بـ 250 مليون دولار.. نتفلكس تخطف أشهر كُتاب الدراما من "حرب النجوم"

الدراما ديفيد بينيوف ودانيل بريت وايز
اعتبر البعض إعلان الكاتبين بينوف (يسار) ووايز (يمين) التوقف عن كتابة "حرب النجوم" مريبا (مواقع التواصل)

محمد أنيس

فوجئ رواد الفن السابع قبل أيام بتأكيد اثنين من أشهر كُتاب الدراما ديفيد بينيوف ودانييل بريت وايز، توقفهما عن الكتابة للسينما في واحد من أهم سلاسل الأفلام الأميركية، سلسلة أفلام "حرب النجوم" (Star Wars)، بعد أول إعلان لتشارك الرجلين وشركة لوكاس كتابة الفيلم قبل 18 شهرا من الآن.

فقبل أيام قليلة، أعلن ديفيد بينيوف ودانييل بريت وايز تركهما مشروع الكتابة لفيلم حرب النجوم بسبب خلافات مع شركة لوكاس فيلم حول الكتابة، وذلك بعد الإعلان في فبراير/شباط 2018 عن قيامهما بكتابة وإنتاج سلسلة جديدة من أفلام "ستار وورز" منفصلة عن "ستار وورز سكاي ووكر ساجا".

ووفق مجلة هوليوود ريبورتر، فقد علق بينوف ووايز على مغادرتهما العمل بقولهما "نحن نحب حرب النجوم. لقد كانت المشاركة في محاولة كتابة نص لحرب النجوم من دواعي سرورنا، وسنظل دائما مدينين للملحمة التي غيرت كل شيء. ولكن لا نملك سوى وقت محدود، وشعرنا أننا لا يمكن أن ننصف مشروع ستار وورز مع مشاريع نتفلكس، لذلك نحن نأسف جدا على ترك العمل".

وفي إبريل/نيسان الماضي قالت رئيسة شركة لوكاس فيلم كاثلين كينديفي خلال احتفالية في شيكاغو، إن "بينوف ووايز سيتعاونان مع الكاتب والمخرج راين جونسون الذي كان يعمل على إبداع نص لثلاثية حرب النجوم منذ عقد من الزمان، إلا أن الأمور لم تسر كما كان مخططا".

غير أن إعلان الكاتبين بينوف ووايز، بشأن إلغاء مشاركتهما، اعتبره البعض مريبا، فالحجة التي ساقها للجمهور، وهي ازدحام جدولهما بمشروعات أخرى بعد أشهر تقترب من السنتين من الإعلان عن مشاركتهما، أمر لم يقنع المتابعين.

ونال الرجلان شهرتهما الواسعة من كتابة وإنتاج (حلقات من كل موسم) مسلسل "غيم أوف ثرونز" أو صراع العروش، بمواسمه الثمانية، الذي حقق نجاحا منقطع النظير منذ إطلاقه قبل نحو عشر سنوات، رغم الانتقادات الكبيرة لموسمه الثامن، ولوم الجمهور للاثنين، لدرجة وصلت بالبعض إلى التوقيع على عريضة طالبت بطردهما قبل عرض الحلقات الأخيرة من الموسم الثامن، لضعف السيناريو والكتابة.

وبحسب موقع "سكرين رانت"، يقول محللون إن الخلافات حول كتابة النص مع طول فترة التنسيق، وصلت بالرجلين إلى حد من الملل دعاهما مؤخرا لترك العمل برمته، رغم أهميته للجمهور الأميركي على نحو خاص، مفضلين المشاركة في عمل مع شركة نتفلكس، لأسباب رجحت فيها كفة الحسابات المادية.

وقال تقرير سكرين رانت إن مغادرة بينوف ووايز خسارة كبيرة لهما على نحو أخص رغم الخلافات، فقد كان لظهور العمل للنور خلال الفترة القادمة سيضعهما حال اكتمال المشروع ونجاحه على عتبة أخرى من المجد، كون سلسلة أفلام حرب النجوم إحدى أهم السلاسل السينمائية المستمرة ذات الشعبية الكبيرة منذ عرضها لأول مرة قبل عقود في السبعينيات من القرن العشرين.

