ربيع الثورة في مسرح الهواة بالقاهرة

عرض الافتتاح في مهرجان مسرح الهواة بالقاهرة

مشهد من مسرحية 30 فبراير لهشام السنباطي التي عرضت في افتتاح المهرجان (الجزيرة نت) 

بدر محمد بدر-القاهرة

تتواصل بمسرح الطليعة في القاهرة فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان مسرح الهواة -الذي يمتد حتى الثالث من يونيو/حزيران المقبل- تحت عنوان "ربيع الثورة"، ويشارك بالمهرجان، سبعة عروض مسرحية اختارتها لجنة المشاهدة من بين 21 عرضا.

وأعرب وزير الثقافة عماد أبو غازي في حفل الافتتاح أمس الاثنين عن إيمانه بأن "الحركة المسرحية أصبحت في أمس الحاجة إلى ثورة هائلة، تعيد الاعتبار إلى المسرح المصري، باعتباره أهم الأشكال الأدبية التي يمكن أن تتفاعل مع واقعنا الثقافي، الذي يشهد العديد من التحولات الهامة".

من جهته أشار الرئيس الشرفي للمهرجان الناقد علي أبو شادي إلى أن المسرح هو أحد الألوان الأدبية القادرة دوما على التعبير والتأثير، ويرتبط صعودا وهبوطا مع القدر المتاح من الحرية والديمقراطية، ومن هنا يمكن تبرير تراجع الحركة المسرحية في بلدنا أثناء الفترة السابقة على الثورة.

محمد كشيك: المسرح الحقيقي يعد سلاحا للمقاومة والتغيير (الجزيرة نت)
محمد كشيك: المسرح الحقيقي يعد سلاحا للمقاومة والتغيير (الجزيرة نت)

حلقة تواصل
ويناقش عرض "30 فبراير" قضية الانتماء وأهمية وضوح الهدف، ورفض الحياة البائسة والإحباط والضياع، من خلال حوار بين طبيب نفسي ومرضى نفسيين، قست عليهم تقلبات السياسات والأيديولوجيا. 

وتتوالى العروض المسرحية وحلقاتها النقاشية يوميا، ومنها عرض "الملك هو الملك" للمخرج محمد الملكي، و"الجريمة والعقاب" لأميرة كامل، و"جميلة بو حيرد" لخالد العيسوي، و"حرية المدينة" لمحمود عبد العزيز، و"حاجة تفرح اثنين" لعمرو كمال، و"طريق الحب والموت" لنور عفيفي.

ويرى مخرج عرض الافتتاح "30 فبراير" هشام السنباطي أن المهرجان يشكل حلقة تواصل بين مختلف الفنانين والمخرجين والفرق بمختلف المحافظات، ويتميز بأنه صاحب كلمة حرة قوية وجريئة.

وأكد الأمين العام للمهرجان الشاعر محمد كشيك إن المسرح الحقيقي يعد سلاحا للمقاومة والتغيير، والأمل الآن بمسرح الهواة ليحقق النهضة المسرحية، ويستكمل رسالته لأنه مسرح الفقراء والموهوبين الجادين، الذين يقدمون مسرحا راقيا من أجل التعبير الحر.


عمرو دوارة: رؤى المهرجان تتطور من دورة إلى أخرى (الجزيرة نت)
عمرو دوارة: رؤى المهرجان تتطور من دورة إلى أخرى (الجزيرة نت)

تجارب جيدة
ومن جهته عبر الفنان محمد أبو المجد عن سعادته بتواصل المهرجان مع شباب المسرحيين، الذين يقدمون تجارب ثرية بالقيم الإنسانية، لمسرح يحفر أصحابه في صخر الإمكانات وتتبنى أعمالهم قيم العمل الحر والوعي بالمستقبل، والتطلع إلى صياغة حركة مسرحية مستقلة واعية.

وأكد أبو المجد في حديث للجزيرة نت أن المهرجان يعمل على تشكيل وعي جمالي ومعرفي بشأن علاقة الثورة بالمسرح، في مواجهة عدد من تيارات التجريب والإغراق في الشكل، وهو يعبر عن تجربة نوعية وفريدة للجمعيات الأهلية.

وفي المقابل اعتبر عضو لجنة النقد والتحكيم عمرو دوارة أن استمرار انتظام المهرجان هو نجاح بحد ذاته، داعيا إلى زيادة عدد العروض المشاركة حيث أن كثافتها تقدم زخما بعيدا عن قضية الجوائز.

وأكد دوارة في حديث للجزيرة نت أن رؤى وفكر المهرجان يتطور من دورة إلى أخرى، ومعظم العروض المشاركة تدور حول تيمة القهر، وتحض على الثورة وتشحذ الهمم مثل عرض المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد.

ولفت إلى أن مسرح الهواة رافد أساسي للحركة المسرحية، ويقدم وجوها جديدة بمستوى راقي، وكلما تخبو شعلة مسرح المحترفين حيث يغيب النجوم والإنتاج الكبير للدولة، نجد الهواة يعوضون النقص، وعروضهم متميزة وتعكس جهدا متميزا.

وكرم المهرجان عشرة من الفنانين الراحلين من بينهم عبد الغفار عودة والسيد راضي وإحسان القلعاوي، ومن الأحياء: تيسير فهمي وعبلة كامل.

المصدر : الجزيرة