"فورد في فيراري".. عودة قوية لأفلام سباق السيارات الكلاسيكية

فورد في فيراري
حقق الفيلم إيرادات تقدر بـ160 مليون دولار خلال الأسبوع الأول من عرضه (مواقع التواصل)

لمياء رأفت 

بدأ عرض فيلم "فورد في فيراري" منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ليحقق إنجازا غير معتاد في شباك التذاكر الأميركي، فقد توقعت له الشركة المنتجة إيرادات افتتاحية تبلغ 20 مليون دولار في أول عطلة أسبوع لعرضه، لكنه استطاع أن يتفوق على هذا الرقم بسهولة ويحقق 31 مليون دولار.

تلك الإيرادات ارتفعت بعد ذلك إلى 58 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا، و103 ملايين حول العالم، وعُرض مع الفيلم في نفس نهاية الأسبوع كل من "ملائكة تشارلي" و"ذا غود لايار"، ولكنه استطاع هزيمتهما بسهولة، وفي الأسبوع الثاني من عرضه تراجع الفيلم إلى المركز الثاني في شباك التذاكر بعد فيلم الرسوم المتحركة المنتظر للغاية "فروزن 2".

عودة لنجاحات أفلام سباقات السيارات
فيلم "فورد في فيراري" مليء بالنجوم على كل الأصعدة، فهو من بطولة كل من كريستيان بايل ومات ديمون، وإخراج جيمس مانغولد الذي كان آخر أفلامه "لوغان" مخرجا وكاتب سيناريو، وترشح عنه لجائزة أوسكار أفضل سيناريو.

قصة الفيلم مقتبسة من وقائع حقيقية حدثت خلال سباق لومان الفرنسي عام 1966، وهو واحد من أكثر سباقات السيارات صعوبة، ويتم على مدار 24 ساعة متواصلة في حلبة سباق غير معبدة وفي ظروف جوية صعبة للغاية، كما أن أغلب السباق يكون في الظلام بعد غروب الشمس.

وفي السباق نتعرف إلى كارول شلبي سائق سيارات السباق الأميركي الوحيد الذي استطاع الفوز بهذا السباق، ولكن يضطر لاعتزال حياة السباقات بسبب مشاكل صحية، ويستعين به هنري فورد الثاني حتى يبني له سيارة تؤهله للفوز بسباق لومان حتى يهزم إنزو فيراري صاحب شركة فيراري الشهيرة، ويختار شلبي صديقه كين مايلز ليقود السيارة، لكن شخصية مايلز العنيفة والغاضبة تعرض المشروع للعديد من المتاعب.

النجاح التجاري الذي حققه الفيلم ترافق كذلك مع نجاح نقدي، فقد حصد الإشادات النقدية منذ عرضه، وحصل حتى الآن على 92% على موقع "روتن توماتيوز" بناء على 281 مراجعة نقدية.

ويمثل الفيلم عودة لأفلام سباقات السيارات الكلاسيكية التي تجمع بين النجوم الكبار والقصص الأكثر جدية من أفلام "فاست آند فيرويس"، ويذكر المشاهدين بأفلام الراحل ستيف ماكوين.

تعددت الأسباب والنجاح واحد
هذا النجاح التجاري والنقدي كانا مستحقين، فقد احتوى الفيلم على العديد من عوامل القوة، بداية من الأداء المميز لكل من كريستيان بايل ومات ديمون في الدورين الأساسين، والسيناريو الذي استطاع أن يقدم ثلاث شخصيات لكل منها نوعان من الصراعات:

صراع خارجي مثل الرغبة في الفوز بالسباق الصعب أو هزيمة منافس قوي أو تخطي الرئيس التنفيذي وبيروقراطيته، وصراع داخلي نفسي مثل شكوك هنري فورد الثاني في قدراته أمام تاريخ جده العظيم، أو ازدواجية كارول شلبي بين مبادئه ونفعيته، أو رغبة كين مايلز في الكمال التي قد تدفعه للموت فداء لها في النهاية.

ترافق ذلك مع إخراج جيمس مانغولد الذي استطاع التلاعب بحدود النوع السينمائي الذي اختاره لفيلمه وهو الأفلام الرياضية، فخلط بين الحبكة الدرامية القوية والإثارة الشديدة، فقدم شخصياته في النصف الأول من فيلمه وصراعاتهم وعلاقتهم، ثم انتقل في النصف الثاني إلى حلبة السباق في فرنسا، حيث ظهرت براعته في تصوير مشاهد تسابق السيارات، سواء من الداخل أو الخارج، مع المونتاج الذي زاد من إثارة هذه المشاهد بمعاونة الموسيقى التصويرية الحماسية.

ما زال أمام الفيلم عدة أسابيع في سباق شباك التذاكر، ومن المتوقع له المزيد من الإيرادات والأداء الجيد في موسم الجوائز القادم، خاصة جوائز التمثيل والمونتاج والتصوير.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية