المعاناة والغناء في أمسية شعرية لسعدي يوسف بالدوحة

الشاعر العراقي سعدي يوسف وجائزة العويس

 

سيدي محمد-الدوحة
أحيا الشاعر العراقي سعدي يوسف مساء الجمعة بفندق الريتز كارلتون في الدوحة أمسية شعرية ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي السادس الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي ويستمر حتى بداية شهر إبريل القادم.
 
وبدأ يوسف الذي يقيم في لندن منذ عام 1999 بقصيدة "المسامير" التي تروي بداية معاناته مع الغربة في أيامه الأولى من تجربة المنفى حيث تحكي عن غرفة استأجرها حين قدومه إلى باريس ليجد أنها لا تمثل سوى جزء مما هرب منه من ألم ومأساة يقول:
 
الغرفة ملأى بالمسامير
غادرها الساكنون
وما خلفوا سوى المسامير.
 
وواصل الشاعر منواله في العزف على الغربة والحنين بشكل إسقاط واتكاء على الشعر تارة باقتباسه لشعر بعض زملائه وجعله لازما في ثنايا وبدايات ونهايات قصائده كما في قصيدته "تقليد عبد السلام العيون السود" والتي يقول فيها:
 
أنا يا صديقة متعب حتى العياء فكيف أنتِ
أمشي ولكني المسجر
هل تولد البيداء من كفي
أم كفاي بيدي
إني انتظرتك لم تجيئي
أنا يا صديقة متعب حتى العياء فكيف أنتِ
سأهاجم الثكنات
أفتح جندها خبزا ومنأى
أنا يا صديقة متعب فكيف أنتِ
في لندن الخضراء تأخذني الشوارع نحو نبتي والكأس ماء الطلع
الليل يطويني أنا المقطوعة عن ولدي وبنتي
أنا يا صديقة متعب فكيف أنتِ.
 
كما ألقى الشاعر قصيدته المعروفة "الماندولين" التي تجمع في بنائها بين السرد والتفعيلة، وهي عبارة عن مونولوج داخلي يطرق باب الغناء والموسيقى والكلمة يقول يوسف:
 
لا يمكن الكلام عن الماندولين، إلاّ بلغة الماندولــين أعني أن اللغةَ المعروفة أي التي نعرفُــها ليست أداةً للكلام عن الــماندولــين والسبب بسيطٌ جداً… السبب أن ألـ ـ مـا ـ نْــ ـ دو ـ لِــيْـ ـ نْ ، هي موســيقى خشــبٌ يُــنْــبِــتُ مــوسـيقى
كنتُ في عدنٍ …
كنتُ خلّـفتُ أرواحَ نجدٍ إلى يَــمَــنٍ
كنتُ في عدنٍ
دَندَنَ العودُ: دانَــى ودانَــى …
ومِـن حَـضرموتَ الأغاني
وقد كنتُ في عدنٍ.
 
وألقى الشاعر العراقي قصائد أخرى وجدانية وغزلية وسياسية مثل قصيدة "استحضار أرواح" التي يتحاور فيها مع عدد من الشعراء العرب أمثال المتنبي وأبو نواس وأبو تمام في شكل تواصل يلغي فيه كل حدود الزمن مبعثرا شخصياته حيث يريد واقعه.
 
كما ألقى قصيدة "ذهب وحناء" التي هي عبارة عن اقتباس من أغنية فلكلورية عراقية قديمة تقول القصيدة:
ذهب وحناء
وحناء على ذهبٍ
وقيل الخيل غربت النواصي
نحو أرض الشام
ولي ذهب وحناء
ولي ثوب الأميرة إذ يشف
والخيل غربت النواصي
نحو أرض الشام.
 
وبعد هذه القصائد ختم يوسف أمسيته بقصيدة عن العراق زاوجها على مقطع للشاعر محمد مهدي الجواهري وهي بعنوان "العواصم تتداعى"، تناول فيها سقوط العواصم العربية وختمها بمأساة بغداد كما يراها.
 
يذكر أن الشاعر سعدي الذي صدر له أكثر من خمسين عملا ما بين شعر ونثر، نال جائزة العويس والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية، وجائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبي في عام 2005، كما يعتبر مترجما وكاتبا صحفيا أيضا.
المصدر : الجزيرة