السينما والحقوق بمهرجان الجزيرة

المخرج المصري خالد يوسف (بالقميص الأبيض والبدلة السوداء) والمخرج التونسي رضا باغي (أقصى اليمن بالبدلة الصفراء). وسامي الحاج والمذيعة ربي خليل.

حسن محمد آل ثاني-الدوحة

أقيمت على هامش مهرجان الجزيرة الدولي السابع للأفلام التسجيلية ندوة بعنوان "السينما وحقوق الإنسان" تناولت دور الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية في التعبير عن الحريات وحقوق الإنسان, وشارك فيها المخرج التونسي رضا باهي والمخرج المصري خالد يوسف, ورئيس قسم الحريات وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة سامي الحاج.

واعتبر خالد يوسف الفن السينمائي أحد الحقوق الإنسانية وواحدا من أهم أدوات التعبير الإنساني, وأنه يستطيع التعبير عن آراء الأمة خصوصا في القضية الفلسطينية, مشيرا إلى أن السينما أثرت كثيرا في الشعوب.

وقال المخرج المصري إن الحرية كانت متوفرة في مصر في وسائل دون غيرها حيث كانت صحيفة مثل الدستور تتناول مقالات لإبراهيم عيسى فيها قدر كبير من الحرية لم يعط للسينما, و"لكن استطعنا عمل طاقة من الحرية في السينما".

المخرج المصري خالد يوسف (يسار) والمخرج التونسي رضا باهي (الجزيرة نت)
المخرج المصري خالد يوسف (يسار) والمخرج التونسي رضا باهي (الجزيرة نت)

في المرصاد
ولفت يوسف إلى ما أسماه "الدكتاتورية الدينية" وقال إنها هاجس لدى كثيرين ممن يخشون إذا وصلت إلى الحكم أن تعمل على إلغاء الفنون والأدب وما شابه, مبديا رفضه أن تحكم الطائفة الدينية فقط دون باقي الأحزاب والطوائف, مضيفا أن الإعلامي يجب أن "يكون حرا وأن يبقى في المرصاد".

وعن الفرق بين السينما الروائية الطويلة ونظيرتها الوثائقية قال يوسف إن السينما الوثائقية يجب أن تكون صادقة وتعتمد فقط على الحقائق أما السينما الروائية "فمن حقها تزييف الحقائق فهي تعبر عن رؤية المخرج".

وقال المخرج المصري إن هناك أفلاما تمزج بين الروائية والتسجيلية وفيها نوع من "حس الحكي" ميزتها أنها مسلية وتجذب المشاهد لهذا النوع من الأفلام من خلال الدمج بين النوعين, مضيفا أن هناك عشرة أفلام مصرية ستشارك في مهرجان كان الفرنسي القادم من خلال مخرجين كانوا موجودين في الميدان أيام الثورة.

من جهته تناول المخرج التونسي رضا باهي المشهد السينمائي التوثيقي وقال إن الكثير من الأفلام الوثائقية في تونس كانت ممنوعة وتصور في الخفاء بكاميرا صغيرة, أما الآن فيستطيع الشباب التصوير في أي وقت وبدون تصاريح.

وأكد وجود انطلاقة سينمائية جديدة في تونس, "وستستمر ولن نستسلم مهما كانت توجهات النظام الجديد القادم". وأشاد باهي ببعض الأفلام الروائية التي تحاكي الواقع وتحرك الجماهير, معتبرا أن ذلك لا يقتصر فقط على الأفلام الوثائقية.

سامي الحاج: الأفلام الوثائقية تعالج الانتهاكات الإنسانية (الجزيرة نت)
سامي الحاج: الأفلام الوثائقية تعالج الانتهاكات الإنسانية (الجزيرة نت)

الثورات تتبلور
ويرى المخرج التونسي أن الثورة بدأت فعلا ولكنها تحصل الآن وتتبلور كل يوم والصورة تبنى تدريجيا مشددا على أن القائمين على الأفلام يجب أن يتفهموا ذلك. وأوضح أن الشباب الآن هم من يقومون بعمل الأفلام فقد انتهى الزمن التقليدي للأفلام الذي يعتمد على الكادر الكامل والوسائل التقليدية, وأصبحت صناعتها أكثر تقنية.

أما سامي الحاج فأكد أن الأفلام الوثائقية تعالج الانتهاكات الإنسانية وتلقي الضوء عليها, وأن السينما عاكسة لحقوق الإنسان, وراصدة للمنتهكين.

وعن إمكانية توثيق اعتقاله بسجن غوانتانامو من خلال فيلم وثائقي، قال الحاج إنه يجب اشتراك وتعاون المؤلفين والمخرجين للقيام بذلك مع ضرورة وجود مساحة من الحرية, معتبرا أن الأفلام توصل أهدافها لكافة عناصر المجتمع على اختلافه.

وبشأن أهمية تأثير السينما استشهد الحاج بفيلم عمر المختار الذي أثر بشكل كبير جدا في الجميع.

المصدر : الجزيرة