فيلم "رابعة جامعة" بعد "بنات ثانوي".. مغامرة جريئة أم مجازفة طائشة؟

بنات ثانوي
بلغت إيرادات "بنات ثانوي" 2.6 مليون جنيه مصري فترة عرض لم تتجاوز عشرة أيام (مواقع التواصل)

ياسمين عادل-القاهرة

فوجئ الوسط الفني بعد أيام قليلة من بدء عرض الفيلم المصري "بنات ثانوي" بصناعه يعلنون نيتهم تقديم جزء ثان منه، وذلك إثر النجاح الكبير الذي حققه العمل، من وجهة نظرهم، بعد أن بلغت إيرادات الفيلم 2.6 مليون جنيه مصري (165 ألف دولار أميركي تقريبا) خلال فترة عرض لم تتجاوز عشرة أيام.

ليحتل المرتبة الثانية وسط الأفلام العربية التي تتنافس فيما بينها بموسم إجازة أعياد الميلاد على أن تستمر المنافسة طوال فترة إجازة منتصف العام، وإن كان يسبقه بالمرتبة الأولى وبمسافة شاسعة "الفلوس" للنجم تامر حسني والذي اقتربت إيراداته من 29 مليون جنيه (حوالي 1.83 مليون دولار).

نجاح أفضى لسخرية
سوف يحمل الجزء الجديد من "بنات ثانوي" اسم "رابعة جامعة" وسيكون من تأليف أيمن سلامة وإخراج محمود كامل، وستسند بطولته إلى بعض من أفراد الطاقم الأصلي مثل جميلة عوض ومي الغيطي ومايان السيد، على أن ينضم إليهم مجموعة جديدة من النجوم الذكور.

ووفقا لتصريحات المؤلف فإن اسم الفيلم الجديد وفكرته نتجا عن الأهمية الخاصة للسنة الرابعة والنهائية بالجامعة في حياة الطلبة، فهي التي تفصل بين فترة الدراسة والأحلام الوردية التي طالما كانوا يرسمونها لأنفسهم وبين الحياة العملية والفخاخ التي تحضرها لهم الحياة الواقعية، بالإضافة لكونها كثيرا ما تكون بمثابة مقبرة لقصص الحب بين الطلاب، حين يكتشفون أن الحب وحده لا يكفي وأن الأهل لهم حسابات أخرى تماما.

لكن، يبدو أن الجمهور من الشباب لهم رأي مخالف وهو ما ظهر خلال تفاعلهم بسخرية مع الخبر عبر منصات التواصل المختلفة، فبينما استهزأ بعضهم باسم الفيلم نفسه، متسائلين عما إذا كان الجزء الثالث سوف يأتي حاملا اسم "تمهيدي ماجستير" والرابع بعنوان "اتجوزنا وجبنا عيال"؟ سخر آخرون من اعتبار ما وصل إليه الفيلم حتى الآن "نجاحا" من الأساس، وخاصة في ظل التقييمات السلبية التي حظي بها العمل على المواقع الفنية.

بين الجرأة والطيش
يذكر أن "بنات ثانوي" من تأليف أيمن سلامة وإخراج محمود كامل وإنتاج أحمد السبكي، أما البطولة فجماعية ضمت مجموعة من شباب الجيل الجديد على رأسهم جميلة عوض، ومحمد الشرنوبي، وهنادي مهنى، ومي الغيطي، ومحمد مهران، دون وجود نجم شباك يتصدر اسمه العمل.

وقد صرح المؤلف بأن فكرة الفيلم بدأت لديه بالفعل منذ 2015، وإن كان لم يعرضها على مخرج العمل إلا عام 2018، والذي تحمس بدوره للقصة إلا أن غالبية المنتجين خشوا المخاطرة المادية بدون نجوم شباك يضمنون لهم عودة أموالهم، قبل أن يصل العمل إلى المنتج أحمد السبكي الذي وافق على المغامرة إيمانا منه بالحبكة وهدف الفيلم.

ويبدو أن النجاح المبدئي الذي حققه الفيلم وقدرته على إثارة الجدل عبر منصات التواصل أديا لاستثارة المزيد من الجمهور وحثهم على المشاهدة بأنفسهم للحكم على العمل، وهو ما يمكن أن يشجع المنتجين الآخرين على خوض مغامرات مماثلة.

خاصة بعدما استطاع الفيلم المنافسة في شباك التذاكر والتفوق على "يوم وليلة" الذي عرض معه بالتوقيت نفسه وجاء من بطولة خالد النبوي، وأحمد الفيشاوي، وحنان مطاوع، ودرة. وعلى ذلك لم يجمع حتى الآن إلا مليون جنيه فقط رغم أسماء أبطاله الرنانة وذات الجماهيرية المرتفعة.

الجمهور لا يوعظ!
أما عن أحداث "بنات ثانوي" فتتمحور حول خمس فتيات فترة المراهقة وتحديدا الدراسة الثانوية، حيث يستعرض العمل بعض المشكلات المجتمعية المعاصرة التي تتعرض لها الفتيات بمثل هذا العمر وكيف تتعاملن معها.

ومع أن بعض النقاد أثنوا على فكرة تسليط الضوء على الدور الكبير الذي صارت تلعبه منصات التواصل بحياة المراهقين، وتأثير ذلك عليهم مع توضيح ما قد يقعون فيه من أضرار بسببها، فإن الجميع عابوا النهاية التي صبغها صناع الفيلم بالوعظ المباشر كما لو كانوا يمنحون الجمهور "حكمة اليوم" قبل مغادرة قاعات العرض، مؤكدين أن هذا ليس دور الفن ولا القائمين عليه.

وهو ما يتركنا مع تساؤل حقيقي يطرح نفسه: ترى إذا كان هذا هو حال الجزء الحالي، فما الذي لدى صناعه ويمنحهم الجرأة على فرد مساحة جديدة لفيلم كامل يدور حول الأبطال أنفسهم بوقت قريب؟

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي