لمين النهدي يكشف في مسرحيته عيوب المجتمع التونسي

undefinedحققت مسرحية نجم الكوميديا التونسي لمين النهدي "في هاك السردوك نريشو" نجاحا كبيرا لدى عرضها على خشبة المسرح الأثري بقرطاج، شمال العاصمة التونسية. فقد حضر أكثر من ثلاثين ألف شخص على رأسهم وزير الثقافة عبد الباقي الهرماسي هذا العرض الساخر الذي يكشف بجرأة عيوب المجتمع التونسي.

وتبدأ المسرحية باستعراض لمين النهدي لشخصياتها وهم لأعضاء لجنة جرى تشكيلها للتحضير لاستقبال وزير قادم فى زيارة لحي الانبهار. تجتمع اللجنة التي تضم عددا من المسؤولين فى مختلف القطاعات مثل الفيتوري رئيسها وحضور المسؤولة عن إحدى الجمعيات النسائية والصغير الشاعر والصوردي أمين الصندوق ومخلوف مدير فرقة مسرح الهواة بالحي لبحث طريقة الاحتفال التي سيستقبلون بها سيادة الوزير.

وبعد أخذ ورد يكلف زكريا "المخنث" بتحضير عرض يقدم تاريخ البلاد منذ أكثر من ألفي عام مع استعراض مختلف الحضارات التى مرت بها. يجهز الاستعراض ويجتمع كل سكان الحي لاستقبال الوزير وفي تلك الاثناء تمر جنازة لأحد سكانه تليها مسيرة مساندة للقضية الفلسطينية.

ومع ذلك يصمد رئيس اللجنة فى انتظار الوزير الذي ولخيبة أمله لا يأتي فى النهاية ويفضل المرور بعيدا عن الحي باتجاه أحد المصانع القريبة. بين هذه الأحداث يتوقف لمين النهدي فى كل مرة على مظهر من المظاهر اليومية في المجتمع التونسي لينتقده في أسلوب هزلي ساخر وفكاهي. ففي تعريته الوضع الثقافي يكشف النهدي الابتذال فى الخطب الثقافية وتهميش الشعراء والمثقفين ووصفهم بالمعارضين والمعادين للبلاد.

كما لا يتورع عن فضح المتلاعبين بتاريخ البلاد على غرار الفيتوري الذى يأمر بإقصاء عليسة مؤسسة قرطاج وحذف عدد من الحضارات التى عرفتها البلاد بحجة ضعف الميزانية المخصصة للاستعراض والسخرية من أولئك الذين أدركوا متأخرين أن "فلسطين عربية" فنتج عن ذلك "موت القضية".

وإلى جانب ظاهرة الرشوة التى يأمر الفيتوري بالتخلي عنها مؤقتا حتى مغادرة الوزير المنطقة تتعرض المسرحية إلى ظاهرة قناة "الجزيرة" القطرية التى يجبر الفيتوري زوجته خلال مشاهدة بعض برامجها التى تفضح واقع العرب على إغلاق جميع النوافد والأبواب.

وقد عمل لمين النهدي في العديد من الأفلام والمسرحيات التونسية قبل أن ينتقل إلى العمل الفردي. ومن بين الأعمال التى قدمها "مسرحية عرب" للمسرح الجديد و"المكي وزكية" وفيلما "فردة ولقات أختها" و"الكريطة" (العربة).

المصدر : الفرنسية