خيال وكوميديا.. كيف تناولت أفلام هوليود مرض ألزهايمر؟

أفلام جسدت تناولت مرص ألزهايمر ببراعة(مواقع التواصل الاجتماعي)
أفلام تناولت مرض ألزهايمر ببراعة (مواقع التواصل الاجتماعي)

محمد صلاح

كشف باحثون بريطانيون "أن الذهاب إلى السينما مرة أو مرتين في الأسبوع يمكن أن يحول دون الإصابة بمرض ألزهايمر، فمشاهدة فيلم كوميدي أو فيلم قصته جيدة، تساعد في التحفيز الفكري للمخ، ومنع تكون الرواسب الضارة التي تسبب المرض"، كما أكدوا "أهمية النقاش حول الفيلم بعد المشاهدة، فهو يساعد المخ ليبقى نشطا"، بحسب ديلي ميل البريطانية.

فماذا لو كان ألزهايمر نفسه هو موضوع الفيلم؟! لا شك أن تناول السينما لهذا المرض في أشكال عدة، من خلال عشرات الأفلام، كان له تأثير في التعريف بالمرض، والوقاية منه، وربما المساهمة في التخفيف عن المصابين به.

والأفلام الأميركية الثلاثة التالية تتكامل فيما بينها، لتقدم لنا صورة بانورامية عن المرض، وعن أهمية الأمل والحب والحياة في التعامل معه.

على بحيرة غولدن بوند
(On Golden Pond) فيلم أميركي كوميدي تم إنتاجه في عام 1981، ونجح في إزالة الخلط بين النسيان الروتيني الطبيعي الذي يميز مرحلة الشيخوخة، وبين مرض ألزهايمر بصفته مرضا مدمرا لخلايا المخ، وذلك من خلال رسم صورة رائعة ومفعمة بالحيوية لمرحلة الشيخوخة، وتقديم نمط حياة يمكن أن يحمي الإنسان من الوقوع في براثن ألزهايمر.

الفيلم بطولة كاثرين هيبورن، وهنري فوندا، وجين فوندا، إخراج مارك رايدل، وسيناريو إرنست ثمبسون، عن مسرحية عُرضت عام 1979 بالاسم نفسه.

تدور أحداث الفيلم حول العجوزين، نورمان ثاير(هنري فوندا) وزوجته إيثيل (كاثرين هيبورن) اللذين يقضيان الصيف في كوخهما على بحيرة غولدن بوند الساحرة، في أقصى شمال نيو إنغلاند، لتأتي ابنتهما تشيلسي (جين فوندا) لزيارتهما بصحبة خطيبها الجديد وابنه المراهق، في محاولة لإصلاح علاقتها المتوترة مع والدها، وتبديد مشاعرها السلبية نحوه، ليشجعها والدها العجوز الذكي الحكيم بحزم، على ممارسة الغوص بنجاح أمام الجميع، فتحتضنه بعد طول حرمان.

الفيلم بلغت تكلفة إنتاجه 15 مليون دولار، بينما حقق أرباحا تقدر بـ 120 مليون دولار، وسجل تقييما 7.6 على موقع آي أم دي بي، وحصد جوائز الأوسكار الخمس الكبرى عام 1982: أفضل ممثل لكل من هنري فوندا (ليصبح أكبر من حصل على هذه الجائزة سنا عن آخر أعماله، بعمر يناهز 76 عاما) وكاثرين هيبورن، وجائزة أفضل سيناريو مقتبس، وأفضل مخرج، وأفضل صورة.

دفتر المذكرات
The Notebook، واحد من أجمل الأفلام الرومانسية التي قدمتها هوليود عام 2004، بطولة رايان غوسلينغ، وراشيل ماك آدمز. إخراج نيك كازافيت، وسيناريو جيريمي ليفين، ومقتبس عن رواية كتبها الأميركي نيكولاس سباركس ونشرت لأول مرة عام 1996.

هذا الفيلم أنسانا مأساة مرض ألزهايمر، وجعلنا نعيش قصة حب عاصفة سبقت الحرب العالمية الثانية بقليل، بين نواه (رايان غوسلينغ)، وآلي (راشيل ماك آدمز) اللذين فرقت بينهما الظروف قبل أن يعودا ويلتقيا مجددا، في الوقت الذي كانت فيه آلي على وشك الزواج من شخص آخر، ويقتنعا بأنهما غير قادرين على العيش بعيدًا عن بعضهما.

بعد سنوات من الزواج تصاب آلي بألزهايمر، فيقرر نواه سرد تفاصيل قصة حبهما -بعد أن صار نزيلا في دار للمسنين- على مسامع زوجته المريضة آلي (جينا رولاندز هذه المرة)، تلك القصة التي كانت قد دونتها من قبل في مذكراتها.

أما الراوي دوك (جيمس غارنر) فهو في الواقع حبيبها وزوجها نواه، الذي حال ألزهايمر بينها وبين أن تتذكره، أو تتذكر أيا من الأحداث التي يقرؤها لها.

الفيلم جسد دور ذكريات الحب الجميلة في التخفيف من مضاعفات ألزهايمر، وبث الأمل في المريض ولو لبعض الوقت.

الفيلم بلغت تكلفة إنتاجه حوالي 29 مليون دولار، بينما بلغت أرباحه حوالي 116 مليون دولار، وسجل تقييما 7.8 على موقع آي أم دي بي، وفاز بثماني جوائز، من بينها: جائزة Teen Choice، وجائزة Satellite، وجائزة MTV Movie.

لا تزال ألِيس
(Still Alice) فيلم دراما واقعية تم إنتاجه عام 2014، ويعد أحد الأفلام التي تناولت مرض ألزهايمر بشكل موضوعي، من حيث أعراضه الحقيقية ومعاناة المصابين به، بل بدد فكرة ارتباط المرض بسن الشيخوخة، حيث أصيبت البطلة به وهي في عيد ميلادها الخمسين!

وذلك من خلال تجسيد جوليان مور لتجربة أستاذة جامعية ناجحة ذكية متفوقة (أليس هولاند)، تسكن نيويورك، ولديها أسرة مترابطة، ولها مكانة كبيرة في الوسط العلمي، وتعيش حياة مثالية، إلى أن تظهر عليها علامات المرض، لتبدأ رحلة المعاناة، ولا يبقى لها إلا الحب الذي زرعته، لتحصد ثماره من زوج محب وثلاثه أبناء يدعمونها حتى النهاية.

الفيلم بطولة جوليان مور، وأليك بالدوين، وكريستين ستيوارت، وكايت بوسورث وهنتر باريش، وفاز بجائزتي غولدن غلوب 2014 وترشح لجائزة بافتا 2015، أما جوليان مور، التي بحثت في مرض ألزهايمر لمدة أربعة أشهر للتحضير لدورها في الفيلم، فقد فازت أوسكار أحسن ممثلة، عن دورها عام 2015، الفيلم كتبه وأخرجه ريتشارد غلاتزر، وواش ويستمورلاند، وهو مقتبس من رواية بالاسم  نفسه لليزا جينوفا، هي الأفضل مبيعًا لعام 2007.

رُصدت للفيلم ميزانية قدرها أربعة ملايين دولار، وحقق إيرادات حوالي 44 مليون دولار في شباك التذاكر الدولي، وسجل تقييما 7.5 على موقع آي أم دي بي، وشارك في افتتاح مهرجان تورنتو الدولي للأفلام 2014، ونال عدة إشادات من النقاد، ولا سيما لأداء النجمة جوليان مور، أما صاحبة القصة الحقيقة أليس هولاند، فقد توفيت في مارس 2015.

المصدر : الجزيرة