"خلي بالك من زيزي".. وردة وسط بستان أشواك مسلسلات 2021

إقحام خيوط كثيرة في المسلسل كان من أبرز عيوبه، فإلى الآن هناك خطوط جديدة تفتح، مع اقتراب انتهائه مما يجعل المشاهد يتساءل متى ستغلق؟

خلي بالك من زيزي
نجحت أمينة خليل في تجسيد شخصية فتاة تعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص التركيز (مواقع التواصل)

يبدو أن "خلي بالك من زيزي" هو الحصان الأسود لمسلسلات هذا العام، والذي يعرض عبر شاشة قنوات "إم بي سي" (mbc) وعبر منصة شاهد، وقد تربع الأيام القليلة الماضية على عرش المشاهدات داخل مصر وفي عدة بلدان عربية طبقا لمنصة شاهد.

القصة والسيناريو

قصة المسلسل تدور حول زيزي (أمينة خليل)، التي تعاني من عصبية دائمة تبدو في البداية بسبب فشلها في الحمل والإنجاب مما يعرضها لمواقف صعبة للغاية خاصة بعد أن تعتدي على زوجها الذي يحرر ضدها محضر، في الوقت نفسه تظهر شخصية تيتو (الطفلة ريم عبد القادر) ابنة شقيقة محامي زيزي مراد (محمد ممدوح) والتي تعاني من صعوبات في التعليم والحياة.

قصة وسيناريو وحوار المسلسل هو نتاج ورشة سرد تحت إشراف المؤلفة مريم نعوم، فكرة وسيناريو وحوار منى الشيمي ويشاركها مجدي أمين.

منذ البداية، اختار كتاب المسلسل اتخاذ الطريق الأطول، فمن اللحظة الأولى نتعرف على الشخصيتين الرئيسيتين (زيزي وتيتو) كما يراهما الناس وليس كما ترين نفسيهما، فنجد زيزي العصبية للغاية التي لا تبالي بأي شيء وأي شخص إلا نفسها، ورحلتها الطويلة لإثبات حقها، وكذلك مع تيتو الطفلة المزعجة التي تفعل كل ما يحلو لها وتدمر كل شيء ولا تبالي، كلتا الشخصيتين نتعرف عليها من هذا المنظور الذي يتحرك بهدوء شديد من حلقة لأخرى لنتعرف على زيزي/تيتو مرة أخرى لنجد شخصيتين مختلفتين تماما.

هذا الاختيار هو الأصعب لأنه هادئ وربما يسبب في ترك بعض الناس للمسلسل والملل منه، ولكن الإيقاع والأحداث المتلاحقة كسرت هذا البطء المتعمد بهدوء ليحدث الارتباط بشخصيات المسلسل.

ما يعيب كتابة المسلسل هو فتح خيوط كثيرة للغاية، وضيق محدودية عالم المسلسل، هذا الضيق الذي يجعل جميع الأحداث تحدث لأبطال المسلسل وتشابك علاقتهم.

الإخراج

يبدو أن المخرج كريم الشناوي يثبت نفسه خطوة بعد أخرى، حيث يعد هذا المسلسل العمل الخامس الذي يقوم بإخراجه بعد "قابيل" و"عهد الدم"، وفيلم "عيار ناري" والفيلم القصير "فردي"، ونجح الشناوي في تنويع الأعمال من بوليسي لفيلم جريمة، ومسلسل يستعرض علاقات الأهل بأبنائهم ومدى تأثيرها عليهم كما في "خلي بالك من زيزي".

ولعل أكثر قرارات الإخراج جرأة هو أن المسلسل خفيف وبه طابع كوميدي أيضا، في الوقت الذي يستعرض فيه قضية شديدة الأهمية مثل متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وتأثير تصرفات الأهل على أبنائهم بسبب عدم تفهمهم لما أصابهم.

وكان من السهل على المخرج وفريق الكتابة أن يأخذوا المسلسل في طريق الدراما الاجتماعية التقليدية، ولكن قرار المسلسل الخفيف -خفيف هنا لا تعني أنه بسيط- هو في غاية الجرأة وربما كان من عوامل جذب المسلسل.

الإخراج أيضا يعرف كيف يخرج من الحالة الخفيفة الكوميدية ليركز على أزمات الأبطال وصراعاتهم، فجميع الأبطال حتى الشخصيات الفرعية لديهم صراعات. واستطاع الإخراج أن يبرز هذه الصراعات بزوايا التصوير ولغة الكاميرا، وفي رسم المشاهد التي توضح حكاية الأبطال، على سبيل المثال لا الحصر، في مشهد عائلة تيتو التي تعاني من أزمات كثيرة.

التمثيل

لعل التمثيل هو إحدى الركائز الرئيسية في المسلسل، فالجميع تقريبا يجيدون أداء أدوارهم وتصدق أنهم هكذا، حتى أمينة خليل التي يعاب عليها كثيرا تصنع المشاعر تبدو متمكنة من الشخصية التي تجسدها، لكن الأداء التمثيلي الأفضل بعد محمد ممدوح هو للفنان علي قاسم الذي يجسد شخصية هشام عسل زوج أمينة خليل في المسلسل، يليه أسماء جلال وعلي الطيب اللذان يجسدان الزوجين وليد وهدى والدا تيتو.

كما أن الطفلة ريم عبد القادر التي تجسد دور تيتو، والطفلة ريما مصطفى التي تجسد دور زميلتها ساندي، هما صاحبا الأداء الأبرز.

الأزمات

مشكلات المسلسل وأزماته ليست كثيرة ولكن صناع العمل خدعونا في البداية، ومن التتر بأغنية لفريق شارموفرز، يعطي إيحاء للوهلة الأولى أننا أمام مسلسل كوميدي، كذلك اختيار الطابع العام للتتر الذي يعطي الإيحاء نفسه.

الأزمة الأكبر ربما في إقحام خيوط كثيرة في المسلسل، وحتى الآن هناك خطوط جديدة تفتح، مع اقتراب انتهاء المسلسل مما يجعل المشاهد يتساءل متى ستغلق؟

المصدر : الجزيرة