كيني ميني مسلسل يمني يتناول قضايا الفقر والفساد

عبدالكريم الأشموري

عبد الكريم الأشموري شدد على ضرورة أن يحمل العمل الفني رسالة معينة (الجزيرة نت)

عبده عايش-صنعاء
يتسمر المشاهد اليمني كل يوم عقب الإفطار أمام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسل المحلي "كيني ميني" الذي يحظى بشعبية واسعة منذ عرض جزئه الأول في رمضان الماضي.
 
ويقوم ببطولة المسلسل نجم الدراما اليمنية عبد الكريم الأشموري، ويشاركه البطولة الفنان عادل سمنان، وعدد من الممثلين والممثلات بينهن فنانتان من سوريا.
 
ويتناول المسلسل قضايا الفساد المالي والإداري الذي ينخر مؤسسات الدولة ويشكو منه المجتمع، بالإضافة إلى قضايا الوساطة والمحسوبية في الوظائف العامة، وهموم الطبقة الفقيرة الباحثة عن لقمة العيش والوظيفة، فضلا عن قضايا اجتماعية ومهنية أخرى كالصحافة وغيرها.
 
وفي حديث خاص بالجزيرة نت قال الفنان اليمني عبد الكريم الأشموري إن أي عمل فني لا يقدم رسالة لا يمكن أن يصمد أو يتواصل ولن يكون له جمهور واسع. ومسلسل " كيني ميني" يطرح القضايا التي يعاني منها المجتمع اليمني بجرأة واضحة، وفي قالب كوميدي خفيف، وهو ما جعل المشاهد اليمني يقترب من المسلسل ويتابعه بشعبية واسعة.
 
وبشأن اللجوء إلى العنصر النسائي العربي إلى جانب الممثلات اليمنيات قال الأشموري إن ذلك جاء كمطلب إنتاجي فقط، ومن باب التنويع في الوجوه، وهو عمل مشترك يمهد للخروج بسياسة تسويقية خارجية، فالمسلسل ينتجه القطاع الخاص، ممثلا في مؤسسة الخيل للدعاية والإنتاج الفني.
 
دور القطاع الخاص
وأكد أن شروط وجود دراما جميلة ورائعة موجودة في اليمن، لكن يبقى الانتشار هو مسؤولية مؤسسات الإنتاج الخاصة والأعمال المشتركة مع الفنانين العرب، مشيرا إلى أن دخول القطاع الخاص في الأعمال الفنية والدرامية عامل مهم يمكن أن يحدث ارتقاء وتغييرا في الأعمال الدرامية باليمن.
 
وعن عدم انتشار الدراما اليمنية عربيا أوضح الفنان اليمني أن "الدراما ما زالت تشكل عبئا على القطاع العام، وكما هو معروف أن أي عمل لن ينمو في أحضان القطاع العام وحده، ولكن دخول القطاع الخاص إلى هذا الميدان لا شك سيغير التجربة اليمنية وسيفتح لها آفاقا جديدة، وسيخرجها من واقع الموسمية التي لا تنتج إلا كعادة في المناسبات الدينية والوطنية".
 
رؤية تسويقية
واعتبر أن القطاع العام ليس له رؤية تسويقية ولا فنية، لكنه تعوّد على إنتاج الأعمال الفنية في رمضان، بينما يقدم  القطاع الخاص هذه الأعمال كصناعة، وبالتالي سيهتم بكثير من التفاصيل والتوزيع الخارجي وغيرها مما ستأتي بالانتشار والأرباح.
 
وفيما يتعلق باللغة التي ستعتمد عليها الدراما اليمنية للانتشار عربيا قال الفنان الأشموري "لا بد أن يكون لنا مشروع موحد، وأن نرسي ونجمع على قضية اللغة التي سنخاطب بها الناس. ففي اليمن لدينا عدة لهجات وهي تشكل خصوصية لنا، لكن لا بد من وجود رؤية لإرساء لغة تجمع المفاهيم وأن يلتقي الناس عليها وتكون بمثابة خطاب رأي عام، وهذا الأمر لم نصل إليه لأنه يقع على اللجنة العليا للتخطيط البرامجي".
 
خصوصية
في المقابل طالب بعدم إهمال الخصوصية اليمنية في اللهجات الدارجة لأنها مهمة، وضرب مثلا بفناني الدراما في لبنان الذين عملوا عشرين عاما بالعربية الفصحى، ولم يحققوا الخصوصية التي حققوها مؤخرا في بعض البرامج والمسلسلات، وقال "إن المشكلة هي كيف تستمر في الإنتاج حتى تتابعك الجماهير العربية وتفهمك، فالاستمرارية هي التي تقدم الخصوصية".
 
يشار هنا أن الفنان الأشموري إلى جانب أعماله التلفزيونية تقدم له ثلاثة مسلسلات بالإذاعة، الأول هو "الطريق إلى صنعاء"، والثاني هو "المعنى في بطن الشاعر" ويقدم في إذاعة صنعاء، والمسلسل الثالث هو "رحلة في الألفية" ويبث في إذاعة الشباب.
 
كما يشارك في بطولة سلسلة "حياتنا" التي ينتجها المركز الوطني للتثقيف الصحي والإعلام، وهي تمثيليات على نمط مسلسل الأصدقاء الشهير، ويتناول قضايا محلية صحية واجتماعية محدودة، ويتم بثها عبر شاشات كبيرة في المناطق النائية، في شكل توعوي وقالب درامي كوميدي.  
المصدر : الجزيرة