مسلسل "أندور".. الرهان على ذكريات أبطال "ستار وورز" القدامى
بدأ عرض المسلسل التلفزيوني "أندور" (Andor) على منصة ديزني بلس مؤخرًا، وذلك عبر 3 حلقات، فيما ينتظر استكمال عرض باقي الحلقات من خلال طرح حلقة أسبوعيا.
مسلسل "أندور" هو خطوة جديدة في عالم "ستار وورز" (Star Wars) الذي بدأ في السبعينيات بفيلم حمل الاسم ذاته، وكان نقطة مفصلية في أفلام الخيال العلمي، مما دفع مخرجه جورج لوكاس إلى تحويله إلى ثلاثية ناجحة للغاية. وفي التسعينيات تلاها بثلاثية ثانية، ثم اشترت ديزني حقوق السلسلة عام 2012، وبدأت ثلاثية جديدة، ولكن مع بداية منصة ديزني بلس أخذ هذا العالم عدة خطوات للأمام، لتستغل المنصة نجاحه حتى النقطة القصوى.
سباق مليء المحتوى
تتبع ديزني أسلوبا ناجحا -حتى الآن- في جذب المشاهدين، سواء عبر السينما أو منصتها الحديثة نسبيا، وذلك من خلال استغلال الأعمال الحاصلة على حقوقها لأقصى حد. فعلى سبيل المثال، حولت قصص مارفل المصورة إلى سلسلة تعدت أفلامها الثلاثين، بالإضافة إلى مسلسلات مختلفة، وتخطط لاستغلال ما تملكه من حقوق مستقبلاً لتغطية السنوات العشر القادمة.
وعلى عكس عالم مارفل الذي صنعته من الصفر، فإن ديزني اشترت حقوق "حرب النجوم"، وكذلك ملايين المتابعين المتشوقين لعودة هذا العالم المغرق في الخيالية. لذلك بعد الثلاثية الجديدة، قامت بصناعة عدة أفلام منفردة تدور أحداثها في أزمنة مختلفة، أحدها هو "روغ وان" (Rogue One) الذي أنتج عام 2016 ودارت أحداثه في زمن وسيط بين السلاسل، وانتهى بموت أبطاله لأن لا أدوار لهم في الأفلام اللاحقة التي عُرضت بالفعل.
نجح الفيلم بشكل كبير، بل ساهم في صنع نجومية بطله "دييغو لونا"، وهو ما لم تستطع ديزني استغلاله حتى طرأت لمنتجيها فكرة تقديم مسلسل من بطولة الشخصية ذاتها، تدور أحداثه قبل "روغ وان"، وهو مسلسل "أندور".
يعتبر المسلسل "سابقا" (Prequal) لفيلم "مشتق" (Spin Off)، ولفهمه يجب على الأقل مشاهدة 10 أفلام، أي حوالي 20 ساعة على منصة ديزني بلس.
تلك هي العقلية التجارية التي تحكم بها إمبراطورية ديزني سوق المحتوى الترفيهي الآن، والتي تتلخص في صناعة المزيد من الأعمال المشتقة والسابقة والمسلسلات التي تخص شخصيات عابرة حازت على بعض اهتمام من الجمهور، للحفاظ على انتباههم وساعات مشاهدتهم لأطول وقت ممكن.
وتحاول منصات البث الأخرى اتباع نفس السياسة. فعلى سبيل المثال، تم الإعلان مؤخرًا عن أعمال مشتقة من مسلسل "أشياء غريبة" (Srtinger Things)، و"بيكي بلايندرز" (Peaky Blinders) اللذين قدمتهما منصة نتفليكس.
أندور والبحث عن الأصالة
يعتمد عالم حرب النجوم بشكل أساسي على الصراع بين الخير والشر؛ فالشر هنا متمثل في كيانات استعمارية دكتاتورية تدعى الإمبراطورية، تعمل على استعباد الكائنات في المجرات المختلفة، وتقاومها مجموعات من الثوار والمقاتلين.
في "روغ وان"، كان البطل "كاسيان أندور" أحد الثوار، إذ ينقذ المجرة ويضحي بحياته فدائها. أما في مسلسل "أندور"، فيقوم المنتجون بتقديم قصة بدايات الشخصية التي تحولت من مجرد لص ومحتال يسرق معدات الإمبراطورية ويبيعها لكسب المال، إلى هذا الثائر المقاتل الشجاع.
ينقسم السرد في الحلقات الثلاث الأولى من مسلسل "أندور" إلى خطين زمنين: الأول في الحاضر، حيث نتعرف على "كاسيان" الشاب الذي يبحث عن أخته ويتعرض لمضايقات من اثنين من ضباط الإمبراطورية، فيقتلهم دفاعًا عن نفسه، ويصبح مهددًا بالإعدام لو تم القبض عليه، فيبدأ بالتخطيط للهرب من الكوكب.
أما الخط الزمني الآخر فيدور في الماضي، حين نتعرف على طفولة "كاسيان" على كوكب "كانياري" النائي الذي دمرته الإمبراطورية أثناء تنقيبها عن المعادن فيه، وقد قُتل كل سكانه بالغازات السامة ما عدا قلة استطاعت الهرب، منهم كاسيان.
يلتقي الخطان في الحلقة الثالثة، عندما نعلم كيف نجا كاسيان الطفل، وكيف سينجو كاسيان الشاب، ويبدأ رحلته في المقاومة، ومن هنا تبدأ المغامرات الحقيقية في المسلسل.
يراهن صناع مسلسل "أندور" على جاذبية شخصية كاسيان في الفيلم السابق التي ستجعلهم متشوقين لمعرفة المزيد عن ماضيه. لكن هل يكفي الفضول لجعل المتفرج يخصص 12 ساعة من وقته للموسم الأول من المسلسل؟
خلال الحلقات الثلاث الأولى المعروضة حتى الآن، استخدم المسلسل سمات عالم حرب النجوم المعتادة: الحرب بين الخير والشر، والتكنولوجيا المتقدمة للغاية بالنسبة لعالمنا الطبيعي. لكنها في العالم الفيلمي رثة، تدل على الإفقار الذي قامت به الإمبراطورية تجاه سكان المجرة، وحرمانهم من التطوير التكنولوجي الذي تحظى به وحدها.
ومن المتوقع في الحلقات التالية المزيد من الربط بين المسلسل وروغ وان، وكذلك باقي أفلام السلسلة، فهذا الربط هو أهم العوامل التي تحافظ على اهتمام المشاهدين، وهو ما يبحثون عنه ويتداولون أخباره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد جددت ديزني مسلسل "أندور" إلى موسم ثانٍ من 12 حلقة أخرى، تنهي بها أحداث القصة كاملة، وتعدّ المسرح لفيلم "روغ وان" التالي له زمنيا.