الصراع مع نتفليكس.. خسائر ديزني تجاوزت 580 مليون دولار بسبب "هولو"

hulu
تم إطلاق هولو عام 2008 بشكل محدود في أميركا واليابان ثم توسعت عالميا (مواقع التواصل)

حسام فهمي

أعلنت شركة ديزني الأميركية في تقريرها السنوي عن خسائر تجاوزت 580 مليون دولار العام الماضي، نتيجة استثماراتها في منصة "هولو" (Hulu) للبث التلفزيوني عبر الإنترنت.

وتعتمد هولو على بث البرامج والمسلسلات والأفلام عبر الإنترنت بمقابل نقدي، وقد تم إطلاقها في عام 2008 بشكل محدود في أميركا واليابان، قبل أن تتوسع فيما بعد وتصبح خدماتها عالمية، وهي مملوكة حتى الآن لشركة والت ديزني بالمشاركة مع شركتي فوكس وإن بي سي يونيفرسال. 

ويبدو أن خسائر ديزني مع تجربة البث الرقمي قد بدأت حتى قبل أن تطلق منصتها الخاصة "ديزني بلس"، والتي تم الإعلان عن اسمها في تغريدة رسمية لحساب الشركة على تويتر، ومن المتوقع إطلاقها نهاية 2019 لتصبح المنافس الأهم لمنصة نتفليكس. 



المنافسة تشتعل هذا العام
من جانب آخر، أعلنت شركة نتفليكس مسبقا أنها ستزيد استثماراتها في إنتاج مسلسلات وأفلام جديدة بميزانية تتجاوز ثمانية مليارات دولار، فيما تطمح ديزني -وحتى قبل إطلاقها "ديزني بلس"- لزيادة حصتها في منصة "هولو"، وأيضا في زيادة ميزانية إنتاج المحتوى على هذه المنصة، حيث أنفقت "هولو" ما لا يتجاوز 2.5 مليار دولار فقط على محتواها في عام 2018. 

وهكذا ينتظر الجميع خلال عام 2019 الفارق الذي ستحدثه ديزني حينما تستحوذ على 60% من شركة "هولو"، مما سيمكنها من طرح المزيد من الأعمال الأصلية المنتجة خصيصا للعرض على هذه المنصة. 

وتبدو ديزني منتبهة لما تمثله قيمة منصات العرض الرقمي على الإنترنت، خصوصا مع الزيادة المستمرة في مكاسب منافسيها الرئيسيين: نتفليكس، وبنسبة أقل "إتش بي أو" (HBO).

هذا الفارق الكبير الذي يمكننا ملاحظته بسهولة بين شركات إنتاج المحتوى الرقمي في ميزانيتها  للإنتاج الفني، هو ما منح نتفليكس تفوقا ملحوظا دون شك، حيث أعلنت المنصة الأميركية في تقريرها ربع السنوي الأخير لعام 2018 أنها قد استقبلت 8.8 ملايين مشترك جديد، ليصبح عدد مشتركيها -طبقا لآخر التقديرات- قرابة 150 مليون مشترك، مقارنةً بعشرين مليونا فقط تمتلكهم هولو حتى الآن.

بالإضافة لهذا، فقد أعلنت نتفليكس أنها أصبحت تستحوذ على ما يتجاوز 10% من حصة كافة المشاهدات التلفزيونية داخل الولايات المتحدة، وهذا النجاح الكبير أرجعته الشركة بالأساس لزيادة عدد إنتاجاتها الأصلية من الأفلام والمسلسلات. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن نتفليكس قد توسعت أيضا عالميا في العديد من الإنتاجات غير الناطقة بالإنجليزية، مثل المسلسل الإسباني "بيت من ورق" (la casa de papel) الذي حاز على نجاح جماهيري كبير حول العالم بحبكته المثيرة والغامضة.

وبالمقارنة، فإن إنتاجات هولو الناجحة محدودة للغاية، ونذكر منها مسلسل الخيال العلمي "11/22/63" المأخوذ عن رواية للكاتب الأميركي الشهير ستيفن كينغ، وهو من بطولة الممثل جيمس فرانكو، وتدور أحداثه حول مدرس ثانوي يمكنه السفر عبر الزمن للتدخل في أحداث تاريخية شهيرة، بالإضافة لهذا تمتلك هولو حقوق بث مسلسل الرسوم المتحركة الشهير "ساوث بارك" (South Park).

تستمر الحرب إذن في عالم البث الرقمي، لكن السؤال الأهم هو: هل سندخل عصرا جديدا تصبح فيه الغلبة للمحتوى الرقمي عبر الإنترنت، ويندثر فيه التلفزيون والسينما بمفهومهما التقليدي تماما؟

المصدر : الجزيرة