المعارضة السورية: لم نخطر بالمحادثات المقترحة بكزاخستان

رياض نعسان آغا

أكدت المعارضة السورية أنها لم تخطر رسميا بالمقترح الروسي بشأن إجراء محادثات في كزاخستان، في حين يعقد غدا اجتماع ثلاثي في موسكو مع طهران وأنقرة بشأن حلب كخطوة أولى لحل الأزمة بسوريا.

وقال رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للائتلاف السوري المعارض، إن المعارضة تسمع بهذه الأنباء من وسائل الإعلام فقط، مؤكدا أنهم مصرون على أن تكون أي مفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة لإنجاحها.

وأعرب آغا في اتصال مع الجزيرة من دبي عن استغرابه لتجاهل المعارضة باعتبارها من أصحاب القضية، وكذلك ما وصفها بالدول التي انشغلت كثيرا بالملف السوري، وعلى رأسها مجموعة أصدقاء سوريا.

وأوضح أن الهيئة العليا للمفاوضات كانت نتاج تفاهم دولي في روسيا نفسها، مؤكدا أن أي مفاوضات تجري في غيابها ستبقى "عملا في الفضاء".

وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب قد أكد في وقت سابق أن الهيئة مستعدة للانضمام لمحادثات السلام، لكنه اشترط أن يكون هدفها تشكيل حكومة انتقالية.

أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فأكد موافقة بلاده من حيث المبدأ على المقترح الروسي بشأن اجتماعات كزاخستان، ولكنه اشترط ألا تكون المباحثات بديلا عن مفاوضات جنيف، وشدد أيضا على أن تضم الاجتماعات ما سماها المعارضة الحقيقية.

وكان الرئيس الروسي قد أعلن الجمعة الماضي أنه يعمل عن كثب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمحاولة بدء سلسلة جديدة من محادثات السلام السورية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد.

وأضاف بوتين -في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو- أنه اتفق مع نظيره التركي على تقديم عرض لأطراف النزاع في سوريا لبدء مفاوضات جديدة في أستانا عاصمة كزاخستان، موضحا أن المرحلة المقبلة في سوريا ستكون وقفا شاملا لإطلاق النار في كل المناطق.

‪بوتين أعلن الجمعة الماضي عن اجتماعات مرتقبة في كزاخستان لحل الأزمة السورية‬  (رويترز)
‪بوتين أعلن الجمعة الماضي عن اجتماعات مرتقبة في كزاخستان لحل الأزمة السورية‬ (رويترز)

اجتماع ثلاثي
وتستضيف روسيا غدا الثلاثاء اجتماعا كان مقررا يوم 27 من الشهر الجاري، يجمع مسؤولين روسا وإيرانيين وأتراكا لإعطاء قوة دفع جديدة بهدف التوصل إلى حل لأزمة حلب.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يأمل خلال اللقاء مع نظيريه التركي والإيراني التحدث بتفصيل مع من يستطيع التأثير فعلا على الأرض في سوريا لتحسين الوضع هناك.

ووصف لافروف في تصريحات صحفية الدول الغربية بأنها تمارس الخطابات والدعاية ولا تؤثر على من يستمع إليها من أطراف الأزمة السورية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن اجتماع الثلاثاء سيتركز على كيفية حل الصراع المستمر منذ سنوات في سوريا وعلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن اللقاء لا علاقة له باجتماع المعارضة السورية المرتقب في كزاخستان.

وأوضح مراسل الجزيرة في موسكو زاور شوج أن الاجتماع سيكون على مستويين، أحدهما عسكري إذ يلتقي وزراء دفاع الدول الثلاث لبحث القضايا العسكرية والأمنية في حلب على نحو الخصوص، وتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا عامة.

أما المستوى الثاني فسيكون سياسيا حيث يجتمع وزراء خارجية تلك الدول بهدف الدفع باتجاه عملية سياسية تفاوضية في كزاخستان.

وكان مسؤول بالخارجية التركية أوضح أن الاجتماع يهدف إلى "فهم آراء الأطراف الثلاثة، وتوضيح أين نقف جميعا، ومناقشة إلى أين نذهب".

وقال المسؤول التركي إن "الروس اقترحوا أن تجتمع تركيا وروسيا وإيران لإيجاد حل بخصوص حلب بشكل أولي، يمكن توسيعه ليشمل الأنحاء الأخرى من سوريا"، معربا عن أمله بأن تعطي المحادثات "دفعا" لجهود حل النزاع.

وشدد المسؤول على أن أنقرة مصممة على موقفها في وجوب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لكي يمكن التوصل إلى حل في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات