فؤاد الكبسي: المطرب اليمني يعاني الإحباط والإهمال

الفنان اليمني فؤاد الكبسي

فؤاد الكبسي: نحن شبه منسيين في الخارطة العربية (الجزيرة نت)

عبده عايش-صنعاء

يعد المطرب فؤاد الكبسي أحد أبرز المؤدين للأغاني ذات الطابع الشعبي، خاصة تلك التي تتحدث عن الحب والغرام والوله، ويبدو أنه أدار ظهره للأغنية الوطنية لصالح الأغنية العاطفية نظرا لشعبيتها لدى الجمهور اليمني.

وعن ابتعاده عن أداء الأغاني الوطنية يقول الكبسي إنه غنى للوحدة لكن التلفزيون والإذاعة مقصرون في بث هذه الأغاني، مشيرا إلى أن شعراء الأغنية الوطنية تقريبا اختفوا بعد رحيل الشاعر الفضول وأمثاله الذين كان يستند عليهم فنانو اليمن الكبار.

وأضاف الكبسي في مقابلة مع الجزيرة نت أنه "لا أحد يزايد على أحد في قضية الوطنية، لكن الفنانين الكبار مثل أيوب طارش، وأحمد السنيدار، ومحمد حمود الحارثي عايشوا أحداث الثورة اليمنية، وبالتالي هم تفاعلوا مع الأحداث، ووقتها كنت صغيرا، وانشغلت فيما بعد بدراستي، وتيار الحياة نفسه يشد كل إنسان إلى تفاصيل الحياة نفسها".

لكنه شدد على أنه وأمثاله من المطربين "نريد أن نغني للوطن وليس للثورة بمعنى المدفع والقنبلة، ننتقل إلى حاجة تسمى حب الوطن، وأنا من الذين يعانون من قلة الكلمة الجيدة وضعف الموجود وانحساره".

وقال الفنان فؤاد الكبسي الذي يترأس اللجنة التحضيرية لنقابة المهن الموسيقية "إن المطربين المبدعين في اليمن يعانون من أشياء كثيرة منها الإحباط والإهمال، ونهب الحقوق".

وتطرق إلى تعثر إنشاء نقابة المهن الموسيقية وإخراجها للنور، وعزا ذلك "لأسباب شخصية ومهنية وأخرى سياسية أثرت علينا، فالصراع السياسي الموجود يؤثر على انتباه الدولة ومسؤوليها لمثل هذه النقابات المهنية وكيف يشجعونها ويدعمون إنشاءها".

"
الكبسي: الفنانون اليهود من أصل يمني يستغلون الأغاني اليمنية بحكم أن لديهم الإمكانات التي تبرز هذه الأغاني وينسبونها إليهم، مع أن هذه الأغاني تراث يمني أصيل
"

نسيان عربي
وبشأن غياب الفن اليمني عن الساحة العربية خاصة في وسائل الإعلام والفضائيات التي تعد بالعشرات، قال الكبسي إن القضية قضية إخراج وصناعة، وأشار إلى أنه شخصيا حصل وتواصل مع شركة روتانا دون تجاوب كبير "بحكم أننا في الخارطة العربية نعتبر شبه منسيين".

وأوضح الفنان اليمني قائلا "من السهل على الآخر أخذ الأغاني اليمنية، واستغلالها ونهب حقوقنا الفنية، لكن ليس عندهم استعداد أن يتبنوا الفنانين والمطربين اليمنيين، كما أن الجانب السياسي يلعب دورا إلى جانب التهميش الذي يلقاه المطرب في اليمن، إضافة إلى غياب الزخم الثقافي والفني داخل البلاد بحيث يؤثر على شركات الإنتاج العربية الفنية لتساهم في نشر الغناء اليمني على المستوى العربي".

وفيما يتعلق بانتشار الأغاني اليمنية على مستوى عالمي بعد قيام مطربين إسرائيليين بأداء أغان تراثية يمنية، واعتبارها من الفن والتراث الإسرائيلي، قال "لا توجد هوية إسرائيلية بقدر ما توجد هوية يهودية، واليهود هم من أطراف الدنيا، اغتصبوا فلسطين ولا تجمعهم قومية واحدة".

وأضاف أن "الفنانين اليهود من أصل يمني يستغلون الأغاني اليمنية بحكم أن لديهم الإمكانات التي تبرز هذه الأغاني وينسبونها إليهم، مع أن هذه الأغاني تراث يمني أصيل".

ولفت إلى أن "طريقة وأداء الفنانين اليهود للأغاني اليمنية قائم على أداء الأغاني باللهجة الشعبية في وقت هم لا يعرفون معناها، أو يقفون على فهم مقصودها، كونهم لا يتحدثون العربية".

المصدر : الجزيرة