، والمغنية أصالة نصري والمخرج نبيل المالح والموسيقي المقيم في الولايات المتحدة مالك جندلي.

المصدر : رويترز