مؤرخ مصري: العمل الأهلي أمل الإصلاح بالعالم العربي

الدوحة- عبد الرافع محمد
قال الدكتور قاسم عبده قاسم أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق بمصر إنه لتحقيق الإصلاح في العالم العربي يجب بأن يوسع نطاق العمل الأهلي ليحل بديلا عن الحكومات في المجالات الخدمية، وأن تنشط مؤسسات المجتمع المدني في حماية الجماهير لأن الحرية -حسب رأيه- هي روشتة التاريخ للخروج من الأزمة وتحقيق النهضة.

وأكد قاسم للجزيرة نت أن مؤسسات المجتمع المدني يجب أن تعتمد على العمل الأهلي، وحذر من أن آفة عمل هذه المؤسسات أن تعتمد على التمويل الخارجي.

وأضاف أن الحضارة الإسلامية قدمت تجرية نموذجية وناجحة لإدارة شؤون الشعوب من خلال العمل الأهلي، فقام التعليم على الأوقاف الخيرية التي كان يحبسها أهل الخير عليه وينفقون ريعها في خدمته وتوجيه حركته وسياسته.

واستشهد بأن جامعة القاهرة -وهي أقدم مؤسسة تعليمية في العالم العربي- قامت على العمل الخيري، وفي مجال الصحة قامت أكبر المستشفيات وأعرقها في بلد مثل مصر كذلك على العمل الأهلي، وقال إن الغرب يطبق الآن ما يشبه هذا النظام.

وأضاف أن نقابات الطوائف التي كانت منتشرة في جميع العصور الإسلامية قدمت مثالا عظيما لمؤسسات المجتمع المدني، حيث كانت تحمي نقابات الصناع والتجار وغيرها من ينتسبون إليها من بطش الحكام وهيمنة السلطات، إضافة إلى رعاية أصول المهن وتربية الحرفيين الجدد، وهي الصورة النموذجية لما يمكن أن نطمح إليه في عمل النقابات المهنية في عصرنا.

وأوضح أن امتلاك الحكومات لكل شيء ينحرف بأهداف المؤسسات، مشيرا إلى أن التعليم عندما يكون مسؤولية الحكومات وحدها يتجه لما يهواه الحاكم لا لما ينفع الناس، وذكر أن التاريخ في المدارس يكتب حسب رغبة الحكام ويعرض للطلاب بطريقة مملة ومنفرة.

وأكد أن الجمعيات التي تنتشر في العالم العربي لبحوث التاريخ هي التي تقدم أفضل جهد في مقاومة حملات تشويه التاريخ العربي التي تتم في الغرب ومن قبل المؤرخين اليهود، وأشاد في هذا الصدد بجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي.

وكانت الجمعية قد عقدت في العاصمة القطرية الدوحة مؤتمرها الدوري الخامس بين 28 و30 مارس/ آذار المنصرم، وشارك فيه 170 باحثا كلهم من دول الخليج ما عدا سبعة مستشارين كان أحدهم الدكتور قاسم، وينعقد هذا المؤتمر في أبريل/ نيسان من كل عام بإحدى دول مجلس التعاون.
_____________
الجزيرة نت