كتاب يعرض الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم

الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم

 

يصدر في مصر كتاب يسلط الضوء على السجل القضائي للشاعر المحرض أحمد فؤاد نجم الذي تعرض للملاحقات والاعتقال بسبب قصائده التي كتبت بأسلوب ساخر ولاذع وأزعجت السلطات المصرية طيلة عقود.

ويرى المؤلف صلاح عيسى في الكتاب الذي يحمل عنوان "شاعر تكدير الأمن العام.. الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم دراسة ووثائق" أن نجم (78 عاما) ظل حريصا على دور "الشاعر المحرض".

ويقول عيسى إن نجم ظل متمسكا باستقلاله كشاعر شعبي وإنه "رفض كل محاولات المنظمات الشيوعية لضمه لعضويتها لكي يكون صوتا لها" وهو ما تسبب في توتر العلاقات بينه وبين هذه المنظمات.

ويعد نجم الشهير بالفاجومي من أبرز شعراء القصيدة ذات الطابع السياسي وشكل مع الملحن والمطرب الشيخ إمام عيسى (1918-1995) ثنائيا منذ الستينيات وأزعجت قصائد نجم التي غناها إمام السلطات المصرية، وأدت إلى اعتقالهما في عهدي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.

وإلى جانب ملف نجم يرصد المؤلف 12 قضية في وثائق التاريخ المصري المعاصر تضم أوراقا قضائية "تتخذ من الإبداع الأدبي والفني والفكري جسما وحيدا للجريمة".

وفي حالة نجم يستند عيسى إلى الأوراق القضائية متمثلة في تحقيقات النيابة العامة مع الشاعر بسبب "ما يوصف بأن قصائده مناهضة" في أعوام 1972 و1973 و1974 و1975 و1977 والتي انتهت بتقديمه في العام الأخير إلى محاكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن لمدة سنة لتأليفه قصيدة "بيان هام" يسخر فيها من الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

ويقول عيسى إن محاكمة نجم بسبب هذه القصيدة التي كان يقلد فيها السادات أثناء إلقائها فيضحك الحاضرين لم تستغرق أمام المحكمة العسكرية سوى أسبوع، وصدر الحكم يوم 25 مارس/آذار 1978 بحبسه سنة مع الشغل والنفاذ بعد أن أدين بتهمتي إهانة رئيس الجمهورية والجهر بالصياح لإثارة الفتن.

وظل نجم هاربا من تنفيذ الحكم أكثر من ثلاث سنوات الى أن قبض عليه أثناء حملة طالت مثقفين وصحفيين في سبتمبر أيلول 1981.

وينقل الكتاب من سجلات نيابة أمن الدولة العليا اعتداد نجم بنفسه في التحقيقات، إذ يقول عام 1977 للمحقق "من المعروف أنني شاعر هذا الوطن وأن شعري هو نبض هذا الشعب".

"
صلاح عيسى: "أحمد فؤاد نجم رفض كل محاولات المنظمات الشيوعية لضمه لعضويتها لكي يكون صوتا لها" وهو ما تسبب في توتر العلاقات بينه وبين هذه المنظمات
"

مسار حياة
ولد نجم عام 1929 في إحدى قرى محافظة الشرقية شمال البلاد وبعد وفاة أبيه قررت الأسرة إلحاقه بملجأ خيري للأطفال اليتامى والفقراء، يوفر لهم الإقامة ومبادئ التعليم والتدريب على بعض الحرف.

ويقول المؤلف إن نجم ظل بالملجأ تسع سنوات ثم عمل ببعض المهن إلى أن عين بوزارة المواصلات ثم قبض عليه عام 1960 بتهمة الاشتراك مع زميل له في تزوير أوراق حكومية.

في فترة السجن تعرف نجم على كتاب شيوعيين ممن اعتقلهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر عام 1959 واستمع نجم منهم إلى قصائد لشاعر العامية المصرية البارز فؤاد حداد الذي كان في معتقل آخر.

وقد لفتت موهبة نجم انتباه ضباط السجن فشجعوه ونظموا له أمسيات شعرية ونشرت قصائده في مجلة كانت تصدرها مصلحة السجون قبل أن تكون مادة لديوانه الأول "من الحياة والسجن".

وعاد إلى الواجهة في السنوات الأخيرة حين كتب قصائد ساخرة منها "ألف سلامة لضهر سيادتك" بعد أن أغشي على الرئيس المصري حسني مبارك أثناء إلقائه كلمة في مجلس الشعب في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2003.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي اختارت المجموعة العربية في النداء العالمي من أجل مكافحة الفقر نجم ليكون ناطقا في المحافل الدولية باسم فقراء العالم العربي، وسفيرا لفقراء العالم إلى جانب الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا.

المصدر : رويترز