مثقفون يدينون الاعتداء على فرزات

عبد الحميد توفيق


حمّل مثقفون وفنانون سوريون في بيان السلطات مسؤولية تعرض رسام الكاريكاتير علي فرزات للاختطاف والاعتداء بالضرب وسط العاصمة دمشق، وأشاروا إلى أن استهدافه بهذه الطريقة الوحشية يهدف إلى إسكات أي صوت حرّ يحمل هموم الناس ومطالبها.

وأعلن الموقعون على البيان تضامنهم الكامل مع الفنان وأدانوا بأقسى العبارات الاعتداء الذي تعرض له، ويحملون السلطات المسؤولية الكاملة عما حدث له خاصة وأنه من الثابت أنه كان تحت مراقبة شديدة من المعتدين في منطقة أقل ما يقال عنها أنها أمنية بامتياز, ويتذكرون ما حدث مع العديد من أصحاب الرأي والمثقفين من اعتقالات واعتداءات وحشية.

ومن بين الموقعين على البيان المحامي أنور البني والإعلامي حسين العودات والناشط السياسي ميشيل كيلو والفنان فارس الحلو والناشطه الحقوقية ريما فليحان والمحامي خليل معتوق والفنان غسان جباعي والمخرج نبيل المالح والصحفي إياد شربجي.

وأكد المثقفون أن ما جرى يشير إلى تلك العصابات التي يتحدث عنها النظام والتي تعيث فسادا وإجراما في البلاد تحت رعاية الأمن وحمايته، ويطالبون بمحاسبتها على كل ما اقترفته أياديها من جرائم بحق الوطن والشعب ورموزه.

وأضاف البيان أن فرزات لا يمثل نفسه وإنما كل صاحب رأي وموقف ويعبر عن ضمير الشعوب المقهورة، ودعوا جميع الأحرار في سوريا والوطن العربي والعالم وخاصة النخب الثقافية والفنية لإعلان تضامنهم معه واتخاذ موقف يدين هذه الممارسات السلطوية القمعية.

undefinedرواية فرزات
وقال رسام الكاريكاتير العالمي إنه تعرض لعملية اختطاف واعتداء الساعة الخامسة من صباح الخميس لدى خروجه من نفق الأمويين باتجاه حي المزة قرب وزارة التعليم العالي، وتحدث عن "أربعة أشخاص ملثمين قاموا بالاعتداء علي بالضرب بأيديهم وأرجلهم ووضعوني في سيارة (مظللة الزجاج) كما وضعوا كيسا أسود على رأسي".

وصرح من مشفى الرازي بدمشق بأنهم "قاموا بضربي وكسر يدي اليسرى وعلى رأسي أدى إلى إصابتي بارتجاج من الدرجة الأولى". وقال إنه "بعد حوالي الساعة من الضرب والسيارة تتجه نحو طريق مطار دمشق الدولي، فتح باب السيارة وتم رميي على الأرض والسيارة تمشي".

وأكد  فرزات أن المختطفين وخلال قيامهم بضربه قالوا له "حتى لا ترسم مرة ثانية على أسيادك، وتتطاول عليهم يا عميل يا منحط وكلام كبير كثير، وتم حلق جزء من لحيتي وجزء من شعر رأسي. وكان الضرب يركز على اليدين والأصابع وعلى الظهر والرأس".

من أعمال علي فرزات (الجزيرة)
من أعمال علي فرزات (الجزيرة)

جرأة وموقف
يُشار إلى أن فرزات ظهر في إحدى القنوات وانتقد تعاطي السلطة مع الاحتجاجات التي تشهدها سوريا، وقال إن السوريين لم يعودوا بحاجة لأحد، فهم كسروا حاجز الخوف ولم يعد أمامهم ما يخشونه، وإن الفرصة أمام النظام ضئيلة للخروج من المأزق.

واتسمت رسومات الكاريكاتير اليومية التي ينشرها فرزات على موقعه والتي يتابعها جمهور عريض، بالكثير من الجرأة والقوة، وقد تناول فيها شخصية الرئيس بشار الأسد، وهذا ما لم يفعله أي رسام داخل البلاد.

وكان آخر ما كتبه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "في عام 63 استلم النظام سوريا بخريطتها آنذاك، افتتحها مكتبا عقاريا، الجولان أصبحت مسرحا كوميديا للعراضات والدبكة التحريرية، القنيطرة أصبحت مركزا عالميا للسياحة الأثرية والتسول، وتبخرت إسكندرون وإنطاكية من على الخريطة، أيها المنحبكجية يرجى الاطلاع على الخريطتين القديمة والحديثة، ونحن بانتظار فبركة الرد".

المصدر : الجزيرة + وكالات