شكل جديد للحوار المجتمعي بهولندا

جانب من انشطة التي ينظممها الصحاب المبادرة

الموسيقى والشعر والغناء جزء من الشكل الجديد للحوار (الجزيرة نت)  

نصر الدين الدجبي-أمستردام

بدأت مجموعة من المواطنين المسلمين وغير المسلمين في هولندا طرح شكل بديل للحوار المتشنج الذي تشهده الساحة السياسية، مع نمو وتصاعد اليمين المتطرف والأصوات المثيرة للتفرقة وفق ما أوردته المجموعة.

انطلق المشروع الذي يقوم عليه مجموعة من المختصين في الإسلام والفنانين المبدعين من المسلمين وغيرهم مطلع عام 2010 بمبادرة من الهولندي هوب أوسترهاوس بالعاصمة أمستردام تحت اسم "الحب الجديد".

 الفنانة رجاء المهندس بأحد عروضها
 الفنانة رجاء المهندس بأحد عروضها

وأوضح صاحب المبادرة للجزيرة نت أن الهدف من هذا المشروع هو الابتعاد عن الجدل المفتعل بالمجتمع، وتقديم بديل يتمثل في التركيز على النقاط التي تجمع المواطنين لا التي تفرقهم.

وأضاف أوسترهاوس المعروف بدفاعه عن حق الاختلاف قائلا "إننا نسعى إلى البحث عن بيت للوئام يعطي معنى جديدا لأبعاد التوافق الحضاري وتعويض نشر الكره والتحدي والتصادم والتفرقة".

يحتوي برنامج المبادرة الجديدة التي أطلق عليها اسم "الحب الجديد" على عروض فنية ومناقشات حوارية وحفلات موسيقية وشعرية، ومسرح هادف يجسد الجانب الروحي للإسلام والمسلمين وفق ما جاء على موقع المبادرة.

وأوضحت منسقة مبادرة الحب الجديد فانيسا فارهوف أن برنامج عملهم في المرحلة المقبلة "سيتضمن ستة محاور رئيسية تتناول القرآن الكريم، محمد رسول المسلمين والشريعة الإسلامية وأركان الإسلام الخمسة، وهي محاورنا التي بدأناها وسنعمل عليها في أمسياتنا وبرامجنا على امتداد السنة".

الهدف من المشروع أن يتجاوز النقاش البعد السياسي كما هو حاصل اليوم، إلى خطاب وحوار جديد يعتمد على البعد الفني ويشارك فيه المبدعون من شعراء ومسرحيين وموسيقيين

وبيّنت الفنانة رجاء المهندس إحدى المسلمات المبادرات بهذا المشروع أن جهود المجموعة تنطلق بعيون متنوعة وبجهود متعددة، ومن ضيوف يجمعون بين العلم والفن.

وحول الإضافة التي تقدمها المبادرة، أوضحت المهندس التي تم اختيارها للمرة الثالثة على التوالي بقائمة الخمسائة مسلم الأكثر تأثيرا بالعالم أن المبادرة تطرح معايير جديدة للحوار الاجتماعي الدائر حول الإسلام والمسلمين، قائلة "لا نريد أن نثبت أن الإسلام والمسلمين شيء واحد، كما أن الهولنديين ليسوا شيئا واحدا، وأن مكونات المجتمع هي تنوع الثقافة الإسلامية كما هو في كل الثقافات الأخرى، ولذلك دورنا أن نثبت أننا مسلمون متنوعون ولنا إضافة في المجتمع".

لهجة جديدة
وقالت خديجة كورشوم، وهي من المسلمات المختصات بالإسلام، إن الخطاب المراد إيصاله يحمل رسالة الإسلام للإنسانية بالدرجة الأولى، قائلة "نحاول إيجاد لهجة جديدة، بعيدة عن الأساليب القديمة المعتادة التي ارتبطت بالإهانة، والكراهية والتحدي والخوف".

لهوب فاوسترهاوس (الجزيرة نت)
لهوب فاوسترهاوس (الجزيرة نت)

وأضافت أنه ورغم أن الحوار يتجاوز في الغالب بعده الوطني إلى البعد الأوروبي والعالمي، فإن المبادرة ستقوم بما هو مطلوب منها وطنيا. وأشارت إلى أن الهدف من المشروع هو أن يتجاوز النقاش البعد السياسي كما هو حاصل اليوم، إلى خطاب وحوار جديد يعتمد على البعد الفني ويشارك فيه المبدعون من شعراء ومسرحيين وموسيقيين دون إغفال مشاركة المختصين".

وقالت أيضا إن قيما مثل الحب والجمال والوئام يحملها الإسلام للبشرية، ويشترك فيها الجميع وهي تستحق أن نبرزها.

ردود الفعل
وحول ردود الأفعال التي وصلت إلى القائمين على المبادرة حتى الآن، قالت فارهوف إن هناك الكثير من ردود الأفعال التي وصلتهم وبينها الإيجابي من الهولنديين والمسلمين والتي تشيد بالنهج الذي بدؤوه من أجل تغيير مسار الحوار المتشنج الذي يقوده اليمين ضد الإسلام والمسلمين، وأضافت أن زوار الأنشطة يتزايد ويتوسع.

وذكرت أيضا أن هناك ردود أفعال متشنجة وصلتهم من مسلمين يحتجون على استعمال الموسيقى التي يحرمها الإسلام وفق رأيهم، وقالت "نحن منفتحون لذلك".

المصدر : الجزيرة