مرحلة النضوج.. كيف تناقش السينما المصرية مشاكل المراهقة؟

بنات ثانوي
فيلم "بنات ثانوي" ناقش مشاكل البنات بفترة المراهقة عبر خمس فتيات يقعن بعدد من المشاكل خلال مرحلة الدراسة (مواقع التواصل)

علاء مصباح-القاهرة 

ينافس فيلم "بنات ثانوي" في دور العرض المصرية، ويناقش مشاكل البنات في فترة المراهقة، من خلال خمس فتيات يقعن في عدد من المشاكل خلال مرحلة الدراسة الثانوية، ويتزامن عرضه مع إجازة عيد الميلاد في مصر ويمتد خلال فترة إجازة نصف العام الدراسي، حرصا على جذب جمهور أكبر من المراهقين والشباب. 

نستعرض في هذا التقرير طريقة تناول السينما المصرية لمشاكل المراهقين، وهو النوع الذي يسميه السينمائيون "بالنضوج" أو (coming of age)، ولا يعتبر نوعا مفضلا للمخرجين والمنتجين المصريين، لاعتماده بالأساس على ممثلين صغار السن، بعيدا عن الممثل النجم الذي تعتمد عليه إيرادات الشباك في نظرة السينما التجارية.

المراهقات 1960
أحد أهم الكلاسيكيات في السينما المصرية عن المراهقات، للمخرج أحمد ضياء الدين، لعبت بطولته الفنانة ماجدة، وقدمت شخصية الفتاة ندى التي تقع في حب طيار شاب (الفنان رشدي أباظة)، وتعترض أسرتها على علاقتها معه وترفض زواجها منه.

إسكندرية ليه 1979
قدم لنا المخرج يوسف شاهين عالم الطموحات في سن المراهقة من خلال رائعته وأول الأفلام التي استوحاها من سيرته الذاتية "إسكندرية ليه" المتوج بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي 1979.

إن لم يكن الفيلم نموذجا مثاليا لأفلام "النضج"، فهو يقدم مراهقة شاهين من خلال البطل المراهق يحيى الذي يحلم بدراسة التمثيل في أميركا، ومغامراته مع أصدقائه في شوارع الإسكندرية ومسارحها ودور العرض، بينما تتقدم القوات النازية لاحتلال المدينة العريقة في أخطر مراحل الحرب العالمية الثانية.

إمبراطورية ميم 1972
في رائعة المخرج حسين كمال، نرى المراهق (الفنان هشام سليم) في "إمبراطورية ميم" مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ليقدم لنا صورة نمطية طريفة للمراهق الذي يجرب تدخين السجائر، وأخته التي تعيش قصة حب أخرى، في أحد أهم الأفلام التي تناولت مشاكل الأم الوحيدة في رعايتها لأسرتها.

محاكمة علي بابا 1987
كما قدم التلفزيون المصري فيلم "محاكمة علي بابا" الذي جاء فلسفيا عن علاقة الأبناء بالأب والأم في سن المراهقة، عن قصة للكاتب الكبير أحمد رجب وسيناريو عاطف بشاي وإخراج إبراهيم الشقنقيري، وفيه نرى الفتى المراهق مرهف الحس الذي يرفض حفظ أشعار المتنبي والبحتري وأبو تمام لرفضه نفاقهم، ثم يتورط في علاقة عاطفية بريئة مع زميلته تنتهي بمحاولته الانتحار.

مذكرات مراهقة 2001
مشاكل المراهقات في بداية الألفية الثالثة قدمتها المخرجة إيناس الدغيدي مع وجهين جديدين وقتها هما الممثلة التونسية هند صبري وأحمد عز، حيث تقع طالبة الثانوية هند في حب الفتى الوسيم، لكن لقاءهما ينتهي بخطر يهدد مستقبل المراهقة الحالمة.

أوقات فراغ 2006
أربعة شباب في سن المراهقة، على حافة دخول الجامعة، بين عوالم الدين والجنس والمخدرات، وعلاقاتهم المضطربة مع الآباء، والفوارق الاجتماعية بينهم، هكذا قدم فيلم "أوقات فراغ" عالم المراهقين، مستعينا بمجموعة من الفنانين غير المعروفين وقتها، هم أحمد حاتم وكريم قاسم وعمرو عابد وراندا البحيري، ليحقق نجاحا كبيرا، ويصبح أبطاله نجوما.

حاول صناع التجربة إعادة استنساخها مرة أخرى، فقدموا فيلم "الماجيك" في العام التالي، ولكنها لم تكلل بالنجاح السابق نفسه، ليشق كل بطل طريقه بمفرده.

لا مؤاخذة 2014
في تجربته الكوميدية الوحيدة قدم المخرج المصري عمرو سلامة عالم المدرسة الإعدادية في "لا مؤاخذة"، عن طفل مسيحي من طبقة اجتماعية عليا يتخفى بهوية مسلمة وسط زملائه من الطبقة الأدنى في مدرسة حكومية، لنستعرض مشاكل المراهقين، وإن مالت أكثر لعالم الطفولة منه للمراهقة.

لعب سلامة أيضا على مرحلة النضوج في فيلمه "شيخ جاكسون" 2017، حيث المراهق أحمد مالك يغرم بأغاني مايكل جاكسون تأثرا بالفتاة التي يحبها، الأمر الذي يرفضه والده (الفنان خالد الكدواني).

المصدر : الجزيرة