أبعاد ثقافية لرمضان بنيكارغوا

أطفال يدرسون العربي

غدير أبو سنينة-ماناغوا

يتخِذ شهر رمضان لمسلمي نيكاراغوا بُعدا ثقافيا إضافة للجانب الدّيني، وتزيد الفعاليات والنشاطات خلال هذا الشهر مما يساهم في تمتين أواصر العلاقات بين أفراد الجالية.

وفي المسجد الكبير في ماناغوا الذي شُيّد بتبرعات أبناء الجالية الإسلامية في نيكاراغوا وبجهودهم الذاتية تضاء القناديل إيذانا بدخول الشهر الكريم، وتستمر هكذا طيلة الشهر، وهو ما يُضفي على المكان سحراً وجمالاً يميزه عن باقي الأبنية الّتي تُحيطُ به.

أطفال يدرسون اللغة العربية في مسجد مدينة ماناغوا (الجزيرة نت)
أطفال يدرسون اللغة العربية في مسجد مدينة ماناغوا (الجزيرة نت)

لقاءات وتواصل
وتعتبر ليالي هذا الشّهر فرصة مناسبة للالتقاء والتّواصل بين أفراد الجالية الإسلاميّة التي لا يتجاوز عدد أفرادها الثلاثمائة شخص، وفيه يحرص المسلمون من أصول عربية على إقامةِ نشاطات تقربهم من نضرائهم من أصول نيكاراغوية.

وتتحوّل باحة المسجد بعد صلاة القيام إلى ما يشبه المضافة، إذ يستمر تواجد بعض الأفراد والأسر فيه حتى ساعة متأخرة من الليل توزع فيها أكواب الشاي والقهوة والتمر والحلويّات العربيّة.

ويتبادل المسلمون من أصول مختلفة الحوار وخصوصا أولئك الذين اعتنقوا الإسلام من النيكاراغويين الذين يداومون على صلاة القيام وحضور تلك السهرات الّتي تسمح لهم بالتقرب أكثر من الثقافة العربيّة والاسلاميّة.

ودأبت الجالية الإسلاميّة خلال السنوات السابقة على تخصيص يوم في الأسبوع لإقامة إفطار جماعي يهدف إلى تقريب أفراد الجالية أكثر من بعضهم البعض، وخصوصا ذوي الأصول المختلفة.

كما اعتادت على استقبال أحد حفاظ القرآن الكريم الذين كانت ترسلهم جمعيات التحفيظ في ليبيا إلى دول أميركا اللاتينية لمدّة شهر رمضان فقط لإحياء لياليه بصلاة القيام إلا أن الظروف في ليبيا حالت دون ذلك هذا العام.

ناصر درّس: نشاط الجالية المسلمة في نيكارغوا كبير مقارنة بعددها (الجزيرة نت)
ناصر درّس: نشاط الجالية المسلمة في نيكارغوا كبير مقارنة بعددها (الجزيرة نت)

دور المسجد
ويشير إمام المسجد الشّيخ الأزهري ناصف عبد الحفيظ محمد إلى اكتظاظ الجامع بالأسر المسلمة خلال أيام الشهر الفضيل، مؤكدا على أهمية تلك السهرات التي تعقب الصلاة والتي تنعكس فيها روح الألفة والمحبة بين أفراد الجالية.

أما السيّد ناصر درس الفلسطيني المولود في بيرو والذي عاش في بلدان أميركا اللاتينية المختلفة فيقول إن رمضان "يختلف في البلدان اللاتينيّة حسب تعداد الجالية والأهم من ذلك وجود المسجد، فحجم نشاط الجالية الإسلاميّة في نيكاراغوا يعتبر كبيراً بالنسبة لعدد أفرادها الضئيل".

وأكد أن المسجد تسمح مساحته ومرافقه بإقامة مسابقات رمضانيّة والاحتفال بتوزيع الهدايا للفائزين في أجواء من الأخوة والمودة.

ويتابع: "إن الولائم تكثر في رمضان، حيث يفضّل إقامتها في باحة المسجد الذي لا يقتصر دوره على الجانب الديني بل الاجتماعي أيضاً، فهو بمثابة نادٍ عربي أيضاً، وقد أُلحق بمرافقه غُرف صفّية لتعليم الأطفال اللغة العربيّة إضافة إلى مسلخ صغير ومخزن ومكتبة".

ويحرص السيد ناصر على احضار ما يلزم الجالية من مواد تموينيّة تخص المطبخ العربي من أميركا وبيعها لأفراد الجالية قبل أيام من بدء الشهر الكريم.

تجدر الإشارة إلى أن المسجد الّذي زادت تكلفته عن النصف مليون دولار قد شيد بتبرّعات أبناء الجالية الإسلامية في نيكاراغوا وبجهودهم الذاتية بدون أي دعم أو تمويل من أي مؤسسة إسلامية أو سفارة عربية.

المصدر : الجزيرة