أوجاع الرجال بعيون نسائية.. لماذا نجح مسلسل "بخط الإيد"؟

بخط الايد
تميز "بخط الإيد" بأصالته وقضاياه التي تهم الشارع (مواقع التواصل)

ياسمين عادل-القاهرة

نجح المسلسل المصري "بخط الإيد (اليد)" الذي بدأ عرضه قبل أسبوعين على شاشة "دي أم سي" (dmc) في جذب الجمهور منذ الحلقة الأولى، من جهة بسبب طابعه التشويقي، ومن جهة أخرى نتيجة حبكته الاجتماعية شديدة الواقعية التي تتماس مع العديد من البيوت المصرية والأسر العربية المتوسطة بالإضافة لعدة أسباب أخرى نستعرضها في هذا التقرير.

الخروج من السباق
أخيرا لم يعد الموسم الرمضاني وحده المعني بالمسلسلات العربية، فبعد "سابع جار" الذي عرض أواخر 2017 وحقق نسب مشاهدة مرتفعة جدا، تجرأ المنتجون على عرض بعض الأعمال خارج ذلك السباق الرهيب مع الاطمئنان بأن العمل سوف يلقى الإقبال الجماهيري المطلوب، بل وقد تصبح فرصته في المشاهدة أعلى بسبب غياب المنافسة الرمضانية الهستيرية.

الأصالة
في الشهور الأخيرة وحدها شهدنا أكثر من عمل التف حوله جمهور الدراما، أشهرها مسلسل الدراما الرومانسية اللبناني "عروس بيروت" والذي جاء من بطولة ظافر عابدين وكارمن بصيبص، وهو أيضا النسخة العربية من المسلسل التركي "عروس إسطنبول".

والمسلسل المصري "الآنسة فرح" الذي بدأ عرضه قبل ثلاثة أسابيع كان نسخة من المسلسل الأميركي "جين العذراء" (Jane the virgin) لكن مسلسل "بخط الإيد" تميز بأصالته وقضاياه التي تهم الشارع المصري بأكمله.

 

أكثر من مجرد مسلسل
تدور أحداث المسلسل حول يوسف طبيب التخدير الشاب، زوج وأب لثلاثة أطفال، يجرفه تيار الحياة العملية والنجاح الوظيفي بعيدا عن تفاصيل ما يدور داخل منزله، فيترك حمل التربية والتعليم والرعاية بأكمله على زوجته في حين يقنع نفسه بأن انشغاله الدائم ذو معنى وهدف وبه وحده تضمن العائلة الاكتفاء المادي.

لكنه يفيق من سباته على تجربة مفجعة إثر انتحار زوجته نتيجة معاناتها من مرض خطير نجحت في إخفائه حتى عن أقرب الناس إليها، هكذا يتحتم عليه أن يصبح الأب والأم معا وسط حزنه وانهياره لفقده شريكة حياته فجأة ودون مقدمات.

كل الحقائق السابقة يشهدها المتفرج منذ الحلقة الأولى، لكن الجديد والمثير يكمن في عثور الزوج على رسائل بمنزله وبخط يد زوجته توجه له من خلالها النصح لتساعده على تحمل مسؤولية الأبناء.

وهو ما يضعه في حيرة من أمره، ويجعله يتشكك حول حقيقة وفاة زوجته من عدمه، متسائلا عن كنه الشخص الذي يتسلل يوميا إلى منزله تاركا له تلك الرسائل، مما يضفي على العمل الطابع التشويقي ويثير تساؤلات الجمهور كذلك.

 

أوجاع الرجال بعيون نسائية
يذكر أن هذا العمل من تأليف هالة الزغندي وإخراج شيرين عادل، وقد عرفت هالة بأكثر من سيناريو وحوار لأعمال مميزة أغلبها نسائية تتمحور مشكلاتها حول المرأة وقضاياها منها على سبيل المثال "سجن النسا"، "حجر جهنم". كذلك تألقت من خلال "موجة حارة"، "واحة الغروب" المقتبسين عن روايات أدبية شهيرة.

ولما كانت هالة معروفة بقلمها شديد الحساسية تجاه أوجاع النساء، توقع الجمهور منها المثل خلال "بخط الإيد" لكن الجديد أنها استطاعت التسلل إلى المرمى الذكوري وعرض قضايا مجتمعية وأسرية متنوعة، مع التركيز على معاناة الرجال هذه المرة ومذاق المرارة التي يخلفها الشعور بالفقد بحلقهم، مؤكدة أهمية وجود المرأة في حياتهم.

فمثلما هناك دكتور يوسف الذي تركت له زوجته حمل ثلاثة أطفال، هناك كذلك دكتور وسام الذي أخذت طليقته طفله وتركته خلفها يتذلل لها كلما أراد أن يراه لدقائق قليلة من خلف شاشة صماء، وهناك أيضا عماد الزوج المحافظ الذي يصر على اتباع نظام صارم مع زوجته، حتى باتت تتحايل عليه وتنفذ ما تريد من خلف ظهره فتراوده الشكوك، وغيرهم.

 

الأبطال في ثوب جديد
يذكر أن "بخط الإيد" من إنتاج شركة سينرجي التي باتت تسيطر على الساحة الدرامية مؤخرا، وبطولة جماعية لأحمد رزق وسوسن بدر ومحمد حاتم وإيمان العاصي وخالد كمال وصفاء جلال وميرنا نور الدين ودنيا ماهر ويسرا اللوزي.

العمل ينتمي لفئة المسلسلات الطويلة الممتدة على مدار 45 حلقة، وفيه يعود أحمد رزق للدراما بعد غياب منذ عمله الأخير ومسلسل "إزى الصحة" عام 2017، فيظهر بشكل مختلف وأداء سلس فاجأ الجمهور وأنصف شركة الإنتاج التي راهنت عليه.

لم يكن أحمد رزق الوحيد الذي أشاد الجمهور بتمثيله، بل كذلك سوسن بدر التي تتربع على عرش الأداء السهل الممتنع بمنطقة لا ينافسها فيها أحد، وإيمان العاصي أيضا تظهر في دور جديد بمسيرتها، وتبشر خيوطه الدرامية بأحداث ثقيلة قادمة.

المصدر : الجزيرة