"حرر خيالك" في الجزائر

يمين عتيق رحيمي روائي أفغاني -يسار واسيني لعرج روائي جزائري في ندوة حوار الكتّاب في المهرجان الدولي للأدب والكتاب الشباب بالجزائر

الروائي الأفغاني عتيق رحيمي (يمين) والجزائري واسيني الأعرج في ندوة حوارية (الجزيرة نت)

أميمة أحمد-الجزائر

تحت شعار "حرر خيالك"، نظمت وزارة الثقافة الدورة الرابعة لمهرجان الأدب والكتّاب الشباب بالجزائر العاصمة في الفترة بين 22 و29 يونيو/حزيران الجاري، وتوزعت أنشطته في ولايتي تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بالغرب الجزائري، وفي قسنطينة بالشرق الجزائري، إضافة إلى ساحة الكيتاني بحي باب الواد الشعبي بالعاصمة.

وتنوع نشاط المهرجان بين الترفيه والمعرفة بينها أنشطة وعروض مسرحية للأطفال بما فيما الأنشطة المعرفية، ونقاشات بين الأدباء، وأمسيات شعرية، وتقديم إصدارات جديدة. وكان جديد المهرجان "حوار الكُتّاب" بين أديبين، أحدهما جزائري والآخر من الضيوف.

فعقدت سبع ندوات تحت عنوان "كاتب يسكن الخيال" شاركت فيها نخبة من الأدباء، من بينهم الروائي واسيني الأعرج رفقة الروائي الأفغاني عتيق رحيمي. وقد تناول الحوار التجربة الروائية لديهما، فكلاهما يكتب بالفرنسية إلى جانب لغته الأم، العربية لدى واسيني، والفارسية لدى عتيق رحيمي.

مسرحية ألف ليلة وليلة للثنائي الفرنسي جونفياف وكلود شوفاليه (الجزيرة نت)
مسرحية ألف ليلة وليلة للثنائي الفرنسي جونفياف وكلود شوفاليه (الجزيرة نت)

علاقة سلمية
وردا على سؤال للجزيرة نت عما إذا كانت اللغة الأخرى منفى للمبدع، قال الأعرج "إن علاقتي مع اللغات سلمية وليست صدامية، واختياري للغة العربية عشق لها، وعندما كتبت بالفرنسية دفعتني الحاجة لذلك"، موضحا أنه مع تعذر نشر ما يكتبه بالعربية خلال أزمة العنف بالجزائر "كان الخيار بين الموت صمتا أو أكتب بلغة أخرى، فكتبت الرواية التي كنت أريد أن أكتبها (مرايا الضرير) حول ما كان يحدث في الجزائر، ولعب السلطة بضمائر الناس".

أما عتيق رحيمي فرد على سؤال للجزيرة نت بقوله "كتبت بالفرنسية لأني أعيش في فرنسا، ولا أشعر بغربة لغوية مع الفرنسية التي جعلتني أغير الكثير من مفاهيمي"، وعن أدوات التعبير في الفرنسية قال رحيمي "أشعر وأنا أكتب بالفرنسية كأنني أحكي عن الأشياء باللغة الفارسية".

وجرى حوار آخر بين الروائي الجزائري بشير مفتي والروائية اللبنانية هدى بركات حول أدب الحرب، وقال مفتي إن "ما كتبته كان في مرحلة العنف بالجزائر، لأنه على الكاتب أن يحدد موقفه إزاء ما جرى".

وفي رده على سؤال للجزيرة نت عن غياب شاعرية اللغة في أدب تلك المرحلة، قال "أعتقد أن سرعة الكتابة خلال تلك المرحلة، والخوف من القتل أنتج ما سمي بالأدب الاستعجالي وطغى العنف على اللغة".

موسى بيدج: الصحافة تخون الأدب (الجزيرة نت)
موسى بيدج: الصحافة تخون الأدب (الجزيرة نت)

لا أزمة
من جهتها اعتبرت هدى بركات -التي هربت من الحرب اللبنانية إلى فرنسا عام 1989- الكتابة عن الحرب تنطوي على أسئلة يجيب عنها الكاتب، وهي ترفض تصنيفات أدب الحرب أو الأزمة، وأدب ملتزم وأدب المقاومة وأدب المهجر أو المنفى، لأن المبدع يكتب خارج هذه التصنيفات، حسب قولها.

وردا على سؤال عما يقال عن أزمة الرواية العربية، قالت للجزيرة نت "لا توجد أزمة في الرواية العربية، بل تعيش ازدهارا غير مسبوق في تاريخ الرواية العربية"، واستشهدت بكثرة الأدباء الشباب في كل بلد عربي ونجاحاتهم.

وترى بركات وجود علاقة بين الحراك الشعبي العربي الراهن وازدهار الرواية، لأنه ساهم "في رفع مستوى الوعي لدى الشباب، لما احتوت عليه الرواية العربية من امتعاض وقهر وغضب، والشباب العربي قارئ نهم".

لكن علاقة الأدب بالإعلام لا تبدو ودية برأي الأديب الإيراني موسى بيدج رئيس تحرير مجلة شيراز الأدبية، حيث قال للجزيرة نت "لست مهتما بالصحافة كقارئ، ولكن الصحافة التي تكتب عن الأدب لا تكتب للأدب وإنما تخونه".

وأوضح بيدج مفهوم "الخيانة" بقوله إن "الأدب يؤرخ حياة المجتمع، بينما الصحافة تهتم باليومي"، وهو ما اعترض عليه مدير تحرير يومية الأخبار اللبنانية بيار أبي صعب في حلقة نقاش عن الأدب والإعلام قائلا "إن الصحفي شاهد على عصره، وهو يحمل رسالة ولديه قيم يكتب من خلالها للقارئ".

 هدى بركات: الرواية تعيش ازدهارا غير مسبوق في تاريخها (الجزيرة نت) 
 هدى بركات: الرواية تعيش ازدهارا غير مسبوق في تاريخها (الجزيرة نت) 

معادلة الصحفي
وفي رده على سؤال الجزيرة نت عن التخوم بين المهنية الصحفية والرسالة القيمية، قال أبي صعب "هناك معادلة على الصحفي الناجح إتقانها، كيف يخلق لنفسه فضاء ولو صغيرا ليعبر عن أفكاره مهما اختلف مع الخط الافتتاحي للصحيفة". والكتابة الصحفية من وجهة نظر أبي صعب هي أن يقدم الصحفي للقارئ أفضل ما لديه، كما يقدم نادل المطعم ألذ المأكولات للزبون.

يذكر أن المهرجان يختتم بحفل فني للجائزة الكبرى في مسابقة القصة القصيرة، وقد شاركت فيه سبع عشرة دولة عربية وأجنبية، وحضره ستون ضيفا من أدباء وناشرين ومكتبيين، جاؤوا من القارات الخمس.

وقال المنسق العام للمهرجان عبد الله بن عدودة إن جائزة مسابقة القصة القصيرة باللغتين العربية والفرنسية تبلغ 300 ألف دينار جزائري (أربعة آلاف دولار أميركي)، كما ستتم طباعة القصص الفائزة في الدورات السابقة لتعرض في مهرجان العام القادم.

المصدر : الجزيرة