شكوى جزائرية من محاولات لحصار اللغة العربية

هيمنة اللغة الفرنسية على واجهات المحلات و الألواح الإشهارية الجزيرة
انتشار اللغة الفرنسية على واجهات المحال التجارية يؤشر على تراجع اللغة العربية (الجزيرة نت) 

تسعديت محمد-الجزائر

اعتبر رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية بالجزائر عثمان سعدي أن العربية باتت تشهد تراجعا في السنوات الأخيرة, وأعرب عن أسفه لكون الفرنسية هي اللغة المستعملة في الإدارة الجزائرية وفي القطاع الاقتصادي والمالي.

وقال في تصريح للجزيرة نت إن المتخرج من المدارس العربية يضطر في العمل إلى استعمال اللغة الفرنسية, معتبرا أن الجزائر بهذا الشكل لم تتحصل بعد على سيادتها الكاملة. وقال إن تحرير الأرض بهذه الطريقة يمثل استقلالا شكليا, أما الاستقلال الحقيقي فيكمن في تحرير الذات, على حد تعبيره.

وأشار سعدي إلى أن هذا الوضع تفسره لغة التواصل بين أفراد المجتمع وواجهات المحلات واللافتات المكتوبة بالفرنسية, وأعاد التذكير بأن الجزائر أقدمت في وقت سابق على إصدار قانون تعميم اللغة العربية في عهد الرئيس السابق الشاذلي بن جديد عام 1990.

كما انتقد سعدي سياسة التعليم المنتهجة حاليا والتي أحدثت حسب رأيه ذبذبة للطفل حيث يتم "تعديل البرنامج للصف الابتدائي كل سنة تقريباً".

وأضاف "من الناحية التربوية لابد أن يتقن الطفل لغته الأم التي من شأنها أن تمنحه الانسجام الثقافي والنفسي ولا ضير في أن يتعلم فيما بعد اللغات الأجنبية".

في المقابل بدا المحامي والناشط في مجال الدفاع عن اللغة العربية عبد الله عثامنية أكثر تفاؤلا ونفى أن تكون العربية بالجزائر في خطر "بدليل أنها استطاعت أن تتغلب على محاولات الاستعمار لطمسها".

ويعترف عثامنية بأن "العربية تلقى اليوم صعوبات", مشيرا إلى أنه "نتيجة لارتباطات تاريخية ما زالت الإدارة تستعمل لغة المستعمر".

وبالنسبة لعدم تمكن التلاميذ من تقنيات اللغة يتهم عثامنية الأسرة بالتقصير لأنها تتكلم مع أبنائها بلغة خليط من الفرنسية واللهجة الجزائرية، وكذا الحال بالنسبة للشارع وكل ما يقدم عبر شاشات التلفزيون.

المصدر : الجزيرة