"دكان شحاتة" تنبيه سينمائي مصري للإصلاح

وقفة احتجاجية نفذها أهالي معتقلي إضراب 6 أبريل يوم 12 أبريل أما م مكتب النائب العام وصورة لأحداث الشغب بالمحلة
 الفيلم يحذر من فوضى شاملة وصدام بين الشرطة والشعب (الجزيرة-أرشيف)

رفضت الرقابة في مصر السماح بعرض أحدث أفلام المخرج خالد يوسف والذي يحمل عنوان "دكان شحاتة".

 
وأصرت الرقابة على حذف مشهد في نهاية الفيلم يحذر المصريين من الفوضى الشاملة والصراع بين الشعب والشرطة بحلول العام 2013 إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه، وذلك قبل منح الفيلم تصريحا بالعرض حصل عليه من خلال لجنة أمنية الخميس الماضي.

وطرح المخرج في فيلمه الذي عرض الجمعة للصحفيين والنقاد بعد معركة مع الرقابة، خليطا من القهر والفقر وغياب العدالة وزيادة البطالة واستمرار نظام واحد في الحكم لما يقرب من 30 عاما.

 
وتدور أحداث "دكان شحاتة" الذي كتبه ناصر عبد الرحمن حول عائلة مصرية فقيرة تتكسب من بيع الفاكهة في متجر صغير.
 
وتنشأ بين الأبناء الثلاثة غير الأشقاء حالة من التوتر تنتهي بسجن الأصغر بتهمة تزوير خاتم والده الراحل وزواج أخيه من خطيبته عنوة، ليخرج من السجن باحثا عن إخوته الذين يهربون منه بعدما سرقوا ميراثه وحبيبته، قبل أن يسرق أحدهما حياته برصاصات غاضبة في نهاية الأحداث.
 

خالد يوسف (الأول من اليسار) ينفي تعمد التحريض في فيلمه (الفرنسية-أرشيف)
خالد يوسف (الأول من اليسار) ينفي تعمد التحريض في فيلمه (الفرنسية-أرشيف)

تنبيه


وقال خالد يوسف في مؤتمر صحفي أعقب عرض الفيلم الجمعة إنه لا يتمنى أن تنتهي الأمور في مصر بالطريقة التي طرحها الفيلم، لذا فإنه يحذر من ذلك عسى أن ينتبه أحد.

ونفى يوسف بشدة أن تكون النهاية تحريضية لأن ذلك ليس في صالحه وصالح ابنه وعائلته وكل المصريين الذين ليس لهم مستقبل إلا بإصلاح الأحوال في مصر.
 

وأضاف أن الرقابة على الإبداع "باتت مرفوضة لأنه نوع من الحلم، ومن الصعب أن تحدد للشخص ما يحلم به وما يجب أن لا يحلم به".
 
وقال إنه كمواطن يطلب معاملته وفق الدستور المصري الذي ينص على حرية التعبير التي يحرم منها، بينما تتاح مثلا للصحفيين الذين لم يعد لهم سقف في المعارضة.

وأوضح يوسف أن "النظام الحاكم لم يكتف بجهاز الرقابة كجهة رسمية من حقها المنح والمنع، وإنما بدأت تدخلات من جهات سيادية وأمنية أخرى ليس من مهامها أبدا ولا يحق لها أن تراقب المبدعين لأن القائمين عليها ليسوا أكثر وطنية من الفنانين".

الخطر الإسرائيلي
وردا على سؤال حول ظهور العلم الإسرائيلي في أحد المشاهد فوق منزل الأسرة الأساسية في الفيلم الذي تم بيعه لسفارة أجنبية، قال خالد يوسف إن فكرة البيع لإسرائيل ليست هاجسا مرضيا لديه وإنما توضيحا لكونها العدو الحقيقي لمصر وللعرب.
 
وأوضح "ليس لدينا أعداء في العالم غير هذا الكيان المزروع في المنطقة ولابد أن نحذر من فكرة بيع الوطن لهذا العدو".
 
وأضاف "عندما كان عمري 16 عاما ظهر هذا الدنس في سماء القاهرة، ولابد أن يزول ولا بد من طرد السفير الإسرائيلي قبل أن يشتري أرضنا بماله".
 
مسؤولية المخرج
وقال بطل الفيلم محمود حميدة إنه كممثل ليس مسؤولا بشكل مباشر عن التفكير في الأفكار السياسية المطروحة في العمل الذي يشارك فيه، وإنما تلك مسؤولية المخرج والمؤلف اللذين يختارانه للدور وهما المسؤولان عن الطرح الدرامي، بينما هو يؤدي دوره فقط ولا يسمح لنفسه بالتدخل في التفاصيل خارج حدود هذا الدور.
 
أما بطلة الفيلم المطربة اللبنانية هيفاء وهبي فقالت إنها تشكر الظروف التي أوقعتها في سيناريو بهذا الرقي الفني في أولى تجاربها السينمائية، مشيرة إلى أنها لما قرأت النص شعرت بأن الشخصية قريبة الشبه منها كإنسانة فقبلته على الفور.
المصدر : الألمانية