المرأة السعودية وثورة الجزائر.. قضايا العرب بمهرجان برلين السينمائي

فيلم عن ثورة الجزائر
يصور فيلم "نرجس" يوميات فتاة جزائرية تسجل ثورة الشعب على الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة (مواقع التواصل)

حسام فهمي-برلين 

تبدأ الدورة السبعون من مهرجان برلين السينمائي الدولي يوم غد الخميس، وتتجه معها أنظار محبي ومتابعي السينما العالمية إلى العاصمة الألمانية التي تشهد خلال فترة المهرجان عروضا صحفية وجماهيرية لعشرات الأفلام الجديدة، في واحد من أكثر المهرجانات عراقة وحضورا جماهيريا على مستوى العالم.

في برلين يحضر العرب دائما، وهذه الدورة التاريخية لم تكن استثناء، فالعرب حاضرون على مستوى السينما الوثائقية والروائية والقصيرة وحتى على مستوى لجان التحكيم.

الهروب من السعودية
أول الأفلام العربية المشاركة هو فيلم "هروب سعودي" (Saudi Runaway) من إخراج الألمانية سوزانا ريجينا ماورز، ولكن يمكن اعتباره فيلما عربيا، أولا لموضوعه وثانيا لطريقة تصويره، فالفيلم يتتبع يوميات فتاة سعودية تحاول الهرب من المملكة السعودية قبل أيام من زواجها دون رضاها، وتسجل هذه الفتاة يومياتها بكاميرتها الخاصة، فنشاهد الحياة معها تحت الحصار ومن وراء حجاب.

الفيلم يأتي ليثير الجدل عن الحقوق والحريات الخاصة بالنساء في السعودية، خاصة بعد تكرر حوادث الهروب خلال العام الماضي، ويُعرض الفيلم في قسم بانوراما، وهو القسم الأهم في المهرجان مباشرة عقب المسابقة الرسمية. 

undefined

ثورة الجزائر
ثاني الأفلام أهمية من حيث المشاركة العربية هو فيلم "نرجس.ع.. يوميات حياة متظاهرة جزائرية" للمخرج الجزائري البرازيلي كريم عنوز، الذي يتتبع من خلاله أيضا بكاميرته الشخصية يوميات فتاة جزائرية، ولكن اليوميات هنا تسجل ثورة الشعب الجزائري على الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، ورغبة الجزائريين في الحرية والكرامة والتداول السلمي للسلطة.

يعد كريم عنوز واحدا من أبرز المخرجين المشاركين في مهرجان برلين هذا العام، وقد فاز فيلمه الأخير "حياة خفية" (Invisible life) بجائزة قسم "نظرة ما" خلال مهرجان كان السينمائي الدولي العام الماضي.

حضور لبناني
تستمر لبنان أيضا في الحضور في دورة هذا العام من مهرجان برلين، وذلك من خلال فيلم روائي يحمل اسم "كما في السماء كذلك على الأرض"، وهو من إخراج اللبنانية سارة فرانسيس التي ولدت ودرست في بيروت، ويمثل هذا الفيلم فيلمها الروائي الطويل الثاني بعد فيلم "طيور أيلول" الذي أُنتج في العام 2013.

الفيلم الذي صوّر بالأبيض والأسود، يجمع مجموعة من البشر يتجولون في أرض خاوية، فوقهم السماء ولا غيرها، ومن خلال تفاعلهم سويا يبدو وكأننا نشاهد بداية الحياة على كوكب الأرض منذ البداية، وتشكّل الأفكار والقوميات والديانات وكل شيء، حيث يبدو الإنسان في مركز العالم في وقت ندرك فيه أننا مجرد جزء صغير للغاية من كون شاسع، ويضاف لهذا الفيلم أيضا فيلم لبناني آخر، ولكنه ينافس في ساحة الأفلام القصيرة، وهو فيلم "الهبوط" للمخرج أكرم زعيتر.

أفلام مصرية قصيرة
تقتصر المشاركة المصرية في دورة هذا العام من مهرجان برلين السينمائي الدولي على فيلمين قصيرين، الأول يحمل اسم "معظم ما يلي حقيقي" من إخراج ماجد نادر، وهو حكاية عن رجل يعود للبحث عن أخيه في الحي القديم الذي يحوي منزل طفولتهم.

أما الثاني فهو فيلم "الموعود" من إخراج أحمد الغنيمي، والذي تدور أحداثه في بقايا مدينة الفسطاط التاريخية، من خلال صراع مستمر بين سكان الأحياء غير القانونية على أطراف المدينة في مقابل حراس المكان المنتمين لجهاز الشرطة.

في لجان التحكيم
ختاما لا بد من أن نذكر المشاركة العربية المميزة في لجان تحكيم المهرجان، فالمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر تشارك بوصفها أحد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، والتي شارك فيلمها الأول "ملح هذا البحر" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2008.

بالإضافة لمشاركة فيلمها الثاني "لما شوفتك" في مهرجان برلين عام 2013، وأخيرا شارك فيلمها الثالث "واجب" في المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو عام 2017، ويذكر أن هذه الأفلام الثلاثة قد مثلت فلسطين في سباق الأوسكار في أعوام صدورها.

بالإضافة للمخرجة الفلسطينية، تشارك أيضا المخرجة المصرية هالة لطفي في لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بالمهرجان، يشار إلى أن الفيلم الأخير لها حمل اسم "الخروج للنهار" وقد شارك في مهرجان برلين عام 2013، بالإضافة لعملها منتجة، وأحدث أفلامها حمل اسم "ليل خارجي" من إخراج أحمد عبد الله، وقد عُرض خلال مهرجان تورنتو عام 2018.

المصدر : الجزيرة