النظريات الغربية حول الحضارات القديمة عنصرية

كاتب بريطاني تاريخ العالم الجديد أقدم من وصول كولومبوس

وصف الكاتب البريطاني أندرو روبنسون النظريات الغربية التي سادت حول نشوء الحضارات القديمة بأنها عنصرية.

وقال روبنسون في كتابه "اللغات المفقودة" إنه بعد فك رموز بعض اللغات المفقودة في أماكن متفرقة، منها جزيرة كريت والهند وأميركا الوسطى وبلاد ما بين النهرين ومصر القديمة، "أصبح موقع الحضارتين اليونانية والرومانية الكلاسيكيتين في إطارهما الصحيح، بحيث لم نعد ننظر إليهما بصفتهما الأساس الأوحد الذي قامت عليه الحكمة الغربية".

ويضيف أن جهود العلماء منذ سبعينيات القرن العشرين كشفت عن حقائق جديدة، منها أن "العالم الجديد أيضا كان يمتلك حضارة مزدهرة في مجال الكتابة زمن الإمبراطورية الرومانية، لعل أشهرها حضارة المايا، التي يرجع تاريخها إلى قرابة 1500 عام قبل أن يصل كولومبوس إلى أرض تلك البلاد" عام 1492.

ويؤكد روبنسون أن "المستعمرين الإسبان ورجال الإرساليات الكاثوليكية تركوا روايات شتى عن الآثار المذهلة التي كانت مدفونة في غابات أميركا الوسطى".

وأشار في كتابه الذي أنجز الطبعة العربية منه مترجمون مصريون، إلى أن المستعمرين استكثروا على من أطلقوا عليهم الهنود الحمر "التعساء" أن يكون لأسلافهم صلة بهذه "الآثار العظيمة".

ويوضح الكاتب أن أهل المايا كانوا "مثل الهندوس أسبق من البابليين والرومان إلى اختراع علامة الصفر في شكل الصدفة أو القوقعة"، وأن "علماء القرن العشرين استنتجوا ملامح منظومة المايا للأرقام من واحد إلى تسعة".

ويرجح أن شعب المايا أخذ فكرة الكتابة وليس العلامات والرموز عن كتابات أقدم زمنيا، لكنه لم يحدد طبيعتها أو مكانها أو البيئة الحضارية التي أنتجتها.

وينوه روبنسون بجهود المؤرخ مارتن برنال في كتابه "أثينا السوداء"، الذي ترجم إلى العربية بالقاهرة، ودلل مؤلفه على أن هناك جذورا أفريقية آسيوية "للحضارة الكلاسيكية".

وصدر كتاب "اللغات المفقودة" الذي يقع في 343 صفحة من الحجم الكبير، في سلسلة "دراسات في الخطوط" عن مكتبة الإسكندرية بعنوان فرعي هو "لغز كتابات العالم المطلسمة".

ويعد روبنسون من المهتمين بالتأريخ للكتابة عبر كتب منها "قصة الكتابة: الأبجديات الكتابات المقدسة والرموز التصويرية" و"شكل العالم: رسم الخرائط واكتشاف الأرض".

المصدر : رويترز