590 مرشحا يتنافسون على 85 مقعدا بالشورى العماني

الاداء بالصوت عبر البطاقة الممغنطة الكترونيا والبصمة الالكترونية
التصويت يجري عبر البطاقة الممغنطة والبصمة الإلكترونية للناخب (الجزيرة)

طارق أشقر-مسقط 

شهدت الساعات الأولى من انتخابات الولاية الثامنة لمجلس الشورى العماني إقبالا لافتا خصوصا في العاصمة مسقط ضمن العملية التي تهدف لاختيار 85 عضواً بالانتخاب الحر المباشر من بين 590 مرشحا بينهم 20 امرأة.

ووصفت رئيسة لجنة التصويت بولاية بوشر سهام بنت أحمد الحارثي الإقبال بأنه "كبير"، وقالت إنها لم تكن تتوقع مشاركة كبار السن خصوصا من النساء، مضيفة أن مشاركاتهن "نابعة من قناعتهن بأن هذا يوم وطني مهم".

وبلغ عدد الناخبين في هذه الدورة 611 ألفا و906 ناخبين يدلون بأصواتهم في 107 مراكز اقتراع منتشرة في مختلف ولايات السلطنة، تستقبل الناخبين حتى الساعة السابعة مساءً مع "إمكانية تمديد الوقت إذا استدعى الأمر ذلك"، وفقاً لما أعلنته اللجنة الرئيسية للانتخابات، ليبدأ الفرز في اليوم نفسه.

وجرى الترشح للانتخابات بشكل فردي حيث تمثل كل ولاية يقطنها 30 ألف مواطن أو أقل بعضو واحد في المجلس، في حين تمثل الولاية التي يقطنها أكثر من 30 ألف مواطن بعضوين، ويتم التصويت بالبطاقة الشخصية الإلكترونية الممغنطة مع البصمة الإلكترونية.

‪عمانيات أمام أحد مراكز التصويت بمسقط‬ (الجزيرة)
‪عمانيات أمام أحد مراكز التصويت بمسقط‬ (الجزيرة)

وتأتي انتخابات الولاية الحالية في ظل ترقب لحظوظ المرأة فيها، بعدما فازت بمقعد وحيد في الانتخابات السابقة، رغم أن القانون منحها حرية المشاركة ناخبة ومترشحة دون تمييز بينها وبين الرجل، كما يتطلع الكثير من الناخبين إلى أن يمثلهم عدد أكبر من حملة الشهادات الجامعية في ظل ارتفاع نسبتهم بين المرشحين إلى 36.6%، في حين اشترط القانون الحصول على الشهادة الثانوية العامة كحد أدنى للترشح.

وقال الناخب هاني بن مرهون الحسني (29 عاما) إن اختياره للمرشح يقوم على ما يتوقعه منه من إسهامات تلبي طموحات أهل منطقته، مضيفا أن الشباب "ساندوا مرشحهم بالترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

أما المحلل السياسي سعود بن علي الحارثي فقال إن هذه الانتخابات "تمثل أكثر من اختبار للمواطن باعتبار أن نجاح المجلس وتطور أدائه يعتمد على صوت المواطن وممارسته حقه في الاختيار والمشاركة، وعلى مدى نجاحه في اختيار العضو الكفء القادر على تمثيله وقدرته على الخروج من إطار الانتماءات والولاءات التي يلعب بأوتارها كثيرون عند التصويت"، داعيا الناخب إلى أن يضع المصلحة العامة في قمة أولوياته.

‪المبنى الجديد لمجلس الشورى العماني‬ (الجزيرة)
‪المبنى الجديد لمجلس الشورى العماني‬ (الجزيرة)

وأبدى الحارثي تفاؤله بالولاية الثامنة للمجلس قائلا إنها "ستشهد انضمام أعضاء يتميزون بالكفاءة والتخصص والقدرة على الممارسة البرلمانية لأن الكثيرين ممن خاضوا غمار الترشح يمتلكون الخبرة البرلمانية ولديهم مؤهلات علمية وسيرة ذاتية غنية". وأشار إلى "مبادرات التوعية والتثقيف التي يقوم بها الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاختيار الكفء لعضوية المجلس".

من جانبه أكد عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للصحفيين أحمد باتميرة أن الدورة القادمة للمجلس "تتطلب أعضاء أكفاء حتى يستطيعوا مع السلطة التنفيذية تحقيق الأهداف وتطلعات المواطن من المجلس التشريعي الذي نال خلال المرحلة الماضية صلاحيات عدة، ومن بين المرشحين وجوه جديدة من الرجال والنساء لديهم قدرات وخبرات عملية".
 
وأضاف أن ما شاهده في محافظة ظفار "من حراك ولقاءات بالمترشحين يوحي بأن المواطن العماني بدأ يعرف كيفية اختيار العضو الكفء ليمثله، واحتياجات المرحلة القادمة بعيدا عن القبيلة، والمجلس القادم مطالب مع الحكومة بإيجاد حلول وبدائل لكثير من الأمور المطروحة مثل إيجاد مصادر بديلة للنفط والغاز، وجذب الاستثمارات وسن القوانين والأنظمة وغيرها حتى تستطيع البلد مواجهة أي متغيرات اقتصادية قادمة ولا تتضرر بسبب هبوط أسعار النفط"، وتوقع أن يكون المجلس القادم "أكثر فاعلية وتعاطيا مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية وفقا لمتطلبات المرحلة".

المصدر : الجزيرة