إلياس خوري: أنا فلسطيني الروح

جانب من الندوة إلياس خوري وفابيان فيرستريتن

 إلياس خوري وفابيان فيرستريتن خلال الندوة (الجزيرة نت)

فاتنة الغرة- بروكسل

قال الروائي اللبناني إلياس خوري إن القضية الفلسطينية بالنسبة له هي قضية وطن بأكمله وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وأكد أنه فلسطيني الروح والانتماء وإن لم يكن فلسطيني المولد. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة "ليئال دو سكاربيك" ضمن برنامج لقاءات عربية الذي تنظمه المؤسسة على مدار تسعة أشهر.

وقرأ خوري مقتطفات من روايته "باب الشمس" باللغة العربية، وجرت قراءة أجزاء أخرى باللغة الفرنسية على الجمهور، وتولت فابيان فيرستريتن مديرة مؤسسة "ليئال دو سكاربيك" إدارة النقاش الذي افتتحته بسرد سيرة الكاتب مركزة على ثراء تجربته الروائية والثقافية وتنوعها.

وأشادت فيرستريتن بأسلوب الروائي اللبناني الملفت ووصفت حكاياته بأنها محبوكة، تخلق شخصيات معقّدة، وعوالم خيالية آسرة وشاذة في آن معًا، كما لفتت إلى بساطة الأسلوب الذي يتحرّك ببطء ثم تزداد وتيرته وتتسارع خطواته بشكل يمتع القارئ.

واستأثرت روايتا "باب الشمس" و"يالو" الشهيرتان لخوري بمجمل الحوار حيث أكد الروائي أن الكتابة بالنسبة له المتنفس الذي يستطيع التعبير فيه عن أفكاره، من خلال الشخوص التي يخلقها ويعطيها حياة موازية، كما شدد على أهمية أن الأدب إنساني في المقام الأول.

شرط إنساني
وقال خوري في حديث للجزيرة نت "جئت هنا ليس بوصفي كاتبا عربيا وإنما بوصفي كاتبا يكتب روايات تنطلق من شرط إنساني محدد في بلادنا، لكنها حكايات إنسانية تخاطب كل الناس، لأني أعتقد أن الأدب ليس لديه هوية قومية فهو تراث إنساني وبالتالي يتم قبوله بدون وساطات وسلطات إن كان يستحق ذلك، وهو الأمر المتروك للقراء".

غلاف رواية يالو بنسخة مترجمة (الجزيرة نت)
غلاف رواية يالو بنسخة مترجمة (الجزيرة نت)

وردا على سؤال للجزيرة نت، رفض خوري مقولة سيادة الرواية في عالم الأدب، وقال إنه لا يوافق على مقولة "أن الزمن هو زمن الرواية"، موضحا أن ذلك تصنيف خاطئ لا قيمة له، وشدد على أن الشعر العربي حاليا في حالة ازدهار ملحوظة.

وعن متابعته للجيل الروائي الشاب، يؤكد صاحب "باب الشمس" حرصه على قراءة الكتّاب الشباب، وقال إنه يتعلم من الجميع فهو "يكتب بوصفه قارئًا"، وهو يرى أن الأدب العربي المعاصر "جميل ومعبر وعميق وربما هو واحد من أهم الآداب في العالم الآن."

القضية الفلسطينية
ويعد إلياس خوري من الروائيين العرب الذين يتخذون من الرواية وسيلة للمتعة والمعرفة في تجربة متنامية تتراكم فنا وإنجازا ضمن رؤية حداثية توظف التراث العربي والعالمي. وتحتل القضية الفلسطينية حيزا كبيرا في رواياته الأمر الذي كان محورا للعديد من الأسئلة التي تم طرحها عليه خلال الندوة.

يذكر أن إلياس خوري من مواليد 1948 في مدينة بيروت، وقد كتب العديد من الروايات أهمها "باب الشمس" و"الجبل الصغير" و"يالو"، كما أصدر العديد من الدراسات كان من أهمها "تجربة البحث عن أفق" و"زمن الاحتلال" وهما كتابان نقديان صدرا على التوالي في عامي 1984 و1985.

وحاز جائزة فلسطين للرواية عن رواية باب الشمس 1998، وجائزة الرواية المترجمة عن رواية مملكة الغرباء 1996، كما ترجمت رواياته إلى الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والسويدية، والنرويجية، والعبرية.

المصدر : الجزيرة