عشرات الجرحى في قمع الاحتلال مسيرات غزة وحماس تسعى للتهدئة

A Palestinian hurls stones at Israeli troops during a protest calling for lifting the Israeli blockade on Gaza and demanding the right to return to their homeland, at the Israel-Gaza border fence in the southern Gaza Strip October 19, 2018. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa
الشبان الفلسطينيون أشعلوا الإطارات ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة (رويترز)


أصيب 115 فلسطينيا اليوم الجمعة جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف المشاركين في مسيرات العودة شرقي قطاع غزة، بينما أبلغت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفدا أمنيا مصريا بأنها لا تريد التصعيد مع إسرائيل على حدود القطاع.

وقد أكدت الهيئة الوطنية العليا استمرار الفعاليات الجماهيرية السلمية في القطاع رفضا للاحتلال وتنديدا بالحصار الإسرائيلي المتواصل.

كما أكدت الفصائل الفلسطينية أن المسيرات الشعبية ستتواصل حتى رفع الحصار بشكل كامل، وأن المقاومة جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي.

وتوافد آلاف الفلسطينيين بعد صلاة عصر اليوم إلى خيام العودة المقامة على أطراف شرق قطاع غزة قرب السياج الحدودي مع إسرائيل، في إطار مسيرات العودة الشعبية المستمرة للشهر السابع على التوالي.
 
وأفاد مسعفون بسقوط عدد من الإصابات بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق جراء قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي متظاهرين اقتربوا من السياج الحدودي شرق قطاع غزة.

ودعت الهيئة العليا لمسيرات العودة في غزة إلى أوسع مشاركة شعبية في احتجاجات اليوم تحت شعار "معا.. غزة تنتفض والضفة تلتحم".
 
وهذه هي الجمعة رقم 30 منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 مارس/آذار الماضي، التي استشهد فيها أكثر من 200 فلسطيني بينما أصيب 22 ألفا آخرون.

وتطالب الاحتجاجات برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007، وتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قبل سبعين عاما.

أوساط إسرائيلية تتحسب لاحتمال تدهور الأوضاع في غزة (رويترز)
أوساط إسرائيلية تتحسب لاحتمال تدهور الأوضاع في غزة (رويترز)

ودعا عدد من خطباء الجمعة في غزة إلى "عدم التهور" في مظاهرات اليوم "حتى لا يكون هناك ضحايا".

وقد عزّز جيش الاحتلال قواته على تخوم قطاع غزة ودفع بدبابات وناقلات جند، إلى جانب تعبئة الحدود بجنود من وحدات النخبة والقناصة، استعداداً لمسيرات العودة الأسبوعية.

وخوّل المجلس الأمني المصغر الجيش الإسرائيلي تقدير مستوى الرد ضد ما تسميها الحكومة الإسرائيلية "أعمال الإرهاب والشغب على السياج الأمني".

واعتبرت أوساط سياسية وعسكرية في إسرائيل يومَ الجمعة يوماً حاسماً سيحدد مآلات الأوضاع في قطاع غزة، واحتمال تدهورها إلى مواجهة شاملة.

وشهد اجتماع المجلس الأمني المصغر أمس خلافات حادة حول طريقة التعامل مع غزة، بين مؤيد ومعارض لعملية واسعة النطاق. وأبقى المجلس نافذة على احتمال نجاح جهود الوساطة المصرية في التوصل إلى تهدئة دائمة.

وأفادت التقارير بأن جيش الاحتلال نشر في الأسابيع الماضية بطاريات صواريخ القبة الحديدية المضادة للصواريخ، تحسبًا لهجمات صاروخية من جانب المقاومة الفلسطينية.

وأعلنت سلطة المطارات والموانئ في إسرائيل عن تغيير مسارات الإقلاع والهبوط بمطار بن غوريون الدولي في ضوء التوتر الأمني، لإفساح المجال الجوي للطائرات المقاتلة، وتفادي إصابة طائرات مدنية بصواريخ القبة الحديدية في حال انطلاقها لاعتراض صواريخ باتجاه تل أبيب.

الاحتلال عزز وجوده العسكري على الحدود مع غزة في مؤشر على التصعيد (الأناضول)
الاحتلال عزز وجوده العسكري على الحدود مع غزة في مؤشر على التصعيد (الأناضول)

مساع للتهدئة
في سياق متصل، أبلغت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفدا أمنيا مصريا بأنها لا تريد التصعيد مع إسرائيل على حدود قطاع غزة، بينما أطلق جيش الاحتلال اليوم الجمعة الرصاص على المشاركين في مسيرات العودة فأصاب عددا منهم.

وخلال لقاء مع الوفد الأمني المصري في غزة مساء أمس الخميس، أكدت حركة حماس والفصائل الأخرى أنها لا تريد التصعيد على حدود القطاع.

وقال مصدر في الحركة "أبلغنا الإخوة في مصر بموقف حماس والفصائل؛ أننا لا نريد التصعيد مع العدو، لكننا في نفس الوقت جاهزون للرد على أي عدوان".

يشار إلى أن الوفد المصري يرأسه وكيل جهاز المخابرات العامة اللواء أيمن بديع، والتقى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

وفي وقت لاحق غادر الوفد المصري متجها إلى رام الله للقاء مسؤولين في حركة فتح.

المصدر : الجزيرة + وكالات