حيتان الفن.. لماذا يحارب أعمدة صناعة السينما بهوليود نتفليكس؟

LOS ANGELES, CALIFORNIA - FEBRUARY 16: Steven Spielberg attends the 55th Annual Cinema Audio Society Awards at InterContinental Los Angeles Downtown on February 16, 2019 in Los Angeles, California. Matt Winkelmeyer/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
صراع جديد بين نتفليكس وعضو أكاديمية الفنون والعلوم ستيفن سبيلبيرغ حول أحقية ترشح أفلام نتفليكس لجوائز الأوسكار (الفرنسية)

لمياء رأفت

شهدت هوليود ومواقع التواصل الاجتماعي صراعا جديدا الأيام الماضية، ما بين منصة نتفليكس الإلكترونية والمخرج عضو أكاديمية الفنون والعلوم (الأوسكار) ستيفن سبيلبيرغ، حول أحقية ترشح أفلام نتفليكس لجوائز الأوسكار من الأساس.

حيث قال خلال لقاء تلفزيوني عقد معه على قناة "آي تي في نيوز" إن أي فيلم يعرض على شاشة غير سينمائية في الأساس، هو فيلم تلفزيوني وليس مؤهلا للترشح لجوائز الأوسكار بالتبعية، بل من الممكن أن يترشح لجوائز أخرى مثل الإيمي، وإن العرض لوقت قليل تبعا لشروط الأكاديمية ليس كافيا.

شروط لجنة الأوسكار
وضعت أكاديمية الأوسكار شروطا محددة تنظم قبول الأفلام التي تستطيع الدخول في المنافسة، منها تلك الخاصة بمدة العرض العام على وجه التحديد والتي تمس منصات مثل نتفليكس، وقبلها الأفلام المعروضة على قنوات الكابل، أو الأقراص المدمجة (دي في دي) فقط.

وهي تحدد أن الأفلام يجب عرضها بصورة تجارية في لوس أنجلوس لسبعة أيام على الأقل، منها ثلاثة أيام متتالية، على أن يكون أحد عروضها من السادسة مساء وآخر من العاشرة مساء، ويتم الإعلان عن هذه العروض في الفترة المحددة لقبول الأفلام في المسابقة.

وبدا أن من المحتمل أن يدفع سبيلبيرغ الأكاديمية إلى تغيير شروط قبول الأفلام، بعدما أبدت نتفليكس بالفعل استعدادها لعرض أفلامها التي ترغب في أن تنافس على الجوائز في دور العرض، وأن يكون العرض قبل ثلاثة أشهر من العرض على المنصة.

الأوسكار أم شيء آخر؟
مشاهدة الأفلام من المنزل بدلا من دور العرض ليست بدعة ابتدعتها نتفليكس، بل منذ حوالي سبعين عاما عند اختراع الفيديو أصبح من الممكن الاستمتاع بالأفلام في المنزل عند الحاجة والوقت الملائم، وانتشرت بعد ذلك قنوات الكابل أو القنوات المدفوعة مسبقا التي تعرض الأفلام بحسب الطلب.

لكن التخوف الحقيقي لدى سبيلبيرغ والكثيرين من أعمدة صناعة السينما في هوليود ليس على الأوسكار بالفعل، بل على الشكل الاقتصادي للصناعة والتوزيع الذي دام طوال مئة عام وأكثر.

فالسينما ليست فنا فقط، بل صناعة والأهم تجارة، وقدوم نتفليكس بكل هذه التطورات والأهم الأموال التي تساند عبرها العديد من الأفلام، قد يغير خارطة المشاهدة والعرض والتوزيع بصورة تبدو مخيفة للبعض بالتأكيد.

رد نتفليكس على سبيلبيرغ
جاء رد نتفليكس على سبيلبيرغ مفحما للغاية، فلم تهاجمه بصورة خاصة، أو حتى تذكره بالاسم، بل عبر تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر، قالت "نحن نحب السينما، وهناك أشياء أخرى كذلك نحبها وهي:

– الوصول للأشخاص الذين قد لا يتحملون ماديا أو لا يعيشون في أماكن تحتوي على دور عرض.

– جعل كل شخص في كل مكان يستمتع بالأعمال المعروضة في الوقت ذاته.

– إعطاء صناع الأفلام طرقا أخرى لمشاركة فنهم.



وخلال السنوات الماضية وكلما أصبحت نتفليكس فاعلة أكثر في إنتاج الأفلام التي تستحق الترشح للأوسكار، قامت بعروض خاصة تحقيقا لشروط الأكاديمية، منها فيلم "رابطة الطين" (Mudbound) الذي أنتج 2017 وترشح لأربع جوائز أوسكار، وفيلم المخرج نواه بومباك الأخير "قصص عائلة مايرويتز" (The Meyerowitz Stories).

أما فيلم "روما" الذي حاز على أوسكار أفضل مخرج وأفضل فيلم بلغة أجنبية من بين الكثير من الجوائز والترشيحات، فقد تم عرضه في أكثر من مئة دار عرض ولوقت أطول من الأيام السبعة المطلوبة.

نهاية الصراع وتراجع سبيلبيرغ
ويبدو أن هذه الضجة أصبحت مرهقة لسبيلبيرغ لذلك رغب في التراجع عما سبق بصورة أنيقة، وذلك عبر تصريح من صديقه جيفري كازنبيرغ الذي قال إن الموضوع سوء فهم كبير.

وأوضح أن المخرج لا يرغب في تغيير قواعد الأكاديمية ضد نتفليكس، ليؤكد هذا الصديق أن الموضوع تم نقله بصورة خاطئة مما سبب هذه الردود الشديدة، ولكن حتى الآن لم يخرج ستيفن سبيلبيرغ لينفي بنفسه ما سبق أن قاله.

المصدر : الجزيرة