غارات للتحالف بسوريا وقرى كردية بيد تنظيم الدولة

شن التحالف الدولي سلسلة غارات استهدفت لأول مرة منذ بدء عملياته في سوريا مواقع متقدمة لتنظيم الدولة الإسلامية بريف حلب، لكن مسؤولا كرديا أقر بسيطرة التنظيم على قرى كردية جديدة واقترابه من بلدة عين العرب.

وقالت القيادة الأميركية المركزية في بيان إنها نفذت ضربات جديدة منذ الثلاثاء استهدفت إحداها مواقع على الحدود العراقية السورية، وأخرى تشكل خطوطا أمامية في اشتباكات مسلحي التنظيم مع وحدات حماية الشعب الكردية.

كما تعرضت مواقع لتنظيم الدولة في المنطقة الصناعية والهجانة وفرع الأمن العسكري (سابقا), بمدينة البوكمال شرق دير الزور لثماني غارات متتالية أسفرت عن دمار كبير.

وقال موقع سوريا برس إن الغارات خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم، بالإضافة إلى دمار كبير في عدد من المباني, وسط حالة من الهلع والخوف في صفوف الأهالي وحركة نزوح كثيفة تشهدها المدينة.

كما شنت مقاتلات يعتقَد أنها تابعة للتحالف الدولي غارات استهدفت مستودعا للذخيرة ومعسكرا لتدريب مقاتلي تنظيم الدولة في منطقة مغارة الجبل على أطراف مدينة الباب بريف حلب.

وقالت القيادة الأميركية المركزية إن 20 ضربة جوية نفذت حتى الآن في  أنحاء سوريا مستهدفة تنظيم الدولة.

وكان مراسل الجزيرة معن خضر قد أكد أن الغارات استهدفت أيضا مواقع لتنظيم الدولة في قرى بمحيط مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي قرب الحدود السورية التركية حيث تدور معارك بين التنظيم وقوات حماية الشعب الكردية.

undefined

تقدم تنظيم الدولة
ورغم هذه الغارات قال تنظيم الدولة في بيان نشره موقع "ولاية حلب" إن مقاتليه تمكنوا من السيطرة على جبل البركل، وقرى تل غزال وروبي ودونغر بجوك، ليصبح على بعد ستة كيلومترات غرب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) في ريف حلب.

وأكد مسؤول عسكري كردي أن مسلحي تنظيم الدولة يتقدمون صوب مدينة عين العرب وسيطروا بالفعل على قرى جديدة، وكرر دعوته للتحالف الدولي للتوسع في الغارات الجوية لتمتد لمواقع تنظيم الدولة قرب عين العرب.
 
وقال أوجلان إيسو نائب قائد القوات الكردية إن تنظيم الدولة عزز صفوف مقاتليه في الـ24 ساعة الماضية بعد الغارات التي شنها التحالف الدولي على مواقعه.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر في وقت سابق أن مواقع تنظيم الدولة غربي عين العرب تعرضت لغارات جوية شنتها طائرات تبدو قادمة من اتجاه تركيا.
 
غير أن مسؤولين أكرادا لم يستطيعوا تأكيد التقرير، بينما قالت تركيا إنه لا مجالها الجوي ولا القاعدة الجوية الأميركية في بلدة أنجيرليك استخدما في الضربات الجوية.

في سياق متصل فتحت السلطات التركية منفذا حدوديا عند قرية يمر تالك التركية على الجهة المقابلة لمدينة عين العرب وسمحت للنازحين بالعبور إلى أراضيها.

ويعد هذا المنفذ الحدودي الوحيد حاليا أمام النازحين الأكراد السوريين بعد إغلاق السلطات التركية المعابر والمنافذ الحدودية الأخرى.

وكان تنظيم الدولة قد بدأ تقدمه صوب عين العرب الأسبوع الماضي مما دفع نحو 140 ألف سوري كردي إلى الفرار عبر حدود تركيا خلال أيام معدودة في أكبر وأسرع عملية نزوح جماعي للمدنيين منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011.

مقار لجبهة النصرة تعرضت لغارات شنها التحالف الدولي
مقار لجبهة النصرة تعرضت لغارات شنها التحالف الدولي

إخلاء مواقع
يأتي ذلك بينما أعلنت جبهة النصرة أنها أخلت جميع مقارها القريبة من المدنيين بريف إدلب حرصا على سلامتهم، إثر مقتل عشرات المدنيين في كفردريان بريف إدلب الشمالي جراء سلسلة غارات جوية شنها التحالف الدولي.

كما أفاد مصدر في حركة أحرار الشام للجزيرة بأن الحركة قررت إخلاء مقارها القريبة من الأحياء السكنية في ريفي حلب وإدلب تحسبا لغارات قد يشنها التحالف الدولي على تلك المقار.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت أنها قصفت و"قضت" على مجموعة صغيرة تعرف باسم "جماعة خراسان"، تتألف من عناصر سابقين من تنظيم القاعدة، كانت تستعد لشن هجمات في دول غربية.

وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن هذه المجموعة على صلة بجبهة النصرة، إلا أن المرصد السوري وناشطين قالوا إن القصف استهدف مواقع لجبهة النصرة، مما أدى إلى مقتل 50 من عناصرها فجر الثلاثاء.

المصدر : الجزيرة + وكالات