ابن سلمان: إيران سبب المشكلات والأسد باق

محمد بن سلمان ترمب
تايم: 55% من الأميركيين لا يثقون بالسعودية (رويترز)
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن الرئيس السوري بشار الأسد باق في منصبه في الوقت الحالي، وإنه لن يرحل من دون حرب.

وفي حوار مع مجلة تايم الأميركية طالب ابن سلمان النظام السوري بمنع الإيرانيين من فعل ما يريدون في سوريا، وقال إنه إذا تغيرت سوريا أيديولوجيا فإن الأسد سيصبح دمية في يد طهران.

وأضاف أنه من الأفضل لنظام الأسد أن يعزز قوته في سوريا بعيدا عن التأثير الكبير لإيران، مشيرا إلى أن ذلك سيكون أيضا في مصلحة روسيا.

ورأى ابن سلمان أن من الضروري بقاء القوات الأميركية في سوريا في المدى المتوسط على الأقل إن لم يكن في المدى البعيد، ذلك أن واشنطن تحتاج لأن تمتلك أوراقا للتفاوض وممارسة الضغط، كما أن الوجود الأميركي شرقي سوريا سيكون بمثابة حاجز بين حزب الله وإيران.

من جانبها، قالت المجلة إنه بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرياض أذهلت السعودية العالم بفرض حصارها على قطر، ثم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رهينة لأكثر من أسبوعين بعد إعلان استقالته خلال زيارة للرياض.

إيران
ولفتت إلى أن الهدف الرئيس من هذه "المغامرات" كان إيران التي تقدم السلاح للحوثيين في اليمن في حربهم مع السعودية.

ونقلت عن ولي العهد السعودي قوله إن "إيران سبب مشاكل الشرق الأوسط لكنها لا تشكل خطرا كبيرا على المملكة".

وحين يتحدث ابن سلمان عن إيران يعود بالتاريخ إلى 1979 عندما لجأت مجموعة إسلامية متشددة إلى الحرم المكي في مواجهتها مع الحكومة، ويقول إن تلك المجموعة كانت تستلهم أفكارها من الثورة الإيرانية.

وذكرت تايم أن السعودية تخفف حاليا من موقفها إزاء إسرائيل، وتميل معها ضد إيران في منحى طالما ظل مستترا في كواليس الاستخبارات ودبلوماسية الباب الخلفي.

ونقلت تايم عن الأمير ابن سلمان أن لديه عدوا مشتركا مع إسرائيل، ويضيف "يبدو أن لدينا قطاعات محتملة للتعاون الاقتصادي". 

لكن ابن سلمان يتابع "إننا لا يمكن أن تكون لدينا علاقات مع إسرائيل قبل حل مشكلة السلام مع الفلسطينيين، إذ إن للفلسطينيين والإسرائيليين الحق في العيش والتعايش معا". ويضيف "وعندما يحدث ذلك فإننا سنقيم بالطبع في اليوم التالي علاقات جيدة وطبيعية مع إسرائيل تكون في مصلحة الجميع".

 اليمن
وفي الشأن اليمني، يرى ولي العهد السعودي الحرب في اليمن شأنا يمنيا بحتا، لكنه لم يستبعد تدخلا بريا لقوات التحالف العربي إذا طلب الرئيس هادي ذلك.

ويقول ابن سلمان إنه لولا تدخل التحالف العربي في 2015 لاستغرق التخلص ممن وصفهم بالأشرار في اليمن عشرين عاما. ويضيف أنه لا يستبعد إرسال قوات برية إلى اليمن، لكن إحدى أولوياته أن تظل الحرب "غير مؤلمة" للسعوديين.

ويقول "نريد أن نتأكد من أنه مهما حدث لا يشعر بها السعوديون.. يجب ألا يتأثر الاقتصاد أو يحس بها، ولذلك فنحن نسعى أن نكون بعيدين جدا عن أي تصعيد يحدث".

"الإخوان المسلمين"
وبالنسبة لولي العهد السعودي فإن جماعة الإخوان المسلمين هي الخطر الأعظم الذي مر بالعالم خلال آخر مئة عام من التاريخ، ويقول لو نظرت إلى أي إرهابي فستجد أنه كان من الإخوان المسلمين.

ويضيف أن خطر الجماعة تجاوز المنطقة إلى أوروبا، فهي تهدف إلى نشر التطرف هناك وتحويل أوروبا إلى قارة إخوانية بعد ثلاثين عاما.

إصلاحات
وقالت تايم إنه على الرغم من الإجراءات الداخلية التي يتخذها محمد بن سلمان من أجل "الإصلاح" ويؤكد أنه يريد أن يجعل المملكة قابلة "للمعيشة" لإرضاء الشباب السعوديين وجلب العمالة الأجنبية ويقول إن السعودية فعلت في السنوات الثلاث الأخيرة ما لم تفعله في ثلاثين سنة فإنها تعتبر أن ابن سلمان يصلح لأن يدخل ضمن اصطلاح عالمي أوسع اسمه "الاستبداد".

فقد وسع سيطرته بصورة أكبر على وسائل الإعلام، وطبقا لما ذكرته هيئة للأمم المتحدة فقد سجن ستين من النشطاء والصحفيين والأكاديميين منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وقالت المجلة إنه لا يخطط للتخلي عن السلطة خلال خمسين سنة قادمة قد يحكم فيها.

ونقلت المجلة عن تشاس فريمان جونيار السفير الأميركي في الرياض في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش القول عن ابن سلمان "إنه شاب طموح ويريد العمل بقوة من أجل تعزيز سلطته، لكن الاندفاع الذي طغى على معظم ما فعله -وهو في مجمله متطرف- يجعله ضعيفا".

كما لفتت تايم إلى أنه على الرغم من طول فترة زيارة ابن سلمان للولايات المتحدة التي تستمر ثلاثة أسابيع فإن 55% من الأميركيين لا يثقون بالمملكة، وذلك بحسب استطلاع أجرته مؤسسة غالوب.

واستشهدت بأسباب عديدة، منها فرض حظر النفط في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ثم خوض الولايات المتحدة الحرب أوائل التسعينيات لحماية السعودية في حرب الخليج الأولى، ومشاركة 15 سعوديا من 19 في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على المركز التجاري العالمي التي دبرها أسامة بن لادن.

المصدر : الجزيرة + تايم