"حملة فرعون".. خلطة "الأكشن" الرابحة لأفلام العيد

"الإعلان الدعائي لفيلم "حملة فرعون
الإعلان الدعائي لفيلم "حملة فرعون" (مواقع التواصل)

حسام فهمي

تسيطر أجواء الأكشن على أفلام موسم عيد الفطر في مصر، حيث يتبارى نجوم الصف الأول على صنع الفيلم الذي يحمل القدر الأكبر من المطاردات والسيارات المدمرة والانفجارات الصاخبة.

ويعيد السبكي التجربة التي بدأها الموسم الماضي مع "حرب كرموز"، حيث يراهن على السيطرة على أجواء الأكشن برفقة عمرو سعد في فيلم "حملة فرعون".

المميز في "حملة فرعون" ليس في وجود عمرو سعد بالطبع، لكن في خلطة السبكي المميزة، تلك الخلطة التي تجمع بين الأكشن ووجود وجوه عالمية جاذبة للجمهور، بالإضافة إلى وجود جرعة كوميدية ودور نسائي يجذب الأنظار.

اليوم نحلل معكم تفاصيل هذه الخلطة، ونتوقع ما يمكن أن نشاهده في فيلم عيد الفطر الذي يجمع في بطولته مايك تايسون والجبل وروبي وحمدي الميرغني.


الوجوه العالمية: من بويكا إلى الجبل وتايسون

في العام الماضي استعان المنتج محمد السبكي بالممثل الإنجليزي سكوت آدكنز الشهير بأدائه شخصية "بويكا" في أفلام فنون القتال المعروفة باسم "بلا منازع" (Undisputed) مقابل 300 ألف دولار، أي ما يقارب 5.5 ملايين جنيه مصري.

وفي هذا العام قرر السبكي تكرار خلطته، فأتى أولا ببطل رياضة الملاكمة السابق مايك تايسون الذي يعتبره كثيرون من متابعي الملاكمة ثاني أفضل ملاكم في تاريخها بعد الراحل محمد علي.

وبالإضافة إلى ذلك أيضا، فقد استعان السبكي بالممثل الأيسلندي هافثور بورينسون الشهير بأداء شخصية "الجبل" (The Mountain) في مسلسل "صراع العروش"، والفائز بمسابقة أقوى رجل في العالم لعام 2018.

وبالطبع حصل هذا الثنائي على ملايين الجنيهات، فقد حصل تايسون على سبيل المثال، وطبقا لجريدة "أخبار اليوم" المصرية على 750 ألف دولار، أي ما يزيد على 13 مليون جنيه مصري وقت بدأ تصوير "حملة فرعون"، إلا أن المنتج محمد السبكي يراهن على هؤلاء النجوم من أجل اجتذاب جمهور عيد الفطر، خاصة بعد أن حقق فيلم "حرب كرموز" إيرادات كبيرة تخطت حاجز 57 مليون جنيه، وذلك خلال عيد الفطر الماضي فقط.

الأكشن أم الحكاية.. شمس الزناتي بنكهة "ذا إكبسندايبلز"
اختار المنتج محمد السبكي هذه المرة حكاية اعتاد عليها الجمهور المصري، حيث تدور أحداث الفيلم حول قصة مستوحاة من فيلم "الساموراي السبعة" (The magnificent Seven) التي تحولت من قبل لفيلم مصري شهير هو "شمس الزناتي" من بطولة عادل إمام وسوسن بدر ومحمود حميدة.

الجديد هنا أن "حملة فرعون" تدور أحداثه في الأراضي السورية، حيث يذهب فرعون الذي يقوم بدوره "عمرو سعد" لاستعادة زوجته وطفله المختطفين من مجموعة من المرتزقة الأجانب الذين يعملون بتجارة البشر أثناء الحرب السورية.

يجمع صناع فيلم "حملة فرعون" في هذه الحكاية بين تراث شمس الزناتي وطريقته في جمع فريقه من أجل هدف إنساني وبين طريقة فيلم "ذا إكبسندايبلز" من بطولة سلفسيتر ستالوني، حيث تتطور وسائل القتال التي تعتمد عليها مجموعة فرعون، لتصبح مسلحة بأسلحة ثقيلة وآلية، في شكل أقرب لمجموعة الاغتيالات التي تعرفنا عليها في الفيلم الأميركي.

العامل الأهم في هذه الحكاية -التي أخرجها رؤوف عبد العزيز وكتبها كريم بشير- هو أن السبكي وجد ضالته في الإطار الدرامي لقصة مليئة بالمطاردات والانفجارات ومشاهد الأكشن، وهكذا تم اختيار مجموعة من الممثلين المصريين المناسبين لذلك، وهم عمرو سعد، ومحمد لطفي، ومحمود عبد المغني، لكن خلطة السبكي لم تنته بعد.


جرعة الكوميديا والظهور النسائي
في فيلم "حرب كرموز" استعان السبكي أيضا بممثل كوميدي هو مصطفى خاطر، وهو ممثل ذاع صيته من خلال مشاركته في حلقات مسرح مصر الكوميدية التي قدمها أشرف عبد الباقي.

ظهور خاطر في الفيلم لم يكن سوى لإلقاء بعض النكات ورسم ابتسامة تقلل من حدة مشاهد الأكشن، يتكرر الأمر بحذافيره هنا في "حملة فرعون"، حيث يستعين السبكي بالممثل المصري حمدي الميرغني، وهو أيضا أحد أعضاء فريق مسرح مصر، يقوم الميرغني -طبقا لما نراه من خلال الإعلان الدعائي للفيلم- بدور رجل خبير في المفرقعات وهو بالطبع أحد أعضاء حملة فرعون في رحلتهم، حيث يمرر للمشاهد من خلاله جرعة الكوميديا التي يحملها الفيلم.

وبالإضافة إلى ذلك، يبدو الظهور النسائي الذي يجمع بين الأكشن والإغراء أمرا لا بد منه في خلطة السبكي، وكما شاهدنا غادة عبد الرازق في "حرب كرموز" يستعين السبكي في "حملة فرعون" بالممثلة والمغنية المصرية روبي، وذلك في دور لاعبة جمباز وألعاب خفة، وهي تملك أيضا بعض القدرات القتالية كما نرى من إعلان الفيلم.

بهذه اللمسات تكتمل خلطة السبكي التي ضمنت له نجاحا ساحقا على المستوى الجماهيري في عيد الفطر الماضي، لكن هل سيتكرر الأمر هذا العام أيضا؟ ويبقى السؤال الأهم: هل سيتذكر أحد هذه الأفلام بعد مرور بضع سنوات على إنتاجها؟

المصدر : الجزيرة