دار الموسيقى بأثينا تستعرض أعمال دافينشي

صورة من معرض دافنشي
 
تستضيف دار الموسيقى اليونانية في أثينا معرضا لأعمال الفنان الإيطالي المعروف ليوناردو دافينشي، يستمر حتى أوائل الشهر القادم, ويضم رسوما مجسمات وتطبيقات لكثير من أعماله ومخططاته التي بقي كثير منها دون تنفيذ.
 
ووزع المنظمون دليلا خاصا بأعمال دافينشي وابتكاراته ومحطات حياته إضافة إلى مراسلات عرض فيها خدماته على الأمراء المحليين في فترة حياته.
 
دافينشي -الذي كان أول احتكاك له بالفنون في عامه الثامن- كانت له تجارب مثيرة في عالم المعارف والفنون، ابتداء من الرسم والنحت، مرورا ببناء المباني والطواحين، وانتهاء باستخراج الطاقة من المياه.
 
يقول دافينشي في رسالة له إلى دوق ميلانو عام 1483 بعد استعراض إمكانياته في تخطيط وتنفيذ الأدوات الحربية إنه "من الممكن لي في أوقات السلم أن أرضيكم بتصاميم المباني العامة والخاصة، كذلك أستطيع نحت تماثيل رخامية ونحاسية وأخرى من الفخار، كما أستطيع أن أرضيكم في مجال الرسم وأن أتفوق على أي فنان آخر، كذلك سأتولى تنفيذ تمثال نحاسي يخلد ذكرى والدكم المتحدر من سلالة سفورتسا العريقة".
الذكاء وسهولة التصميم
من الأعمال المعروضة لدافنيشي جسر خشبي ذكي التصميم وسهل التركيب، يستعمل للضرورات العسكرية والحالات الطارئة لعبور الأنهار والمنخفضات، كما أنه سهل النقل وغير مكلف.
 
وتعرض كذلك كثير من الأعمال الميكانيكية لدافينشي الذي كان إضافة إلى مواهبه المتعددة مهندسا ميكانيكيا، خطط الكثير من الأعمال الميكانيكية المهمة والمفيدة للحياة اليومية مثل معاصر الزيت وأدوات صك النقود الميكانيكية، كما كانت له رسوم ومخططات جغرافية للاستعمال في مجال الأسفار البحرية، ومخططات لمدن وأنهار ومواقع معروفة.
 
وتعرض الأعمال الفنية في شكل غرفة مرايا تتيح للداخل أن يرى صورته مكررة مرات كثيرة، حيث تسهم في عكس الصورة وردها بشكل متكرر لا ينتهي.
undefined
الأعمال تستعرض كذلك كثيرا من رسوم ومخططات دافينشي غير المشهورة كثيرا، هي تصوراته وتخيلاته لحكماء وعلماء العالم القديم سيما اليونانيين منهم، مثل فيثاغوروس وأرسطو وأنكاساغوراس وكسينوفونداس.
 
أعمال للسلم والحرب
ومن خلال الدليل المعروض يتبين أن دافينشي كان له اهتمام بالأسلحة المستعملة في اليونان القديمة، والعربات التي كانت تجرها الخيول والحيوانات الأخرى، وبتصاميم المراكب البحرية والأشكال الهندسية والرياضية، دون إغفال الأساطير والآلهة اليونانية القديمة.
 
دافينشي له كذلك العديد من التصاوير والتخطيطات المتعلقة بجسم الإنسان وحركاته ونشاطاته، حيث تظهر فيها حركات العضلات والعظام وتركيبتها والجنين في الرحم وغيرها من الأوضاع، والطريف أنها كلها مرتبطة حسب تصور دافينشي بالعملية الميكانيكية وتفصيلاتها.
 
ويبدو أن دافينشي كان مولعا وبارعا في التخطيط للحركات الميكانيكية واستعمالها في الصناعة وتطبيقها على أدوات الاستعمال اليومي والأدوات الحربية، حيث يظهر في مخططاته المرسومة الكثير من تطبيقات الحركات اللولبية وتخطيطات العجلات ومراوح السفن ومحاور الدفع الميكانيكي.
 
النبات والكيمياء أيضا
ولعلم النبات والكيمياء حظ في رسوم الفنان المعروف، حيث يرسم الكثير من النباتات المعروفة، كما يجري الكثير من المقارنات والتجارب الكيميائية عبر الأواني والأنابيب التي صممت لتلك الغاية.
 
ومن المخططات البديعة أشكال هندسية خشبية تقوم على ارتفاع متر ونصف تقريبا، وتمتلك الليونة اللازمة للتمدد عبر الوصلات التي تربط بعضها ببعض، ما يتيح لها الحراك في اتجاه عمودي ثم الرجوع إلى مكانها الأصلي معطية بذلك تقليدا بديعا لحركة أجنحة الطيور المهاجرة.
 
أدوات عسكرية وموسيقية
المخططات العسكرية لدافينشي تتمثل في الكثير من الأعمال، ومنها تصميمه لمركبة عسكرية مدرعة، وقذائف معدنية وسيوف ذات أشكال مختلفة، كذلك في العربات الحربية التي تجرها الخيول التي تتقدمها حاميات معدنية تحمي الفرسان والخيول من الضربات، كما تتيح لهم اقتحام الأبواب المحصنة وشق صفوف العدو، كذلك في البنادق الحربية المتعددة الفوهات.
 
ويبدو أن دافينشي حاول كذلك ربط الموسيقى بالميكانيك فاخترع العديد من الآلات الموسيقية التي يمكن تحريكها ميكانيكيا عبر حلقات وصل معدنية تتحرك باليد وتوزع الحركة على عدة أطراف ممتدة فوق الآلة لتعطي بدورها الصوت الموسيقي المطلوب.

ـــــــــــــــــ
 
المصدر : الجزيرة