صنع الله إبراهيم يرفض جائزة أدبية مصرية


undefinedرفض الكاتب المصري صنع الله إبراهيم تسلم جائزة "ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي" أمس الأربعاء، معتبرا أن الحكومة المصرية التي تمنح الجائزة "لا تملك مصداقية منحها" لعدة أسباب منها إبقاؤها السفير الإسرائيلي رغم الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وقال صنع الله المعروف بمواقفه المعارضة للحكومة في كلمته بالجلسة الختامية للملتقى "أعلن اعتذاري عن عدم قبول (الجائزة) لأنها صادرة عن حكومة تقمع شعبنا وتحمي الفساد وتسمح للسفير الإسرائيلي بالبقاء (في مصر) في حين أن إسرائيل تقتل وتغتصب".

واختتمت الدورة الثانية لملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي الذي ينظم كل سنتين في القاهرة بمشاركة نحو 250 كاتبا وناقدا وناشرا عربيا وأجنبيا. وكرس الملتقى الذي افتتح السبت الماضي لبحث مختلف جوانب الكتابة الروائية ومشكلات النشر.

وقال صنع الله إبراهيم في كلمة وزعها على المجتمعين "في هذه اللحظة التي نجتمع فيها هنا تجتاح القوات الإسرائيلية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتقتل النساء الحوامل والأطفال وتشرد الآلاف وتنفذ بدقة منهجية واضحة إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، لكن العواصم العربية تستقبل زعماء إسرائيل بالأحضان، وعلى بعد خطوات من هنا يقيم السفير الإسرائيلي في طمأنينة، وعلى بعد خطوات أخرى يحتل السفير الأميركي حيا بأكمله بينما ينتشر جنوده في كل ركن من أركان الوطن الذي كان عربيا".

وأضاف "لا يراودني شك في أن كل مصري هنا يدرك حجم الكارثة المحيقة بوطننا، وهي لا تقتصر على التهديد العسكري الإسرائيلي الفعلي لحدودنا الشرقية ولا على الإملاءات الأميركية وعلى العجز الذي يتبدى في سياسة حكومتنا الخارجية وإنما تمتد إلى كل مناحي حياتنا".

واستطرد صنع الله قائلا "لم يعد لدينا مسرح أو سينما أو بحث علمي أو تعليم، لدينا فقط مهرجانات ومؤتمرات وصندوق أكاذيب، لم تعد لدينا صناعة أو زراعة أو صحة أو عدل، تفشى الفساد والنهب، ومن يعترض يتعرض للامتهان وللضرب والتعذيب. وفي ظل هذا الواقع لا يستطيع الكاتب أن يغمض عينيه أو يصمت، لا يستطيع أن يتخلى عن مسؤوليته".

وفي روايته الأخيرة "أمريكانلي" ينتقد صنع الله إبراهيم الهيمنة الأميركية على العالم العربي. وتمت ترجمة العديد من رواياته إلى الفرنسية ومنها "ذات" و"اللجنة".

وتعليقا على رفض الكاتب للجائزة قال وزير الثقافة المصري فاروق حسني إنه "يشحذ مجدا يتوق له"، معربا عن أسفه على إضاعة الكاتب لجهد لجنة التحكيم المشكلة من نخبة من المفكرين العرب ويرأسها الروائي السوداني المعروف الطيب صالح، واعتبر أن منحه الجائزة ورفضه لها بهذه القسوة هو دليل على القدر الكبير من الحرية والديمقراطية التي يسمح بها النظام السياسي في مصر.

وعلق جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة المصري -منظم الملتقى- بقوله إن "صنع الله إبراهيم لم يرفض جائزة من الحكومة وإنما من الأمة العربية".

وتعتبر جائزة الرواية العربية وقيمتها مائة ألف جنيه (16 ألف دولار) تقدمها وزارة الثقافة المصرية, أهم جائزة عربية رسمية تمنح في مجال الرواية، وكان الفائز الأول بها الكاتب السعودي المعروف عبد الرحمن منيف.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية