58 عاما على ميلاد ميغ ريان.. هذه أفضل أفلامها

ميج ريان
اختيار ريان للشخصيات وأداؤها البسيط الممتع لها جعلها دائما قريبة من المشاهد (غيتي)

سارة عابدين

تحل اليوم الذكرى الثامنة والخمسون لميلاد الفنانة الأميركية ميغ ريان، الممثلة الشقراء ذات العينين الزرقاوين والشخصية المتمردة، والحضور اللافت كوميديا وإنسانيا، الذي يجعلها قريبة جدا من المشاهد في أغلب أعمالها، لأنها تحسن اختيار أدوارها وكأنها ترغب في أغلب الأوقات أن تكون قريبة من المشاهد.

ريان من الشخصيات التي نقابلها في الحياة العادية، ترتدي الجينز والقمصان وحقائب الظهر، ولا تظهر في شكل الجمال المثالي البعيد عن المتفرج.

يعود رسم الشخصية وتفاصيلها إلى كاتب السيناريو أو المخرج الذي يرسم الشخصية باحترافية بكل تفاصيلها الإنسانية الدقيقة، لكن بالطبع لا يمكن تجاهل اختيار ريان للشخصيات وأداءها البسيط الممتع لها.

في هذا السياق يجب الإشارة إلى الكاتبة والمخرجة نورا إيفرون التي تقف خلف أجمل أفلام ميغ ريان الكلاسيكية مثل "عندما التقى هاري وسالي"، "لديك بريد"، "الساهر في سياتل"، في تلك الأفلام ما يجعل ريان جذابة هو الطريقة التي صنعتها إيفرون للشخصية وتصرفاتها وردود أفعالها، وهذه قائمة بأجمل أفلام ريان.

لديك بريد
يعتبر ذلك الفيلم من أجمل أفلام ميغ ريان وأشهرها، خاصة لمحبي الأفلام الرومانسية، فهو يعلم الكثير عن الحياة والحب، عن طريق العلاقة بين ميغ ريان وتوم هانكس والكمياء الهائلة بينهم. الفيلم حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه عام 1998، لكنه مازال حتى الآن من أعلى الأفلام مشاهدة وتقييما.

الفيلم يأخذنا إلى عصر التواصل بالبريد الإلكتروني، وإلى لحظات صافية من الجمال والحب، حتى أننا ربما نتساءل، هل يمكن تحقيق ذلك الجمال في الحقيقة؟ يطرح الفيلم تساؤلات نتيجة العلاقة بين ريان وهانكس، عن طريق القصة التي تظهر لنا الجانب الطيب الخفي من هانكس الذي يبدو في البداية كشخص متعجرف لا يهمه سوى المكسب المادي، بينما هو على الجانب الآخر أثناء حديثه مع ريان عبر البريد الإلكتروني شخص محب وودود.

بعض النقاد والجماهير لم تعجبهم النهاية السعيدة في الفيلم واعتبروها دخيلة على القصة، لكنها في الحقيقة هي المتمم المناسب لكل ذلك الجمال في الفيلم، حتى لا تنكسر قلوب الجماهير.

عندما قابل هاري سالي
رشحت ميغ ريان بعد هذا الفيلم لجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة لأول مرة، بعد أدائها الرائع أمام بيلي كريستال في تلك الكوميديا الرومانسية عن تجارب الصداقة بين النساء والرجال وكيف تسير تلك العلاقات وكيف تتحول.

يبدأ الفيلم مع اثنين من الغرباء حديثي التخرج من جامعة شيكاغو، يتشاركان معا في رحلة سيارة من شيكاغو إلى نيويورك. خلال الرحلة تدور بينهما مناقشات حول إمكانية الصداقة بين الرجل والمرأة وهل يمكن أن تستمر فعلا.

