والدة زبيدة: فعلوا بابنتي كل ما يغضب الله

أبحث عن ابنتي زبيدة منذ عشرة شهور، وأموت كل يوم مئة مرة، وسبق للسلطات المصرية أن اعتقلتها لمدة شهر عام 2016 وساعتها تعرضت للتعذيب والاغتصاب، وكل ما لا يرضي الله. هكذا تكلمت الأم المكلومة.

وضجت مواقع التواصل بتعليقات عن حديث الأم الذي جاء ضمن فيلم وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تحت عنوان "سحق المعارضة في مصر"، تناولت فيه ما تشهده مصر من اعتقالات وإخفاء قسري ووقائع تعذيب واغتصاب لمعارضين ونشطاء داخل السجون.

تظهر الأم وهي تحكي عن تاريخ أسرتها البسيطة مع الاعتقال والإخفاء القسري، فتقول إنها تعرضت للاعتقال مع ابنتها الشابة عام 2014 بسبب تواجدهما قرب إحدى التظاهرات، ثم اختفت ابنتها قسريا لنحو شهر عام 2016، قبل أن تختفي مجددا في أبريل/نيسان الماضي حتى الآن.

تحكي الأم عما جرى لابنتها خلال اعتقالها الأول، وتقول إنها وجدت على جسمها آثار تعذيب لا يتصوره بشر، بهدف إجبارها على الاعتراف بتهم ملفقة، وأخبرتها زبيدة بأن الأمر وصل إلى صعقها بالكهرباء وتعرضها للاغتصاب.

وكما اعتقلت الشابة زبيدة إبراهيم بشكل غامض، فقد كان الإفراج عنها مشابها، حيث تقول الأم إنها تلقت اتصالا من أحد الأشخاص يخبرها بالعثور على ابنتها ملقاة على جانب أحد الطرق الصحراوية بمنطقة السادس من أكتوبر، وهي معصوبة العينين وفي حالة إعياء شديد.

لن أسكت
ورغم التعذيب والاغتصاب سابقا، والإخفاء الذي لا تعرف تفاصيله بعد لاحقا، تؤكد الأم أنها ليس بمقدورها كأم أن تبقى صامتة على ما يحدث، وتقول "حتى لو كان كلامي سيقودني إلى حبل المشنقة فلن أسكت".

وشهدت السنوات الماضية تزايدا لحالات الاختفاء القسري لمعارضين مصريين يتبين لاحقا أنهم في قبضة الشرطة، وتقدر مؤسسة الشهاب لحقوق الإنسان عدد حالات الإخفاء القسري في مصر منذ 2013 حتى أغسطس 2017 بـ5500 حالة، وتقول إن 44 منهم تم قتلهم خارج إطار القانون.

ومنذ الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي في يوليو/تموز 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي، تشهد مصر تصاعدا منظما لعمليات القمع التي ركزت في البداية على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي، ثم اتسعت لتشمل كل الأصوات المعارضة من مختلف التيارات.

المصدر : الجزيرة