بيروت تتأهب لمظاهرة منددة بالنظام الطائفي

أحد شعارات حملة التحضير لمظاهرة الغد ببيروت
أحد شعارات حملة التحضير لمظاهرة غدا السبت في بيروت (الجزيرة)

أحمد السباعي-بيروت

تتسارع وتيرة التحضيرات لمظاهرة الغد في "ساحة الشهداء" وسط العاصمة اللبنانية بيروت، حيث يتوقع منظموها والداعون إليها أن يلبي عشرات الآلاف من المجتمع المدني دعوتهم للمطالبة "بإسقاط النظام الطائفي".

ويظهر في صفحة حملة "طلعت ريحتكم" على فيسبوك أن أكثر من 15 ألف شخص من أصل نحو مئة ألف شخص تمت دعوتهم على الصفحة قد أكدوا مشاركتهم في المظاهرة.

وتبرر الحملة سبب الدعوة للمظاهرة على صفحتها -التي بلغ عدد متابعيها نحو 150 ألفا- بأن "السلطة اللبنانية مصرة على دفن رأسها في الرمال ضاربة بعرض الحائط مطالب اللبنانيين، لأن السياسيين يحاولون استغلال التحركات لتسجيل نقاط وخلق شرذمة بين المتظاهرين، لأن قضية النفايات لم تحل بعد، والمعتدين على المتظاهرين لم يحاسبوا".

وتضيف الحملة للأسباب التي تقولها "نزول الشباب اللبنانيين بكافة أطيافهم إلى ساحة الشهداء من أجل الدفاع عن صوتهم المستقل ودق إسفين في نعش نظام الطوائف".

المظاهرة الكبرى
ويبدو من خلال متابعة صفحات مواقع التواصل ووسائل الإعلام أن مظاهرة الغد ستكون الأكبر في سلسلة التحركات التي فجرتها أزمة النفايات في البلاد.

‪التحضير لاعتصام ومظاهرة غدا السبت في بيروت‬ (الجزيرة)
‪التحضير لاعتصام ومظاهرة غدا السبت في بيروت‬ (الجزيرة)

ويكتب شربل نحاس -الوزير السابق وأحد قادة الحراك- على صفحته في فيسبوك أن "موعدنا السبت، على الناس أن يقدروا إلى أي درجة هؤلاء المتسلطون على البلد مرعوبون ومرتبكون، على الناس أن يتحلوا بالجرأة ويصمدوا أكثر، لننجح في بناء دولة نعيش فيها بكرامة".

ويشرح أن "ما يحصل اليوم هو أكبر تحرك غير طائفي يشمل الفقراء والأغنياء الذين يقولون للمتسلطين: طلعت ريحتكم".

أما حنا غريب -النقابي وأحد المشاركين والداعين للمظاهرة- فيقول في مقابلة تلفزيونية إن "الحملة تحمل في طياتها بذور الحملات التي قمنا بها في السابق في حراك هيئة التنسيق النقابية"، وتابع أن "ما قام به الشباب في الساحات هو نتيجة القمع والهجرة اللذين يتعرضون لهما في لبنان، هناك قسم من الشباب الذين نزلوا إلى الشارع والتظاهرات لا يملكون ثمن رغيف خبز".

فشل الدولة
وخلص إلى أن "مطالب الحراك كبيرة، وهي لرفض الواقع القائم في المجتمع وزيادة القمع ستولد الانفجار، هذه الدولة قد فشلت".

وفي مؤشر واضح على الدعم الكبير من مختلف الشرائح والذي تحظى به هذه التحركات كتب عماد بزي -الصحفي اللبناني وأحد منظمي المظاهرات- على صفحته في فيسبوك أنه "لأول مرة ألمس التغيير حتى في الوسط الفني، حيث ألغى أحد متعهدي الحفلات وأحد المطربين وإحدى المطربات حفلا فنيا لأنه يصادف يوم المظاهرة ببيروت السبت، وفضلوا أن يخسروا ماديا ومهنيا وينزلوا على المظاهرة ويربحوا معنويا ووطنيا".

ودخل الفنانون بقوة على خط المظاهرات، حيث أصيب بعضهم في محاولات القوى الأمنية تفريق المظاهرات وبات بعضهم الآخر رأس حربة فيها، كما أطلق آخرون أغاني هاجمت الطبقة السياسية ودعمت مطالب المتظاهرين وانطلقت من شعار "طلعت ريحتكم".

ويكتب الطبيب اللبناني وليد صادق على صفحته في فيسبوك أنه "لأول مره أفتخر بالشعب اللبناني لأنه عاد لوطنيته وترك الحزب المنافق والطائفية والمناطقية، هذا هو لبنان يد واحدة وقلب واحد، لبنان من أغنى البلاد ولكن زعماءه الفاسدين يظنون أن شعبه سيبقى غبيا ومغلوبا على أمره، ويترك الحاكم يورث نجله الزعامة السياسية ومنصبه في الوزارة وعضوية البرلمان".

المصدر : الجزيرة