تنتهي الرحلة ويذهب كل منهما في طريقه، ليلتقيا بعد بضع سنوات في متجر لبيع الكتب لتعرف سالي أن هاري أصبح مطلقا، ومن هنا تبدأ علاقة صداقة جديدة بينهما في النمو.

في إطار الصداقة يتشاركان معا تفاصيل حياتهما، مما يؤدي إلى وقوعهما في الحب وتحول علاقة الصداقة إلى علاقة حب. يطرح الفيلم سؤالا جدليا، هل يمكن للرجل والمرأة أن يكونا صديقين فقط؟ 

مدينة الملائكة
تدور قصة الفيلم حول ملاكين يطوفان فوق سماء نيويورك، يتابعان المرضى ويحاولان إعطاءهما لحظات من الأمل أو أخذهما إلى الحياة الآخرة بعد الموت. أثناء أخذ الملاك سيث (نيكولاس كيدج) لطفلة صغيرة توفت في إحدى المستشفيات يلاحظ الطبيبة ماغي رايس (ميغ ريان) وهي تحاول بكل جهدها إنقاذ حياة مريض، ليقع في حبها ويقرر التخلي عن خلود الملائكة ويتحول إلى إنسان حتى يمكنه البقاء بجوارها وتجربة كل المشاعر والرغبات البشرية معها.

من خلال قصة الفيلم تطرح ماغي أسئلة تدور في ذهنها كطبيبة حول دورها في إنقاذ حياة المرضى، ومواجهة الموت، وهل يمكنها بالفعل مواجهته، أم أنه أمر نافذ فلا جدوى من الطب مادام الموت سينتصر في النهاية.

تتحول أحداث الفيلم بشكل أكثر سرعة وإثارة بعد أن يتحول الملاك سيث إلى إنسان، ويبحث عن حبيبته ليلحق بها قبل الزواج من الطبيب الذي كان يحبها. بعد أن يلتقيا من جديد يعتقد المشاهد أن النهاية السعيدة ستختم أحداث الفيلم، لكن القصة تخالف توقعات ورغبات الجمهور، لتموت الطبيبة ماغي بعد أن تصدمها سيارة نقل كبيرة، ويستمر سيث في الحياة بعدها، ليؤكد الفيلم أن تجربة الحياة نفسها أهم وأبقى من كل البشر.

الساهر في سياتل
عودة من جديد إلى الثنائي ميغ ريان وتوم هانكس، والكاتبة والمخرجة نورا إيفرون، التي يبدو أنها تستطيع إخراج أجمل ما في ذلك الثنائي. تدور قصة الفيلم حول سام الشاب الذي ماتت زوجته وتركت له طفل في عمر 8 سنوات. لا يستطيع سام تجاوز موت زوجته، وتطارده ذكرياتهما معا في كل مكان بالمدينة، لذلك يفكر في الانتقال إلى مدينة جديدة ومحاولة البدء من جديد في سياتل.

في طريق عودتها بالسيارة من رحلة تعارف بين خطيبها وعائلتها، تستمع آني (ميغ ريان) إلى برنامج إذاعي عن أمنيات الناس للكريسماس، فتندهش من أمنية الطفل الصغير جونا بأن يحصل والده على زوجة جديدة بعد وفاة والدته، لأن والده لم يستطع تجاوز حزنه لفقدها.

تتأثر آني من حب سام لزوجته الذي استمر حتى بعد وفاتها، ولا تتوقف عن التفكير به حتى دون أن تراه من قبل، في الوقت الذي يبحث فيه سام عن زوجة مناسبة في كل المحيطات به أو اللواتي أرسلن له بعد سماعه في الراديو. تقرر آني بعد ذلك السفر لمقابلته، لكن الأحداث تمنعها من التواصل معه. تطور الأحداث مجددا لأن نورا إيفرون تفضل النهايات السعيدة، فيتقابل كلا من سام وآني والابن جونا على قمة مبنى الإمباير ستيت في ليلة عيد الحب.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية