في اليوم العالمي لمحو الأمية.. أفضل الأفلام التحفيزية للطلاب والمعلمين

اليوم العالمي لمحو الأمية
يحكي فيلم "نجوم على الأرض" عن طفل في الثامنة ويعاني من صعوبات التعلم

ياسمين عادل

يوافق الثامن من سبتمبر/أيلول اليوم العالمي لمحو الأمية، ومع بدء العام الدراسي يتضخم الحيز الذي يشغله التعليم في حياة كثيرين، ولأن السينما ليست معنية فقط بالمتعة والخيال، بل الإلهام أيضا؛ كان من الطبيعي انجذاب صناع الأفلام للقضايا المتعلقة بالتعليم نفسه أو بالمدرسين والطلاب، وفي التقرير التالي مجموعة من الأفلام التي تحقق بها ذلك:

"مجتمع الشعراء الأموات" (Dead Poets Society)
يستحيل لقائمة تضم أفلاما ملهمة عن التعليم لا يذكر فيها هذا الفيلم، الحائز على الأوسكار والمصنف رقم 219 ضمن قائمة أهم 250 فيلما في التاريخ، وفقا لموقع "آي.إم.دي.بي" (IMDb).

أحداث العمل تدور في الخمسينيات، في إحدى الأكاديميات ذات الطابع المحافظ، التي لا تقبل من طلابها سوى السير على نهج وحيد، فمن حاد عنه رفضوه واتهموه بمعاداة القطيع.

تظل هذه الفكرة سائدة طويلا، إلى أن ينضم للأكاديمية "جون" المعلم صاحب الروح الحرة، الذي يحاول توعية طلابه وحثهم على عدم الاستسلام للقيود، مشجعا إياهم على إطلاق سراح أحلامهم الخاصة لا تلك التي فرضت عليهم. (وهي الفكرة نفسها التي تمحور حولها فيلم نسائي مهم هو "ابتسامة الموناليزا "(Mona Lisa Smile) 

"كتّاب الحرية" (Freedom Writers)
فيلم درامي مقتبس عن قصة حقيقية مأخوذة بدورها من مذكرات بعنوان "يوميات كتاب الحرية" تأليف إرين غرويل وطلبة القسم الخاص بها أبطال هذه الحكاية. إذ تدور أحداث العمل حول معلمة تأخذ على عاتقها مسؤولية تعليم الأيتام وأبناء الشوارع الذين يعانون من النبذ المجتمعي.

ولأن المدرسة تضم مجموعات متنوعة من الطلاب المختلفين في الأصل والعرق واللون، تتطلب عملية دمجهم معا وإذابة الخلافات بينهم الكثير من الجهود والمحاولات، والأهم الإيمان بنبل الهدف وإنسانيته، وهو ما تمتلكه "إرين"، ويقودها حماسها وإصرارها على تحقيق مسعاها مهما كلفها الأمر. 

"ذا فيرست جريدر" (The First Grader)
"أن تأت متأخرا خير من ألا تأتي أبدا". ربما كان تلك إحدى الأفكار التي جالت بخاطر "موراج" الفلاح البسيط ذي 84 عاما حتى يفعل ما فعل. فأحداث العمل تستند إلى أحداث حقيقية جرت في 2002 إثر إعلان الحكومة الكينية فتح أبواب التعليم المجاني للطلاب.

ذلك الإعلان الذي ما إن عرف بأمره "موراج" حتى قرر الالتحاق بالمدرسة للتعلم مهما بدا الأمر غريبا، ورغم أن محاولاته باءت بالفشل فإنه لم ييأس وظل على موقفه إلى أن وافقت مديرة المدرسة على طلبه. ليحقق أخيرا حلمه الذي طالما كان مستحيلا بسبب عجزه عن تحمل تكلفته المادية.

"انفصال" (Detachment)
لكل منا إرثه الثقيل الذي يحمله داخل قلبه ويخفيه عن العالم، كذلك كان "هنري" الذي اعتاد أن يخفي خلف برودة مشاعره وسلوكه المضطرب شعوره الداخلي بالوحدة وعدم تجاوزه فقدان أمه.

يعمل "هنري" مدرسا بديلا ومؤقتا بإحدى المدارس الثانوية، ومع أنه يتجنب إنشاء أي علاقات إنسانية وطيدة، سواء مع زملائه في العمل أو الطلاب، فإن شعوره بالمسؤولية تجاه هؤلاء المراهقين واختباره افتقار الأهل وما يصحبه من ألم جعله أكثر قربا من تلاميذه، كما يحاول لعب دور الأب للبعض وتعويض آخرين عن شعورهم بالنقص وافتقار الاهتمام. 

"بريشوس" (Precious)
فيلم درامي أحدث ضجة عند صدوره بسبب تفاصيل حبكته الشائكة، ليتوج حينها بالفوز بجائزتي أوسكار، وسط استحسان الجمهور والنقاد. تدور قصة العمل حول فتاة تعيش في حي الزنوج أواخر الثمانينيات، وتعاني من السمنة المفرطة. وكأن ذلك وحده لا يكفي، حيث تزداد حياتها صعوبة مع اكتشافها حملها الناتج في الأساس عن اغتصابها.

لكن، رغم كل المؤشرات التي توحي بأن حياتها قد انتهت، فإنها تقرر تغيير مصيرها بنفسها من خلال الالتحاق بإحدى المدارس ذات الطابع المختلف عساها تنجح في إعالة أسرتها. 

"نجوم على الأرض" (Taare Zameen Par)
اختلاف الإنسان عمن حوله ربما يكون مربكا، لكنه ليس عيبا، فلكل منا طاقته المدفونة. كل ما يحتاجه المرء هو اكتشاف نفسه وتقبل اختلافه، دون انتظار صك القبول من أحد. كانت تلك هي النواة التي بني عليها هذا الفيلم الهندي الذي أسندت بطولته للأسطورة أمير خان، وتوج بالفوز بالأوسكار، محققا أرباحا بلغت 889 مليون دولار، بجانب وصوله للمرتبة 78 ضمن قائمة "آي.إم.دي.بي".

يحكي العمل عن طفل في الثامنة ويعاني من صعوبات تعلم، وهو ما يجعله غير مقبول بين زملائه ومعلميه، ويدفع والده لإلحاقه بمدرسة داخلية مخصصة لتلاميذ مثله، فيتأكد شعور الطفل بالخزي والرفض. قبل أن يظهر معلم الرسم الجديد الذي يصر على كسر الجليد الذي يحيط به الطفل نفسه، واكتساب ثقته، ومن ثم فتح الأبواب لإمكاناته الحقيقية.

"السيد لزهر" (Monsieur Lazhar)
فيلم كندي ترشح للأوسكار، يتمحور حول لاجئ جزائري ينتقل إلى كندا بعد مقتل زوجته على يد بعض المتطرفين، وهناك يتقدم للعمل بإحدى المدارس الابتدائية كمعلم بديل لأخرى قد انتحرت. والغريب أنه يقبل رغم عدم حصوله على المؤهل اللازم للوظيفة، وعلى ذلك يثبت البطل تحمله للمسؤولية، فيتقرب من التلاميذ محاولا كسب ثقتهم ومساعدتهم على التعافي من التجربة النفسية الشاقة التي خاضوها بسبب انتحار معلمتهم السابقة.

"غيرل رايزنغ" (Girl Rising)
لا شيء أكثر مصداقية من فيلم وثائقي يعرض الكواليس الحقيقية لما يدور داخل المجتمعات المغلقة، التي تحاول جاهدة إخفاء معالم الجرائم التي ترتكب ضد مواطنيها.

هذا هو ما حاول صناع الفيلم تحقيقه، إذ يضم العمل حكايات تسع فتيات متعددات الجنسيات امتلكن الشجاعة لقص تفاصيل ما يمارس عليهن من قهر، وكيف ناضلن في سبيل العيش. وعلى اختلاف أوجه القهر فإن جميعهن أكدن أن البوابة الوحيدة لعبورهن من هذا الجحيم هو التعليم الذي سينير عقولهن ويسمح لهن بالانتصار لأنفسهن.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية