مسرح المقهورين.. الركح للجميع

للكاتبة والمخرجة المسرحية المصرية نورا أمين

الكاتبة والمخرجة المسرحية المصرية نورا أمين بأحد المشاهد المسرحية (الجزيرة نت)

محمد الحمامصي-القاهرة

أطلقت الممثلة والكاتبة والمخرجة المسرحية المصرية نورا أمين مؤخرا مبادرة المشروع المصرى لمسرح المقهورين، الذي يُعد الأول من نوعه لإقامة شبكة  لهذا النمط من المسرح في جميع أنحاء البلاد.

ويهدف هذا المنهج المسرحي لمؤسسه البرازيلي أوغستو بوال إلى إتاحة خشبة المسرح والساحات العامة للمواطن العادي للصعود والمشاركة بالتمثيل أو الفعل لإدارة حالة القهر والصراع المطروح من خلال مشهد مستوحى من قصة حقيقية.

وبذلك يصبح المسرح تدريبا على التفكير الخلاق ومعالجة الصراعات بطريقة إيجابية وإبداعية قد يتسنى نقلها إلى الواقع أو الاستفادة بها. وضم المشروع حتى الآن حوالي 420 عضوا، والمتوقع أن يصل إلى ألفي ناشط من المسرحيين والنشطاء الثقافيين والاجتماعيين.

وبدأت الكاتبة منذ ثلاث أسابيع تأسيس مجموعة على فيسبوك بعنوان "المشروع المصرى لمسرح المقهورين". وتقول "هناك حماس حقيقي للعمل العام، حيث يتيح هذا المشروع فرصة للمسرحيين للخروج من أسر المبنى المسرحي، وتثبيت أقدامهم فى ساحات العمل الجماهيري دون التخلي عن الحالة المسرحية".

وتقول المخرجة التي تعلمت أصول مسرح المقهورين بالبرازيل على يدي بوال "هذه المجموعة تهدف مرحليا إلى جمع كل من عمل أو تدرب على مسرح المقهورين وتحديدا تقنية (مسرح المنتدى) في مصر، وفي مرحلة تالية ضم أعضاء جددا وخلق تنسيقا بينهم "يؤدى إلى نشر هذا المنهج المسرحي والعمل به على أوسع نطاق ممكن فى مصر، حيث إنه مناسب بل وضروري في هذه اللحظة التي نعيشها جميعا".

وتتزامن هذه المبادرة مع إطلاق مشروع جديد بدعم من الصندوق العربى للثقافة والفنون (آفاق) يتمثل في مجموعة ورش وعروض لمسرح المنتدى على مدار عدة شهور، وفى أربع محافظات بمصر.


undefinedالقضايا الاجتماعية
وتؤكد المخرجة أن "مسرح المنتدى" هو إحدى تقنيات منهج مسرح المقهورين الذي يقوم على استخدام تقنيات مسرحية مختلفة لمناقشة القضايا القائمة على الصراع بين قاهر ومقهور، سواء كان هذا الصراع نفسيا داخليا، اجتماعيا أو سياسيا.

ويتسم مسرح المنتدى بالتركيز على القضايا الاجتماعية والصراعات بين الأفراد وفئات المجتمع، حيث يحاول نقل المشكلات والصراعات وحالات القهر التي يعيشها المجتمع بالفعل إلى خشبة المسرح أو ساحة العرض أينما كانت لكي يعاد تجسيدها من خلال طريقة محددة وتقنيات مدروسة أمام الجمهور نفسه الذى يعيشها بهدف محاولة الوصول إلى حل لها أو أسلوب للتعامل معها.

ويظل هدف مسرح المنتدى -وفقا للكاتبة- تنشيط وتحفيز التفكير الإيجابي حيال القضايا والمشكلات التي تواجه الأفراد، فهو "يشحذ القدرات الإبداعية وينمى طاقة الفعل والخروج من حالة القهر".

ويعتبر هذا المشروع هو الثالث من نوعه الذي تقوده نورا أمين بمصر، بعد أن قدمت عام 2009 الورشة الأولى من نوعها بالإسكندرية تحت رعاية المعهد السويدي بالتعاون مع مؤسسة انعكاس للفنون والتدريب، كما قامت بتمويل وإنتاج وتنظيم الورشة الأولى بمصر لمسرح المنتدى بقيادة المدرب البرازيلي جيو بريتو بمعهد غوته بالقاهرة عام 2004، وقدمت ورشة أخرى عام 2010 بالتعاون مع جمعية النهضة العلمية والثقافية بالفجالة (جيزويت القاهرة).

المصدر : الجزيرة