وبحسب مجلة "فاريتي" الأميركية، فإنه مع تكثيف ورش العمل خلال الأشهر الماضية حول الفيلم بين بينوف ووايز من جهة وشركة لوكاس فيلم، بدأت رؤية كلا الطرفين حول كتابة وإنتاج الفيلم تتباعد، بعدما بدأت الأمور في التشكل، بحسب ما أعلن في مايو/أيار الماضي الرئيس التنفيذي لشركة ديزني المشاركة مع لوكاس في إنتاج الفيلم، "بوب ليغر" حين قال، إن الفيلم سيخرج للنور في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وعلاوة على تباعد الرؤى بين الشركة والكاتبين، فقد كان لانشغالهما بمشروعات أخرى مع نتفلكس، و"إتش بي أو" (HBO)، دور في زيادة الهوة، في وقت طالبت فيه لوكاس فيلم بالتركيز في إنجاز حرب النجوم في أسرع ما يمكن.

وفي هذا السياق، قالت مجلة هوليوود ريبورتر إن توقف الكتابة لفيلم ستار وورز القادم، بعد مغادرة الرجلين، مع احتدام الخلافات حول كتابة الفيلم، إذ رأى بينوف ووايز إنه من الأفضل لهما الاستمرار والتركيز فيما وقعاه من عقود لصالح نتفلكس، في صفقة شاملة مدتها خمس سنوات بقيمة 250 مليون دولار، قوبلت بالحسد وفق تعبير المجلة.

ومع ما سلف الإشارة إليه عن شعبية أفلام حرب النجوم، إلا أن سلسلة الأفلام ازدادت شعبيتها أكثر، وحصلت على ما يمكن تسميته بـالامتياز السينمائي من هوليوود، بعد مشاركة مواهب فنية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما شكل حالة أقرب للهوس، لإيجاد كتابات متعددة في مراحل التحضير للأفلام.

خلاصة الأمر تقول إنه رغم خسارة بينوف وزميله للعمل فإنه لا يمكن تحميلهما إلا قدرا من الخطأ إذا جاز القول بذلك وليس كل الخطأ، فلشركة لوكاس سوابق قبل ذلك في إنتاج أعمالها، حيث ترك المخرجان كولن تريفورو وجوش ترانك العمل مع لوكاس فيلم لخلافات بشأن طريقة العمل، وجرى استبدال غاريث إدواردز بكاتب السيناريو توني جيلوري في فيلم "روج وان.. ستار وورز ستوري".

وربما كانت القصة الأكثر سوءا هي مع فيل لورد وكريس ميلر، اللذان طردا بعد انتصاف عمل فيلم "سولو: ستار وورز ستوري" بسبب خلافات وصفت بأنها إبداعية، وهي كلها الحوادث التي دفعت الكثيرين في هوليوود إلى التشكيك في نية رئيسة الشركة كاثلين كينيدي، والقول بتراجع لوكاس فيلم، وحيدها عن حرية التصرف في العمل الفني، وإيجاد مخرج لبينوف ووايز.

أخيرا وليس آخرا، فلا يوجد حتى الآن أي معلومات عما سيقوم به ديفيد بينوف ودانييل وايز بعد عقدهما الكبير مع نتفلكس، لكن تقول تسريبات إنهما يعدان لفيلم مقتبس من كتاب ستيفن هانتر هو "ديرتي وايت بوييس"، الذي أعلن عنه للمرة الأولى في عام 2014.

أما بالنسبة إلى فيلم ستار وورز، فلا يوجد فيلم مستقبلي قادم حتى الآن بعد مغادرة وايز وبينوف، ولا يبقى إلا استمرار الكتابات من جونسون وفريق معاون.

المصدر : الجزيرة