فتور دولي والمعارضة السورية ترفض مؤتمر سوتشي

Mohammad Alloush (C), the head of the Syrian opposition delegation, attends Syria peace talks in Astana, Kazakhstan January 23, 2017. REUTERS/Mukhtar Kholdorbekov
وفد المعارضة إلى أستانا في محادثات مطلع العام الجاري (رويترز)

أعلنت المعارضة السورية وفصائل مسلحة رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بمدينة سوتشي الروسية يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وسط فتور دولي تجاه هذا المؤتمر.

فقد قال وفد قوى الثورة السورية العسكري إلى أستانا -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إن مؤتمر سوتشي المزمع عقده لا يلبي تطلعات السوريين ولا يلتزم بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأضاف أن روسيا تحاول إنهاء مساري جنيف وأستانا المكملين لبعضهما من خلال مسار آخر لإعادة إنتاج النظام، وأنها تحاول زج كيانات وأشخاص محسوبين على النظام في صفوف المعارضة بهدف تغيير تكوينها وبيئتها وثوابتها.

كما قال الوفد إن روسيا دولة منحازة سياسيا وعسكريا للنظام السوري، وإن عليها تنفيذ وعودها للوفد في مؤتمر أستانا.

وقال بيان مشترك صدر عن الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية مع هيئة أركان الجيش الحر، وبيان آخر لفصائل الجبهة الجنوبية في المعارضة المسلحة، إن الدعوة الروسية تجاوز لبيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، وذلك بذريعة دعم مسار جنيف.

وكان الائتلاف الوطني أعلن أمس الأربعاء أنه يرفض مؤتمر سوتشي، ووصفه بأنه محاولة للالتفاف على محادثات السلام في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة وتهدف إلى تحقيق انتقال سياسي في سوريا.

وقال المتحدث باسم الائتلاف أحمد رمضان لرويترز إن الائتلاف لن يشارك في أي مفاوضات مع النظام خارج إطار جنيف أو دون رعاية الأمم المتحدة.

وكانت روسيا قد أعلنت الثلاثاء أنها ستنظم مؤتمرا يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مدينة سوتشي يضم كل الأطياف السورية، بهدف مناقشة مراجعة الدستور السوري واعتماد إصلاحات سياسية.

ووُجهت الدعوة لـ33 حزبا سياسيا وجماعة من سوريا للحضور، وحذرت موسكو من أن من يرفض المشاركة في المؤتمر سيجد نفسه خارج العملية السياسية.

فتور دولي
وردا على الاقتراح الروسي، أعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس أنها لم تحسم بعد مشاركتها، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "نحن ما زلنا ندرس الإطار العام للمؤتمر".

وتلقت فرنسا وبريطانيا بفتور الاقتراح الروسي، وأكدتا ضرورة عدم السير بعكس العملية السياسية في جنيف.

فقد قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر للصحفيين إن "أي مبادرة تعزز عملية جنيف مرحب بها، لكن أي مبادرة خارج هذه العملية ليست كذلك وستبوء بالفشل".

بدوره اعتبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماتيو رايكروفت أن "الطريق إلى السلام يمر عبر جنيف".

وأضاف ساخرا "بعد منعطف أستانا الكبير، يقولون لنا الآن إن هناك حاجة لانعطاف عبر سوتشي".

لكن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أوضح أن مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي ليس بديلا عن مفاوضات جنيف أو أستانا.

وفي السياق قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن المؤتمر يمكن أن يسهم في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن الحل السياسي في سوريا.

يشار إلى أن الدعوة الروسية جاءت في وقت اختتمت فيه الجولة السابعة من مفاوضات أطراف الأزمة السورية في العاصمة الكزاخية أستانا، في ظل تقدم محدود في بعض الملفات و"تعطيل" الملف الأول الخاص بالمعتقلين، وسط تأكيدات بشأن استضافة روسيا لمؤتمر يجمع السوريين.

المصدر : الجزيرة + وكالات